إعلان

شقيقان يطوفان غزة لعلاج الحيوانات المُصابة.. ما قصتهما؟

02:43 م السبت 21 مايو 2022

الطبيب الخالدي من قطاع غزة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس:

منذ شهور قليلة أطلق الطبيب "محمد عيسى الخالدي" وأخوه المهندس "يوسف الخالدي" مبادرة لتجبير وتركيب الأطراف الصناعية للحيوانات في قطاع غزة لتنتشر أخبار المبادرة ويتحرك الأخوان في القطاع لعلاج الحيوانات المصابة مجاناً.

قبل سنوات عدة قرر الطبيب "محمد الخالدي" أن يتخصص في علاج الكسور وتركيب الأطراف التعويضية. اختبر كونه طبيبا في قطاع غزة ومر بعدة حروب أخرها حرب العام الماضي 2021 التي شنتها اسرائيل عقب أحداث حي الشيخ جراح بالقدس.

بحكم عمل "الخالدي" في ذلك التخصص منذ عام 2012 فمر عليه الكثير من الإصابات ليقرر بعدها "الخالدي" التشاور مع أصدقائه في المهنة ليفتتح مركزاً متخصصاً في انتاج الأطراف الصناعية بمواد محلية بديله "كان ضروري البدائل لأننا في القطاع مش سهل توافر المواد الخام ولو متوفرة بتكون غالية لكن احنا قدرنا نعمل الأطراف بمواد منخفضة التكلفة وأيضاً بنعمل إعادة استخدام لبعض المواد".

لم يكتف "الخالدي" بدوره في الحرب الأخيرة الذي عالج من خلاله الكثير من الكسور المعقدة وتركيب الأطراف الصناعية لمن بترت أطرافهم في الحرب، مع متابعة سفر بعض الحالات الصعبة للخارج.

في إحدى الأيام زارت طفلة صغيرة عيادة الطبيب كي تعرض عليه قطتها التي تعرضت للكسر فاعتذر منها "الخالدي" ليخبرها أنه طبيب يعالج المرضى من البشر وليس بيطري لكن أمام إصرار الطفلة لم يجد "الخالدي" حلاً سوى معالجتها بالاشتراك مع البيطري ومن تلك اللحظة قرر "الخالدي" إطلاق مبادرته "الحقيقة أنه ضمن تخصصي الأم موجود قسم لعمل جبائر للحيوانات ودة شجعني إني أطلق المبادرة وطبعا بالاشتراك مع الطبيب البيطري الذي يزودني بشكل الحيوان التشريحي والذي يساعدني في عمل الجبيرة".

ما شجع "الخالدي" هو عدم وجود ذلك النوع من علاج الحيوانات بالقطاع فإذا تعرض حيوان للكسر يترك كما هو حتى يموت بسبب عدم التوافر، لكن مع مبادرته أصبح هناك أمل لعلاج الحيوانات المصابة بالكسور.

حتى الآن ومنذ إطلاق المبادرة عالج "الخالدي" الكثير من الحالات بمعدل عشرين حالة بالشهر، وتتعدد الحالات بين حيوانات أليفة مثل القطط والكلاب والطيور وحيوانات الشارع.

"عالجنا صقور وعصافير وحمام زاجل وقطط لكن أغرب حيوان عالجناه كان الأسد".. يقول "الخالدي"، حيث أرسلت له حديقة الحيوان بغزة لعمل جبيرة للأسد "هو خلال الحرب الأخيرة فزع مع باقي الحيوانات وحاول الهرب فتأذت يده في القفص وكسرت وعملنا الجبيرة بالكثير من الاحتياطات بالطبع".

يتذكر "الخالدي" الحالات الصعبة التي مرت عليهما وكانت أبرزها حالة كسر خارجي لقطة مما كان يستلزم عمل جراحة لإعادة العظام بالداخل ثم عمل الجبيرة وبالفعل تم علاج القطة بعد رجوع العظم بداخل جسمها وتم شفائها، وحالة أخرى لقط أليف تعرض لإبرة خاطئة بالظهر فأدت للشلل التام ومع وضع برنامج للعلاج الطبيعي للقط وجبائر لفرد اطرافه تحسنت حالة القط بنسبة 60 بالمئة.

رفم الإمكانيات البسيطة في القطاع لكن "الحقيقة احنا بنتكفل بكل المواد والعمل على الأطراف والجبائر بشكل مجاني ومع الوقت استخدمنا أدوات متوفرة وبالفعل أعدنا استخدام مواد في صنع جبائر أخرى وذلك لتقليل التكلفة ومحاولة سد العجز في المواد الخام".

يتمنى "الخالدي" أن تصبح حملته ثقافة مجتمعية وتنتشر بشكل أكبر وأن تتبناها منظمات رعاية الحيوانات ومحاولة تقديم يد العون لمبادرتهم بحيث يستطيع الأخوين العمل بششكل أكبر وتوسعة عملهم وزيادة عدد الحالات التي تُعالج من الحيوانات.

فيديو قد يعجبك: