إعلان

من طنطا والقليوبية.. قصة مُنشدين منعهما "كورونا" عن جلسات الذكر

04:58 م الأحد 17 مايو 2020

الشيخ عبدالرحيم دويدار والمنشد أحمد العمري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

منذ شهرين لا يُغادر عبدالرحيم دويدار منزله، لم يعتد شيخ المبتهلين ذلك الهدوء في شهر رمضان، كانت أيام الشهر في الأعوام السابقة تمر سريعا، لا يكاد المنشد الثمانيني يلتقط أنفاسه بين قرية مصرية وأخرى، يفتقد ليالي الإنشاد، تشجيع المستمعين، التفاف الجمهور حوله، وكذلك يفعل المنشد الشاب أحمد العمري، يكسر عُزلته بقليل من الإنشاد عبر الإنترنت أو داخل منازل أصدقائه، لكنها لا تروي اشتياقه.

اتخذ الشيخ دويدار طريق الابتهال قبل 60 عاما، بدأ قارئا للقرآن في مدينة طنطا حيث يعيش، رافق كبار المقرئين "الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ المنشاوي وغيرهم"، لكنه أحب الابتهال ووجد فيه ضالته، ومن وقتها لم يترك أرضا إلا وأدّى فيها، قبل أن يحبسه فيروس كورونا المستجد في منزله "خايف أخرج أو أقابل حد، وحتى غصب عني مش قادر أستقبل حد في البيت".

ص 1

يمر يوم الشيخ دويدار بطيئا، يستيقظ متأخرا، ويقضي معظم يومه في قراءة القرآن، يتذكر تلك الفترة صديقه المقرب، الراحل الشيخ النقشبندي "هو اللي علمني أسهر.. كان يقولي بعد ما نصلي الفجر تعالى نشرب الشاي ونبتهل شوية"، لا يستطيع التوقف عن متابعة الأخبار "اللي مفيهاش حاجة تسرّ"، يتطلع لمعرفة أعداد الحالات في مصر والسعودية "عشان ولادي الاتنين عايشين هناك"، يصاحبه القلق عليهم، فيتواصل معهم يوميا للاطمئنان "بس هما اللي بيكونوا قلقانين عليا أكتر، عشان عارفين إني بحب الخروج والناس".

في المقابل، لم يستطع العمري بعد التأقلم مع الجلوس في المنزل. يعيش الحاصل على جائزة الصوت الندي-مسابقة تنظمها مشيخة الأزهر- في محافظة القليوبية "حاسس بزعل شديد السنة دي لأني مش بقدر أحيي ليالي رمضان"، بحزن يستعيد عام 2019، كان وقته بالكاد يتسع للنوم "كنت ما بين الأوبرا والتراويح والحفلات"، فهو عضو في فرقة الأوبرا المصرية للإنشاد الديني "كان رمضان جميل.. كله لقاءات مع ناس حلوة"، لم يتوقف الأمر حد ذلك، إذ كان المبتهل العشريني مشتركا في فريق سلام الدولي للإنشاد "كنا بنقدم حفلات في المعز وقُبة الغوري".

ص 2

لا يغيب عن عقل العمري ذلك اليوم من العام الماضي، حين وقف رفقة زملائه المنشدين لأول مرة يبتهل في الشارع "كنا بنعمل حفلة تابعة لوزارة الثقافة في ممر بهلر في وسط البلد"، لم يشعر الشاب بالألفة في حياته كتلك اللحظة "المنشد بيستمد حلاوة أدائه من الناس"، كان المحيطون يتفاعلون مع ما يقول "كأننا نعرفهم من زمان"، فيما اختلف الوضع ذلك العام، فبعد استقراره في القاهرة قبل عدة سنوات، عاد الشاب لمحافظته "لأن مفيش شغل"، بينما يعوض ذلك بالإنشاد عبر البث المباشر في صفحته الشخصية أحيانا.

ص  3

خلال فترة العزل، تعوّد شيخ المبتهلين على العالم الافتراضي بصورة أكبر، عُرض عليه من أحد الفنانين إقامة حفل إنشاد في منزله ليذاع عبر الإنترنت "بس لأني مبخرجش فمقدرتش أروح"، فيما حضر إحدى اللقاءات عبر محطة إذاعية مغربية على الإنترنت، كانت التجربة جديدة عليه لكنه أحبّها.

مر الشيخ دويدار في عمله بالكثير، لكن ذلك لم يُثنِه عما يحب، ألف أكثر من 55 نشيدا وأداها بصوته، حاول التأقلم مع التغيرات المزعجة خلال العمل، كتلك الليلة حينما ذهب ليُحيي زفافا في محافظة كفر الشيخ "ولما وصلت قالولي واحد بيحيي العريس ضرب نار وفيه واحدة ماتت واتقلب ميتم"، كان الشيخ على وشك تعزية أصحاب المكان والمغادرة، قبل أن يطلبوا منه قراءة القرآن "واتحولت من منشد لمقريء واليوم عدى"، يستحضر الشيخ ذلك اليوم "عشان أقول إن كل شيء بيعدي وأزمة كورونا تقيلة لكنها هتمر زي غيرها".

في نفس الوقت، يحاول العمري تناسي الأمر، يخرج أحيانا ليلتقي بأصدقائه في منزل أحدهم بالقرية، يُنشد لهم، يُسعده ذلك قليلا "خاصة لما بيرددوا معايا"، يعد الشاب نفسه بأشياء عدة بعد انتهاء الأزمة، خطوات أجّلها كثيرا "زي إني أبدأ أنتج لنفسي، ومقرر أول ما الأزمة تخلص هعمل ده بدون خوف".

تابع موضوعات الملف:

ليالي الذكر في رمضان.. غروب مؤقت بسبب كورونا (ملف خاص)

بالصور- رمضان بلا ضيوف.. كورونا يحرم ساحة "الدح" من أمسيات الذكر

بالصور- إنشاد رغم كورونا.. فرقة "القبة الخضراء" تُحيي فرحة رمضان في المنزل

من السفر لـ"حبسة" البيت.. كيف يقضي أصغر قارئ بالإذاعة رمضان الحالي؟ (صور وفيديو)

فيديو قد يعجبك: