إعلان

انتظار حتى منتصف الليل.. مشاهد من جنازة ضحية قطار طنطا (صور)

02:30 ص الثلاثاء 29 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبد الله عويس، وأحمد شعبان:

تصوير- عبد الله عويس

بينما كان جثمان الشاب "محمد عيد"، ضحية حادث "قطار طنطا"، في طريقه من مشرحة مستشفى طنطا الجامعي إلى شبرا الخيمة؛ وقف العشرات على أعتاب مسجد خاتم المرسلين، الذي يقع أمام مقابر مِنطي، في انتظار وصول جثمان محمد للصلاة عليه ودفنه، وطال الانتظار من بعد صلاة العشاء حتى منتصف الليل.

كانت ساعات الانتظار تمر ثقيلة على الواقفين، صمت طويل يقطعه سلام غرباء يمرون بين حين وآخر، أمام المجموعة التي تنتظر وصول الجثمان، بعضهم يعرف حكاية محمد: "يعني إزاي واحد يموت عشان تذكرة؟" نطقها أحدهم، والبعض الآخر لا دراية له بالأمر، ومنهم من قرر الوقوف للصلاة على الشاب، بينما مضى آخرون في سبيلهم.

أصوات الذكر والدعوات ترتفع شيئًا فشيئا، وبكاء السيدات يسود المشهد بين حين وآخر، فيما فُتح باب المسجد للواقفين للوضوء قبل وصول الجثمان.

يتحول المشهد سريعًا مع وصول جثمان "محمد" في سيارة قادمة من طنطا.. صراخ النساء يرتفع، هتافات الواقفين بالذكر تعلو، الشباب يفسحون الطريق لجثمان الشاب لدخول المسجد، قبل أن تبدأ الصلاة عليه.

مساحة المسجد لم تكفِ المصلين، اصطف العشرات خارجه، بينما كان الإمام يسأل حول ديون المتوفى، قبل الصلاة عليه، فيما تقدّم شقيق الراحل للصلاة على الجثمان، لم يتمالك نفسه انفجرت منه الدموع، ومع التكبيرة الأولى دمعت أعين رفقاء الشاب وأقاربه، حتى انتهت الصلاة التي قطعت نوبات بكاء الرجال وصراخ السيدات.

عاد البكاء والصراخ لحظة خروج الجثمان من باب المسجد، تعالت كلمات الذكر والدعاء للمتوفى، فيما علا صوت سيدة بكلمات وداع، ونظرة أخيرة على الجثمان: "مع السلامة يا حبيبي"، قطع حاملو النعش أمتارًا قليلة، ثم دلفوا إلى باب المقابر المواجه لباب المسجد مرددين: "لا إله إلا الله".

ممر ضيق سار فيه المشيّعون، خطوات قليلة واستقر الجثمان أمام القبر المجهّز للدفن، علا صوت الرجال بالدعاء والذكر، قطعه صوت جهوري لشيخ يخطب في المشيّعين، عن الموت وعظته، قبل أن يتوجه الجميع صوب اتجاه القبلة، مؤمّنين على دعائه بالرحمة والغفران للمتوفى، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.​

فيديو قد يعجبك: