إعلان

صاحب أشهر دراجة في أفغانستان يحاول الهرب من طالبان (صور)

05:34 م السبت 04 سبتمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

لم يخف إدريس سياواش يومًا إلا من فقد حلمه. لأعوام يطوف قرى أفغانستان بإمكانياته البسيطة، يحمل الكتب ولافتات التوعية لأكثر من 120 قرية، راهن على محبة الناس للتعليم وتقبلهم للكلمة الطيبة. أصر على محاربة الجهل حتى في ظل تفشي فيروس كورونا، لكن بعد سيطرة حركة طالبان على كافة البلاد، أعلن إدريس خسارته "توقف مشروعي، لا يمكنني المضي بعد الأن، ولا توجد أي احتمالات للعودة لمهمتي".

في 14 أغسطس المنصرف سيطرت حركة طالبان على آخر معقل للحكومة الأفغانية، ولم ينتصف الشهر حتى باتت كل أفغانستان تحت السيطرة الكاملة للحركة التي سبق الإطاحة بها قبل نحو 20 عامًا. في ذلك الوقت توقفت حياة إدريس.

ثمة تغيرات لمسها الشاب دفعته للقلق، لكن استكمل مسيرته "منذ حوالي شهر وصلوا منطقة لغمان ومن قبل سيطروا على مناطق أخرى"، إلا أنه مع وقوع كافة الأرجاء تحت حكم طالبان "في هذه اللحظة تملك مني الخوف وبدأت في الهروب".

1

رأى إدريس الخوف مطلوقًا في الطرقات؛ أغلقت المحلات والبنوك والمدارس أبوابها، لا أحد في المدينة "كل الناس يحاولون الوصول لمنازلهم للاحتماء بها"، فيما يسيطر الرعب على العقول، ظل الشاب الثلاثيني وأسرته يفكرون في المصير "ماذا سيحدث لنا؟ بالتأكيد سنكون في خطر". يعمل إدريس صحفيًا بالإذاعة، وكذلك أغلب عائلته معروف انتمائهم لمجال الصحافة والكتابة، مما يجعلهم في مهب الاستهداف كما يقول الشاب الأفغاني لمصراوي.

ما كان الأمر مجرد هواجس لدى إدريس "سبق أن اتهموني بالتجسس" فقط لأنه يواصل السفر بدراجته وتوزيع الكتب على الأطفال والتعامل مع مؤسسات أهلية لتمويل مشروعه.

لم يكن هناك مفر؛ ترك إدريس منزله مصطحبًا زوجته محاولاً الابتعاد عن وجهاته المعروفة، وكذلك فعل أفراد عائلته البالغ عددهم نحو 18 شخصًا حسب قوله.

3 (3)

منذ 2018 بدأ إدريس مشروعه؛ اشترى دراجة وصنع لها صندوق ملأه بالكتب، وأخذ يطوف القرى الفقيرة، يدعو الصغار للقراءة، يوزع عليهم القصص ويحكيها لهم، فيما يتحدث للكبار عن أهمية التعلم. توقف لبعض الوقت بعد تفشي فيروس كورونا، لكن في إبريل 2020 عاد مرة أخرى مرتديًا معطفًا أبيض، وحمل في الصندوق صابون ولافتات التوعية بالنظافة، وتحولت جولاته لتعليم الأهالي خاصة الأطفال الإجراءات الاحترازية من الوباء.

قبل أشهر، اضطر إدريس لتعطيل جولاته لعدم وجود دعم مادي يساعده على شراء الكتب والأدوات التي كان ينفق عليها بشكل شخصي، لكن مع انتشار صيته وما يفعله تعاونت معه المؤسسات الأهلية في أفغانستان وعاد الشاب بحماس لمشروعه وأفكاره حتى التوقف الأخير؛ يحكي ابن إقليم لغمان بأسى عن الأرجاء الصغيرة للكتب التي صنعها في عدد من صالونات الحلاقة لتدعو الناس للقراءة واستغلال الوقت في شيء مفيد "كانت هذه مهمتي الأخيرة في أفغانستان".

3

لا يصدق إدريس ما حدث "بدا الأمر مستحيلاً لكن كل شيء تغير بشكل غير متوقع". يجلس الشاب والخوف يلازمه كل لحظة كما يصف، يغير مكان إقامته بشكل مستمر، يستمع لأخبار عن قتل طالبان لمطربًا في إقليم بغلان –شمال شرق أفغانستان- ومعاقبتهم لأحد منهم عارضهم، فيزداد شعوره بالخطر بشأن القادم.

جذب إدريس أنظار الإعلام العالمي إلى أفغانستان بجولات دراجته، لم يحاول الشاب مسبقًا الخروج من البلاد رغم الظروف القاسية فترة الحرب الدائرة ثم سيطرة داعش على بعض الأقاليم، كان يحلم بوطن خالي من الجهل والنزاع، لكن اليوم لا يختلف حال صاحب الدراجة الشهيرة عن عشرات الأفغان. يواصل إدريس الهرب من مكان لآخر محاولاً النجاة بنفسه وأسرته بإيجاد وسيلة للسفر من أفغانستان.

اقرأ أيضًا:

إدريس يحارب "الكورونا".. حكاية مغامر أفغاني دار 120 قرية بـ"العجلة"

فيديو قد يعجبك: