إعلان

"تكريم لأفضل علماء إفريقيا".. مصراوي يحاور الفائز بجائزة "كوامي ناكروما"

06:23 م السبت 06 مارس 2021

الدكتور صلاح عبية مدير مركز الفوتونيات والمواد ال

حوار- محمد مهدي:

منذ أيام فاز الدكتور صلاح عبية مدير مركز الفوتونيات والمواد الذكية والرئيس الأكاديمي السابق لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا بجائزة "كوامي ناكروما" الإفريقية العريقة في فرع التميز بمجال العلوم الأساسي والتكنولوجيا والابتكار على مستوى القارة السمراء.

والجائزة تقدم سنويا من الاتحاد الإفريقي، وتأتي تخليدا لذكرى "كوامي ناكروما" الرئيس الأول لجمهورية غانا، نظرا لنضاله ضد الاستعمار الذي حل في بلاده لعقود طويلة حتى نجح في إعلان أول حكومة لديهم فضلا عن اهتمامه بالوحدة الإفريقية.

وأصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بيانا رسميا لتهنئة "عبية" على الجائزة الأعلى في إفريقيا والتي تقدم لأحد العلماء الرواد، وهدفها تقدير المتميزين من رجال العلم وتكريمهم على إنجازاتهم الكبيرة في المجالات العلمية المختلفة.

التعليم العالي: فوز الدكتور صلاح عُبيّة بأفضل جائزة إفريقية في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، هنأ الدكتور خالد عبدالغفار...

Posted by ‎وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية‎ on Monday, February 22, 2021

وبحسب بيان الوزارة فإن عبية صاحب مسيرة علمية حافلة بالإنجازات، بداية من حصوله على الدكتوراة في هندسة الاتصالات الكهربية ثم الدكتوراه الفخرية بجامعة سيتي بلندن عام 2016K مرورا بجائزة الدولة التقديرية في العلوم الهندسية عام 2019 وأبحاثه العلمية تصل إلى 520 بحثا.

مصراوي تواصل مع الدكتور صلاح عبية للحديث عن كواليس حصوله على جائزة "كوامي ناكروما"، خطواته على طريق العلم وسر تذكره للعالم الكبير أحمد زويل خلال تسلمه للجائزة، المشروعات التكنولوجية الحديثة التي قدمها بصحبة فريقه وأبحاثه التي صدرت خلال السنوات الماضية ورؤيته عن مكانة مصر العلمية بين دول العالم.

- في البداية.. كيف تلقيت خبر فوزك بالجائزة الكبيرة؟

عادة تسلم الجائزة ضمن فعاليات يحضرها الزعماء الأفارقة لكن تلك المرة جرى الحفل عبر "الفيديو كونفرنس" بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد، وهي جائزة عريقة تسلم للعلماء، أصحاب الباع الطويل بمجال البحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، الذين يساهمون في تطوير نواحي الحياة بإفريقيا.

- لماذا تذكرت العالم الكبير أحمد زويل خلال تسلمك للجائزة؟

صدفة جميلة أن يتزامن موعد تسلم الجائزة مع ذكرى ميلاد عالمنا الجليل، تملكتني السعادة ومشاعر كثيرة. مازلت أتذكر أول لقاء جمعني به في يونيو عام 2012 عندما امتدت جلستنا لنحو 3 ساعات بدلا من 30 دقيقة.

كان شخصا ودودا للغاية وعالما بمعنى الكلمة. تناقشنا في أبحاثي وأثنى على عملي، وطلب مني في نهاية اللقاء أن أعمل في مدينة زويل لتأسيس مركز الفوتونيات والمواد الذكية. مفاجأة لم تكن في الحسبان، لكن بعد التفكير في تلك الخطوة كثيرا قررت الموافقة وتلبية ندائه.

صورة 1

- لماذا اخترتم مجال "الفوتونيات" لتأسيس مركز له في مصر؟

"الفوتونيات" علم حديث عن تعامل الضوء مع المواد الصغيرة، ومن خلاله يمكن الخروج باكتشافات عديدة خاصة بالتطبيقات التكنولوجية والحياتية. وفي مركزنا-الفوتونيات والمواد الذكية- يدور العمل على قدم وساق في مسارين.

الأول هو محاولة التعرف أكثر على طبيعة العلاقة والتفاعل بين الضوء وغيره من المواد، ومحاولة وضع نماذج رياضية دقيقة تحاكي ما يحدث في الطبيعة، أما عن المسار الثاني فيتم التركيز فيه على التطبيقات المختلفة الناتجة عن هذا العلم.

- وما هي أبرز مشروعات وتطبيقات مركز الفوتونيات والمواد الذكية؟

لدينا 4 محاور رئيسية يتم العمل عليها، الأول عن الطاقة الشمسية وكيف يمكن استخدام الفوتونيات في تصميم أسطح تمتص أشعة الشمس وتحولها إلى طاقة كهربائية بنسبة كفاءة أعلى من المعتاد وجرى التعاون مع عدد من الوزارات والهيئات الحكومية وجامعات مصرية لتنفيذ المشروع من بينهم وزارة التعليم العالي وأكاديمية البحث العلمي.

والمحور الثاني خاص بالمجال الطبي، حيث نعمل على استخدام الفوتونيات في تصميم مستشعرات طبية وبيئية تساعد على معرفة الحالة الصحية للمرضى بطرق جديدة مثل قياس نسبة السكر في الدم دون الحصول على عينة من الأصبع من خلال إرسال نبضة ضوئية وعند ارتدادها يتم تحليلها.

- ماذا عن إسهاماتكم في شبكات الاتصالات ؟

ننخرط فيها من خلال المحور الثالث. نسعى في مجال تصميم شبكات الاتصالات إلى إتاحة الفرصة لنقل أكبر قدر من المعلومات والبيانات بسرعة فائقة وباستهلاك أقل للطاقة، ونتعاون في ذلك مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وحققنا حتى الآن نتائج طيبة.

صورة 2

- يتبقى دوركم في مجال الإلكترونيات.. ما هي أبرز خطواتكم؟

مجال الإلكترونيات خاص بالمستقبل نوعا ما.. نعمل على تجهيز أجيال جديدة من الحاسبات، تكون ضوئية بدلا من الإلكترونية لأن الـ"فوتون" يتحرك بسرعة الضوء وبالتأكيد يفوق هذا سرعة الإلكترون، وقمنا بتسجيل براءتين اختراع عن الأمر وفي حالة نجاحنا ستحدث طفرة هائلة بهذا المجال.

-لديكم تجربة مميزة في التعاون مع كيانات عالمية.. حدثنا عن ذلك.

حصلنا على سمعة عالمية كبيرة من خلال التعاون مع جامعات في أماكن مختلفة بالعالم من بينها جامعات نوتنجهام ولندن سيتي وبرونيل في بريطانيا، وفلوريدا الوسطى بأمريكا وأوتاوا بكندا ومعهد لينز للطاقة الشمسية في النمسا وجامعة مالايا بماليزيا، بجانب عدد من الشركات الصناعية المتخصصة بمجال الفوتونيات من خارج مصر.

-ماذا عن التعاون مع الجامعات المصرية والعلماء المصريين بالداخل؟

في الداخل نلتزم بوصية الدكتور "زويل" بضرورة التعاون مع الزملاء والأساتذة بمصر، وجرى تفعيل الأمر بالتعاون مع الجامعات الوطنية في القاهرة والمنصورة وعين شمس وبنها والزقازيق ودمنهور والأزهر وغيرها، من خلال المشاريع البحثية ورسائل الماجستير والدكتوراة.

صورة 3

- في رأيك.. كيف ترى مؤشرات البحث العلمي داخل مصر مؤخرا؟

مصر تحتل مكانة جيدة في السنوات الأخيرة، وهناك تصاعد بمؤشرات البحث العلمي مثل تقدمنا في مؤشرات الابتكارات والإنتاج المعرفي الجديد، وهو أمر مطمئن. هناك اهتمام من قِبل الدولة لوضع العلم كأولوية، وتقديم خدمة تعليمية مميزة على المستوى العلمي للأجيال الجديدة.

فيديو قد يعجبك: