إعلان

زكريا غنيم.. قصة أول مكتشف لطريق الكباش (بروفايل)

06:46 م الخميس 25 نوفمبر 2021

قصة أول مكتشف لطريق الكباش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

لم يكن يعلم دكتور زكريا غنيم أن اسمه سيتردد كثيرًا بعد وفاته بـ 72 عامًا، فقد كان له الفضل أن يكون أول مُكتشف لطريق الكباش الذي بدء أعمال الحفر فيه في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين.

وُلد زكريا غنيم عام 1905 بمركز فارسكور التابع لمحافظة دمياط، وبدأ عمله كأثري قبل الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) في منطقة سقارة، وبعد ذلك عُيّن غنيم مفتشًا للآثار في أسوان عام 1939، ظل هناك لعشر سنوات، وأصبح كبير مفتشي صعيد مصر عام 1946، وقد اكتشف أول 8 تماثيل موجودين في بداية طريق الكباش من ناحية معبد الأقصر عام 1949.

1 لم يكن ذلك فحسب هو اكتشاف غنيم الوحيد، بل إنه عاد ثانية إلى منطقة سقارة ككبير مُفتشي آثار سقارة عام 1951، وكان إنجازًا ضخمًا بالنسبة له كونه يعود للمنطقة التي شُغف بها، ولم يكن يعلم أن من هنا ستبدأ مأساة حياته الشخصية، قد كان هناك سؤال يلاحق غنيم على الدوام "ليه ملوك الأسرة التالتة مبنوش أهرامات زي الملك زوسر اللي كان قبلهم أو الملك خوفو اللي جه بعدهم؟"، ووقتها كان هرم زوسر مُكتشفًا، تحديدًا في عام 1821، وكان اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر ملئ السمع والبصر.

حينما تولى غنيم المنصب جعل تركيزه مُنصبًا على منطقة بعينها، كان هناك جزء مرتفع غرب هرم زوسر المدرج، وذلك الجزء اعتقدت الخرائط بالخطأ أنه مُجرد "هضبة"، لكنّ غنيم بحث في الأمر؛ بدأ الحفر هناك حتى اكتشف أنها قاعدة هرم كبيرة لم يتم استكمال بنائها، على مدار سنوات ظلّ غنيم يستكمل بحثه، وبتلك المنطقة وجد غنيم عدد من المومياوات التي ترجع للعصر البطلمي، كما عثر على 62 ورقة من أوراق البردي مكتوبة باللغة الديموطيقية يرجع تاريخها للأسرة الـ26، ومذكور عليها اسم الملك أحمس الأول.

2 استمر غنيم في الحفر حتى وجد بالفعل هرم مُدرّج لم يتعرض له أحد من قبل، كما أن مدخله مسدود بالحجارة، وبالبحث عثر غنيم على أواني حجرية كُتب عليها اسم صاحب الهرم غير المكتمل، وهو الملك زوسر الثاني، واحد من ملوك الأسرة الثالثة وابن الملك زوسر، وكان اكتشافًا عظيمًا في عام 1954، تحدثت عنه الصحافة العالمية.

وكأن أطراف المأساة تبدأ في إحكام حلقتها؛ وصل غنيم لقاعدة الهرم التي تحتوي على غرفة بها تابوت ملكي مصنوع من المرمر، حينها ظنّ عالم الآثار أن ذلك هو تابوت الملك زوسر الثاني، كانت فرحة عظيمة له، ولم يفتح التابوت سوى بعد دعوة الصحافة العالمية، وقيل أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بنفسه شهد تلك اللحظة أو كان في الطريق إليها، وبمقدار تلك الفرحة الكبيرة كانت خيبة أمل عظيمة، فحينما جاءت اللحظة المُنتظرة في ذلك العام 1954 وقام غنيم بفتح التابوت، وجده فارغًا.

3 تلك اللحظة جرّت أذيال الخيبة معها سنوات طوال، صحيح أنه بعدها كتب غنيم عدّة كُتب عن اكتشافه وكواليس التنقيب في "الهرم الدفين والهرم المفقود والتنقيب في سقارة: قصة الهرم غير المكتمل"، وذلك خلال عامي 1956 و 1957. قضى غُنيم حياة حافلة بالإنجازات، كرّس شغفه لما يُحب وظلت سيرة ما قدمه للوطن حيّة رغم رحيله المأساوي في حادث عام 1959.

4

فيديو قد يعجبك: