إعلان

"محبوبة وكفاح العريش".. من رحيل الزوج لمشاريع تفتح بيوت السيناوية

04:33 م الأحد 06 أكتوبر 2019

محبوبة فراج، صاحبة مشروع للمنتجات اليدوية في العري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

مر 27 عامًا على أول مرة تغزل أيادي محبوبة فراج قطعة قماش لبيعها، تتذكر اللحظة بكل تفاصيلها، وجع رحيل الزوج واضطرارها للعمل، مشقة تربية خمسة ابناء وحدها، الليالي المظلمة التي مرت بثقل عليها "في رمضان وإحنا صايمين مكنش بيبقى في طمطماية في بيتي" ينفطر قلبها كلما سمعت بكاء صغيرتها لاحتياجها اللبن "كنت ادفي المياه بالسكر واحط لها عيش"، يمر الشريط أمامها بينما تُملي نظرها من المنتجات اليدوية التي يضمها مشروعها، إذ باتت "البرنسيسة" مظلة تأوي 16 أسرة منتجة أخرى.

من أطقم الأسرة أخذت تعتاد أيادي محبوبة على الحياكة والتطريز، حاولت تعليم نفسها كي يكون رزقًا لها "كان في أسر منتجة في العريش وقالوا بيدوا قروض، وأنا كنت لسة ممبتدأة طلبت منهم متأخروش عليا" ألف جنيهًا كان كفيلًا لتبدأ أولى خطواتها "جبت ماكينة خياطة وخامات وبقيت اشتغل، وكل شهر أدفع 20 جنيه عشان أسدد اللي عليا"، ذاع صيت السيدة الخمسينية في المكان، صار لها زبائن ومع كل قطعة جديدة تصنعها تزيد مهاراتها "كان الشغل بيتخطف مني".

1

مع كل احتياج جديد لأطفالها كانت تكثف من العمل "لما عيالي دخلوا المدارس بقيت اجتهد أكتر"، لأيام لم تعرف مذاق النوم "بقيت أسهر عشان أوفرلهم كل اللي عاوزينه"، دون تأفأف أخذت محبوبة من كل وقتها للعمل "ربنا اللي أداني القوة عشان أبقى أد الشيلة التقيلة دي"، وقد كان.

فرصة ثمينة وكأنما هبطت عليها من السماء، حين أعلنت وزارة القوى العاملة عن مسابقة للمنتجات اليدوية "خدت وقتها المركز الأول" فتّح لها الأمر سككًا مختلفًا، سددت كل أموال القرض الذي بدأت به مشروعها "والصندوق الاجتماعي بدأ يظهر عندنا، خدت منه قرض عشان أعمل منتجات"، أعجب القائمين عليه بأعمالها "بقيت بعمل كل اللبس السيناوي التراثي"، لذا وقع عليها الاختيار لتجوب بمنتجاتها معارض في البحرين ولبنان.

2

مع كل خطوة جديدة في مشروعها، تمتن محبوبة لله على رزقه الواسع "لإنها أول مرة اشتغل، وأنا يادوب معايا الإعدادية"، اختارت اسمًا لمنتجاتها كي يكون علامة مميزة "سميته البرنسيسية، لإني زمان كنت جميلة وعايقة، فلقيت الاسم لايق عليا"، وحينما افتتحت أول محال في العريش عُرفت بذلك الاسم في المكان.

"علّم" الاسم في ذهن كل من مر على محبوبة في المعارض، حينما يزورون حدثًا للمنتجات التراثية يبحثون عنها، وداخل معرض تراثنا المقام بأرض المعارض في التجمع الخامس تمر عليها إحدى المشاركات "أنا من ساعة ما شوفت الركن السيناوي وبدور على البرنسيسة"، ترن ضحكة السيدة الخمسينية وتحتضن السيدة "في ناس بقوا صحابي خلاص من المعارض حتى لو مش هيشتروا لازم يجيوا لي"، رغم مشاركتها الأولى بالحدث "لكن خدت على المكان وحبيته".

3

في الركن الخاص بها يمتلأ المكان بالمنتجات السيناوية، شنط مُطرزة، شال، الزي البدوي "بقى عندي مجموعة كبيرة من كل حاجة في مجتمعنا"، ومن ماكينة خياطة واحدة "بقى عندي 12 دلوقتي وشغال معايا 16 واحدة"، فتحت محبوبة الأبواب لسيدات أخريات في حاجة للعمل "بكبر المشروع لإن نفسي محدش يمر بزنقة زي اللي حصلت لي"، تفتح هاتفها لكي تعطي رقمها لإحدى الزبائن فتظهر صورتها في الخلفية بينما ترتدي وشاح الأم المثالية "خدته من كام سنة على اللي عملته مع عيالي".

4

تتذكر محبوبة الأيام القاسية دون ضيق "مادام عدت خلاص"، تفخر وقد صار لها مشروعًا مكتملًا يفتح بيوتًا أخرى، أولادها الخمس وقد بات لكل واحد منهم مجال وطريقه الخاص "اللي مسافر برة، واللي لسة مكمل هنا، بس كلهم شهادات كبيرة"، بينما تستعد لبيع منتجاتها في المعرض للزوار وهي تقول "اللي بيحب شغل سينا يعدي علينا هنا".

فيديو قد يعجبك: