إعلان

وفاءً لخاله.. "حمدي" يُغني على إيقاع السمسمية في أسيوط

09:11 م الأربعاء 16 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:
حين تسمع صوته يُخيّل إليك أنه شخص بلغ مُنتهى الحكمة، يُناجي البحر الذي أخذ الأحباب، رغم سنه الذي لم يتعدّ الخمسة عشر عامًا أثّر أحمد حمدي في قلوب عشرات جلسوا أمامه مشدوهين لصوته الجميل، وذلك مساء الجمعة الماضية في الساحة الخارجية لقصر ثقافة أسيوط، خلال أداء العرض المسرحي "التغريبة"

كانت مسرحية التغريبة لفرقة إبداع القادمين من مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، وهو عرض محاكاة لجلسة السمر هناك، وقد كان العرض ضمن فاعليات مهرجان الصعيد المسرحي للفرق الحرة، التي نظمته جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين، في الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر، في دورته الرابعة.

1
لم يُخيّل لحمدي أن الغناء سيصبح جزءًا أساسيًا من حياته، ألحّ عليه خاله الذي كان عضوا بفريق "نغم البحر" برأس غارب باحتراف الغناء، حينما لاحظ صوته الجميل الذي وهبه إياه الله "بس مكنش الموضوع في دماغي أصلًا"، غير أن وفاة خاله جعلته يحقق رغبته بعد رحيله، يقول حمدي بصوت يمتلأ بالمحبة.
منذ أربعة أشهر فقط تغيّرت حياة حمدي، بعد رحيل الخال صادفه أحد أعضاء الفرقة الغنائية "وقتها قررت أحقق حلم خالي"، قام الصبي بتصليح آلة السمسية الخاصة بخاله "واتعلمت الغنا، ودلوقت بقيت أطلع مع الفرقة حفلات في القاهرة وإسكندرية".

2
اشتركت فرقة نغم البحر مع فرقة إبداع في العرض المسرحي، كان حمدي الأصغر بينهم، غير أنه ملك لُب الجميع بصوته، حيث قام بغناء عدة مواويل، التي لم يكن يعلمها الصبي من قبل "كلها أغاني أول مرة أسمعها واتدربت عليها"، رغم ذلك لم يظهر من أداء حمدي أي خلل بالعرض المسرحي.
ورغم تغيّر إيقاع حياة حمدي، الذي يدرس بالمرحلة الثانوية، لكنه يُدرك أولوياته تمامًا "الأهم الدراسة"، يُوجهه في ذلك والده، أما أمه فأحبّت ما يقوم به "فرحانة بيا أوي عشان حققت أمنية خالي"، يُعلّق بذلك حمدي وعلى وجهه ابتسامة تمتلأ حنين للخال.
كل اثنين وخميس يُسرع حمدي للانتهاء من واجباته المدرسية، حتى يتسنّ له حضور بروفات الفرقة الغنائية في قصر ثقافة رأس غارب، تملّك الفن من نفس حمدي رغم عدم اهتمامه به في حياة الخال، وكل ما يتمنّاه الآن فقط هو السير على نهجه، والغناء للبحر.

فيديو قد يعجبك: