إعلان

بـ«مروحة وعدة شغل».. الصعيدي والبورسعيدي يصوتون بلجنة محطة مصر (صور)

01:11 م السبت 20 أبريل 2019

كتب وتصوير- عبدالله عويس:

فوق كومة من الحقائب، جلس مؤمن جمال ذو الـ15 عاما، يرمق بعينيه المارة من أمامه، المتجهين إلى تلك الخيمة الكبيرة، في حرم محطة مصر، وينتظر خروج أبناء عمومته منها، فأعمارهم تسمح لهم بالتصويت في الاستفتاء على تعديل الدستور، بينما لا يسمح له عمره إلا بحراسة حقائبهم، بينما كان آخرون يقفون في الصفوف حاملين حقائبهم وأدوات عملهم وبملابس العمل أحيانا في تلك اللجنة التي خصصت لمساعدة المسافرين.

بطاطين وملابس وأحذية، يجلس مؤمن فوقها، بينما كان أبناء عمومته داخل اللجنة، يصوتون في الاستفتاء، بعدما كان السفر سيحول دون إتمام الأمر في أول يوم: «مكنوش ناويين يعملوا حاجة، فلما لقوا اللجنة قدامهم قالوا نخش هنا ونخلص» قالها الصغير، وهو يلتقط بهاتفه صوراً للجنة من الخارج، قبل أن يعود إلى محافظته أسيوط: «إحنا شغالين في السيراميك، وخلصنا شغل ومروحين».

______ 1

داخل أحد الصفوف المؤدية للجنة كان ياسر محمد يحمل حقيبة تحتوي على مأكولات ومشروبات، خرج بها من قنا لزيارة والده المحجوز داخل مستشفى بالقاهرة، وكان الشاب ينوي العودة يوم الاثنين المقبل ثالث أيام الاستفتاء، للتصويت في قنا غير أن تلك اللجنة سهلت له الأمر: «كده كده كنت ناوي أشارك فلما لقيت في لجنة هنا قلت على البركة». الأمر الوحيد الذي أغضب الشاب وقوفه بعض الوقت بينما يحمل تلك المأكولات، وتحول غضبه لنقاش مع أحد المنظمين، ليخبره الأخير أن اللجنة متاحة لكل أبناء محافظات مصر عدا القاهرة تيسيرا على الناس.

من مستشفى الدعاة إلى محطة مصر، اتجه عبد الصبور أحمد، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، بينما يحمل في يده مروحة مستعملة اشتراها بثمن زهيد. سترافقه تلك المروحة في سفره للأقصر حيث يسكن، وسترافقه كذلك في اللجنة، بينما يقف في الطابور تمهيدا للتصويت: «المشاركة واجب علينا، وأنا لقيتها فرصة، فقلت أشارك هنا قبل ما أرجع للبلد».

عبارات ساخرة وصلت إلى مسامع الرجل بسبب مروحته، قابلها بابتسامة: «اللي بيقولي داخل بمروحة ليه بقوله أرطب على الناس اللي جوة».

____ 2

منذ أيام وفوزية فهيم تعاني من ألم بعينيها، قررت بعده السفر للقاهرة للكشف داخل مستشفى بالقاهرة، وحين خرجت من القطار استمعت إلى الحديث الذي يدور حول لجنة تقف خارج المبنى، لتقرر السيدة التي أتت من أسوان المشاركة، والتصويت على تلك التعديلات الدستورية.

حقيبة بلاستيكية ضخمة، في يده اليمنى، وأخرى من القماش، تستقر فوق ظهره، بينما يمسك صفوت محمد بطاقته للدخول والمشاركة، ويلفت أنظار المحيطين به بصياحه: «يلا يا جدعان عندي شغل وشايل شيلة». أتي صفوت من كفر الشيخ للعمل في أحد مباني القاهرة، حيث يقوم بتركيب السيراميك، وكانت اللجنة فرصة مناسبة له لكي يخلص من هم المشاركة: «قعدت أحسبها هسيب شغلي إمتى وأروح إمتى أشارك، فلما لقيت اللجنة قلت بركة يا جامع». ليشاركه الحديث محمد إبراهيم الذي كان يحمل فوق ظهره كيسا يحتوي على ملابس كثيرة، سيبيعها فيما بعد داخل المنوفية: «أنا جاي القاهرة أشتري شوية لبس وراجع تاني، لقيت زحمة سألت عن سببها وعرفت إن ده عشان الاستفتاء فدخلت».

____ 3

بملابس العمل، كان فكري شاهين الذي يعمل داخل ورش السكة الحديد، يقف في طابور طويل، قبل أن ينادي عليه سلطان جمال، زميله في العمل، ليدخلا سريعا ضمن مجموعة أخرى من العاملين بهيئة السكة الحديد، قبل أن يعودوا لأعمالهم: «استأذنا دقايق نطلع نصوت ونرجع تاني، وعشان كده لابسين هدوم الشغل» قالها فكري، بينما كان سلطان يتحدث مع زميله صابر سباعي حول جدوى تلك التعديلات، وما إذا كان تصويته بنعم أو لا، ليخبره الأخير، أن قراره سيكون بداخل ذلك الصندوق البلاستيكي، الذي يقع على بعد خطوات منهما. كانت هيئة السكة الحديد، قد خصصت مساحة فضاء بحرم محطة مصر لإنشاء مقرات انتخابية للمغتربين والوافدين تيسرا عليهم: «وده حلو، واللي معدي صدفة أو رايح مشوار، يشارك ويخلص» قالها فكري، قبل أن يتسلم منه أحد الموظفين بطاقته، قبل أن يدلي بصوته.

____ 4

فيديو قد يعجبك: