إعلان

"حالو يا حالو".. "كورونا" يصيب فوانيس رمضان (فيديو وصور)

05:55 م الأربعاء 08 أبريل 2020

فوانيس رمضان

كتب - محمود عبدالرحمن:

أواخر أغسطس الماضي، بدأ صلاح رجب في تجهيز ورشته؛ لتصنيع فوانيس رمضان، بعد شراء مستلزماتها والمواد الخام الخاصة بها، لكي يتمكن من توفيرها بعد 6 أشهر لزبائنه - بالكميات التي يريدونها- من تجار الجملة والقطاعي بأشكالها وأحجامها المختلفة، فكلما اقترب شهر شعبان الذي يعتبر الموسم لبضاعته، كان يكثف من إنتاجه، لكن تداعيات فيروس "كورونا" الذي أصاب ما يقرب من 1450 حالة في أغلب محافظات مصر حتى منتصف شعبان الحالي، والإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار الوباء، ساهمت في خلق حالة من الركود: "الحال وقف ومفيش بيع ولا شراء" يقول صلاح.

صلاح الذي يمتلك ورشة حدادة ويعمل في تصنيع الفوانيس الرمضانية المصنوعة من الصاج منذ 20 عامًا؛ واحد من المئات من أصحاب الورش التي تعمل في هذا المجال بمنطقة السيدة زينب وباب الشعرية وباب الخلق وغيرها من مناطق مصر القديمة، كل ورشة بها من 5:2 صنايعية، حسب حجم كل ورشة وإنتاجها: "بنفضل نصنع لحد آخر شهر رجب، وأول شعبان ننزل الفوانيس في الأسواق".

الصورة الأولى

صاحب الورشة، لم يكن يتوقع أثناء شرائه الصاج والزجاج الملون بكل ما يدخره من أموال من الموسم الماضي، أن يحدث حظر للتجول ويغلق مسجد السيدة زينب ويغيب رواده الذين يعتبرون جزءًا من زبائنه، فالمحل الذي يعرض بضاعته فيه يقع خلف المسجد بشارع السد المتفرع من ميدان السيدة زينب.

يقول صلاح: "لحد النهاردة مش عارفين نعرض بضاعتنا في شادر بشارع بورسعيد بجوار الجامع زي كل سنة"، ففي مثل هذه الأيام من كل عام كان يقيم شادرًا يعرض فيه منتجاته من أول شعبان وحتى مرور 10 أيام من رمضان، يتمنى صاحب الورشة الستيني والعاملون معه؛ أن ينتهي الحظر والوباء حتى تعود الأمور إلى طبيعتها: "ربنا يفرجها علينا الأيام اللي جاية.

الصورة الثانية_1

المشكلة الأكبر إذا استمر الوضع الحالي حتى نهاية الموسم؛ يراها صلاح في صعوبة تخزين بضاعته للعام القادم: "الفوانيس ممكن تصدي لو مر الموسم وقعدت للسنة الجاية"؛ ولذلك يسعى إلى تخفيض هامش الربح إلى أدنى مستوى، طمعًا في بيع عدد أكبر، محاولة منه لتفادي الخسائر أو التقليل منها.

شارع السد الذي يقع خلف مسجد السيدة زينب، ويعتبر أحد أشهر الأسواق؛ لبيع الفوانيس الرمضانية محلية الصنع، سواء المصنوعة من الصاج أو الخشب أو قماش الخيام المزخرف، كان على غير عادته المعهودة، حيث طغى الهدوء على أروقة الشارع التجاري، واختفى الزحام وبقيت البضائع المتكدسة والمرصوصة أمام ورش التصنيع ومعلقة على أبواب المحال في غياب الزبائن.

الصورة الثالثة_3

تقف أم أيمن أمام المحل، تترقب المارة في الشارع، كمحاولة منها لاستقطاب زبون أو أكثر: "بقالي أسبوع مبعتش 5 فوانيس"، تقولها السيدة التي تدير المحل المجاور لـ"صلاح"، شارع السد كان لا يخلو من الناس وخصوصًا في شهر شعبان: "السنة اللي فاتت في الوقت ده مكنتش تعرف تمشي من زحمة الناس"؛ لذلك لجأت السيدة الخمسينية إلى تخفيض الأسعار بسبب قلة البيع: "لما بلاقي جنيه في الفانوس ببيعه بدل وقف الحال، علشان ربنا يكرمنا في الموسم".

10 سنوات، هي فترة عمل أم أيمن وزوجها في مهنة بيع الفوانيس بمنطقة السيدة زينب، فمع قدوم شهر شعبان، يستعدان لشراء الفوانيس من الورش: "ونعمل شادر كبير نبيع فيه فوانيس وياميش رمضان"، لكن حظر التجول الجزئي هذا العام وغيره من الإجراءات الاستثنائية، جعلهما يكتفيان، بالبيع داخل محلها الصغير: "الشادر لازم تصريح وكمان في حالة الركود دي هيكون بخسارة".

الصورة الرابعة

"في الأول كنت ببيع جملة بس، لكن دلوقتي ممكن أبيع 10 فوانيس من أول الموسم"، يقول عثمان سيد، صاحب إحدى الورش بشارع بركة الفيل بالسيدة زينب، موضحًا أن ظروف الحظر وقلة البيع والركود أجبر جميع أصحاب الورش على البيع بالتجزئة: "المحلات كانت تأخذ كميات لكن دلوقتي اللي جاي عاوز عدد صغير عشان مفيش زبائن".

يتذكر حالة البيع والشراء في السنة الماضية، ويقارنها بتلك الأيام يقول: "مكناش بنلاحق على الطلبيات من أصحاب المحلات، لكن الموسم بيخلص ومفيش بيع"، مضيفًا: حركة بيع الفوانيس في شهر شعبان "والـ10 أيام الأولي من شهر رمضان بيكون كده الموسم خلص وبنصفي".

الصورة الخامسة_2

أسعار الفوانيس هذا العام تراجعت بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي، بحسب بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال، مرجعًا السبب إلى انتشار فيروس "كورونا"، الذي يراه السبب الرئيسي في حالة الركود التي تشهدها الأسواق، وخاصة أن وقت الحظر يعتبر وقت الذروة في عملية البيع.

"صرفنا كل الفلوس على البضاعة"، يقول أحمد صبري صاحب محل وورشة لبيع وصناعة الفوانيس المصنوعة من قماش الخيام المزخرف، موضحًا أن الاستعدادات لهذا الموسم تبدأ قبلها بـ3 شهور أو شهرين، ووقتها لم يكن هناك أي مؤشرات على ما يحدث الآن: "قبل الموسم بكون صنعت كل الفوانيس"، ليتفاجأ هذا العام بتفشي الفيروس: "بنستنى السنة كلها عشان شهرين الموسم".

92789144_272473323753193_5962828866564128768_n

وتتباين أسعار الفوانيس وفقا للحجم وخامة التصنيع، فيبدأ سعر الفانوس البلاستيك من 50 جنيهًا إلى 120جنيهًا، بينما الفانوس الخشب يبدأ من 10 جنيهات ويصل إلى 150 جنيهًا، والفانوس المصنوع من الأقمشة يتراوح سعره من 12 جنيها إلى 250 جنيهًا للفانوس الكبير، والصاج يتراوح بين الـ10 جنيهات، ويصل إلى 1000 جنيه للحجم الأكبر.

فيديو قد يعجبك: