إعلان

حلم "هناء".. أم حصلت على الثانوية العامة بعد 30 عامًا (صور)

04:50 م الأربعاء 18 أغسطس 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

حلم رافق هناء موسى منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا، أن تسمح لها الظروف بالعودة للدراسة بالثانوية العامة مُجددًا بعدما منعتها ظروف أسرية "والدي توفى واضطريت أحوّل لصنايع عشان الظروف المادية"، ظلت الأمنية بداخلها حتى تحققت هذا العام، حينما اجتازت السيدة الأربعينية اختبارات الثانوية العامة للعام الدراسي 2020/2021 بنجاح، رغم كل التحديات التي واجهتها.

ليلة أمس كانت مضطربة داخل المنزل "كلنا قلقانين على النتيجة"، يضحك الزوج مع هناء إذ يقول لها "إيه الوزير لسة مكلمناش ليه؟"، لكن بداخله كان يُدرك أن الفخر هو شعوره في نهاية الحال. ذهب إلى عمله ومن هناك استعلم عن النتيجة، حصلت السيدة الأربعينية على 60.1%، لكن أيضًا معها سقوط في مادة الفرنساوي "أنا كنت فرحان بس متلخبط مش عارف أقولها إزاي؟ ومش عايز ده يهد فرحتها بمجهودها طول السنة".

وأعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بالأمس نتيجة الثانوية العامة، موضحا أن نسبة النجاح في دفعة (2020 - 2021) بلغت 74% وسيدخل الدور الثاني 135.396 طالبا وطالبة بدءا من 4 سبتمبر 2021.

خمسة أبناء رُزقت بهم هناء ومُحمد، خاضوا معهما رحلة التعليم حتى وصل الأول إلى بر الأمان والالتحاق بالكلية "مع كل مرة بتقعد تذاكر لهم، كانت تيجي تقولي أنا نفسي أكمّل"، وقد كان. قبل أربعة أعوام بدأت اتخاذ إجراءات عودتها للدراسة الثانوية، لكن في اللحظة الأخيرة قررت تأجيل الخطوة عام واحد "ابني عُمر كان هيدخل أولى ثانوي وخوفنا إن ده يبقى ضغط كبير علينا، فبقت هي متأخرة عنه بسنة".

1

احتضن المنزل هذا العام جميع المراحل التعليمية؛ صار الابن الأكبر في أولى سنواته الجامعية، الأم هناء في الصف الثالث الثانوي، ياسمين في الصف الثاني الإعدادي، هيا في الصف الرابع الابتدائي والصغير طارق في الثاني "كلنا كنا بنساعد بعض في المذاكرة، لو هما هيذاكروا تقعد هناء معاهم تتابع، وأول ما ييجي وقت مامتهم للمذاكرة عملوا هما شغل البيت".

يضحك الزوج إذ يذكر كيف استقبل أبنائه الصغار عودة الأم مُجددًا إلى المدرسة "هيا بنتي كانت بتسألني، ماما في ثانية ثانوي وعُمر في ثالثة ثانوي.. إزاي يا بابا وماما أكبر منه؟، فيما لم تسلم الأسرة أيضًا من تعليقات المُحيطين، والتي كان بعضها مؤذيًا "كان في تريقة عشان في ثانوي وهي 41 سنة، واللي يقولنا هي على ما تخلص كلية تبقى معاش خلاص.. لكن كل ده كان ورا ضهرنا، وهناء كملت مشوارها".

لا تغفل هناء طاقة الوِد التي أحاطتها من عائلتها، زوجها محمد الذي كان يرافقها حتى الوصول إلى باب المدرسة وانتظارها ثلاثة ساعات حتى تفرغ من أداء الامتحان ويعودا سويًا إلى المنزل. داخل اللجنة كانت تشعر بأن عليها دورًا إضافيًا "لأني أكبر واحدة في اللجنة وسط البنات"، تغمرهم بكلمات الاطمئنان رغم أن مشاعر القلق لم تغادرها "كنت طالبة وأُم في نفس اللحظة".

المشوار لم يكن هينًا على العائلة بأكملها، خاصة اقتصاديًا يذكر مُحمد كيف تأثر عمله كثيرًا بسبب انتشار فيروس كورونا "أنا أصلًا كنت مهندس مساحة في وزارة الري، واتوظفت حوالي 6 سنين لكن حاليًا شغال مبلط سيراميك ورخام"، مهنة غير مُستقرة رغم ذلك حاول بذل كل طاقته حتى لا يتسبب ذلك في عرقلة حلم زوجته "هي كمان موهوبة في الرسم، فكانت بتحاول تروح ورش تتعلم".

2

قدمت هناء كطالبة تنازلات كثيرة، لم تذهب إلى المدرسة أو أي مراكز تعليمية، أحيانًا لم تشترِ الكتب الدراسية أو الملخصات "اعتمدت على القنوات التعليمية والنت"، لا يغفل كيف استغنت عن شراء ملابس العيد مثل كل عام "عشان ندفع رسوم للدراسة".

بعد ظهور النتيجة، قرر الزوج كتابة منشور على "فيسبوك" يُعبر عن مشاعر الفخر التي يُكنها لرحلة زوجته في الثانوية العامة، انتشرت كلماته على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير متوقع، لكن لم ترَ زوجته أيًا من ذلك نظرًا لعطل تليفونها منذ فترة "روحت البيت وقبل ما أدخل فضلت أدور على أخبار عن التنسيق، عشان أقنعها إن دي نتيجة كويسة".

3

داخل المنزل منح أطفاله هاتفه "قولتلهم أدوا التليفون لماما خلوها تقرأ البوست ده"، فجأة تبدّل حال السيدة الأربعينية من إحباط إلى فرحة عارمة وشعور بالامتنان لمرافقته معها في الرحلة الصعبة، تتمنى هناء أن تستكمل مشوارها من أجل أن تُصبح مُعلمة "بشوف إن أنا ومراتي أسعد اثنين في العالم، لأننا الحمدلله راضيين.. ومتأكد إن مراتي هتحقق حلمها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان