إعلان

في معرض ديارنا.. "فاطمة" تواجه الإعاقة بالكروشيه

05:29 م الأربعاء 23 يناير 2019

فاطمة وارث سيدة تشارك في معرض ديارنا للأسر المنتجة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

قبل سبع سنوات، كانت فاطمة وارث تعمل كمدرسة رياض أطفال، قبل أن تُصاب في حادث سير. انقلبت حياة السيدة الثلاثينية، بات عليها استخدام كرسي متحرك، اسودت الدنيا في نظرها، لازمت الفراش لأكثر من ستة أشهر، وحينها فقط تذكرت موهبتها القديمة في التطريز، دون أن تعلم كيف ستغير تلك الموهبة حياتها فيما بعد.

في أرض المعارض بمدينة نصر، وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، افتتحت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، معرض "ديارنا" للمشروعات الصغيرة والحرف اليدوية، والذي يستمر حتى الخامس من فبراير القادم.

صورة1

بين العارضين كانت فاطمة تُمسك بالخيوط، تغزلها سويا بحنكة، فيما تُرتب ابنتها فيروز المعروضات في المكان المخصص لها. "لما بدأت اتعلم الكروشيه تاني حسيت إن طاقة القدر اتفتحت لي"، لم يكن الأمر متعلقا بالشق المادي في البداية "أنا كنت هنفجر من كتر الضيق والزعل وأنا قاعدة في السرير وعارفة إني مش هقدر أشتغل مدرسة تاني"، طلبت السيدة وقتها من المحيطين إحضار كتالوجات للكروشيه "اكتشفت إن فيه حاجات جديدة طلعت ومكنتش أعرفها"، لم تعرف وقتها كيف تلحق بذلك التطور "فكلمت واحدة أعرفها جاتلي البيت تعلمني".

صورة2

عدة أسابيع استغرقتها الأم كي تُتقن الأشكال الأساسية في الكروشيه "أهمها الوردة"، غير أن السيدة التي كانت تأتيها لم تستمر بسبب بُعد المسافة عن منزلها، فاضطرت فاطمة للاعتماد على نفسها "قالولي يوتيوب فيه حاجات، اشتريت تليفون صغير كدة وبدأت أدخل واتعلم". من الأسرة والأصدقاء بدأت فاطمة تبيع ما تصنع، حتى انضمت لمؤسسة الحسن التي ساعدتها على عرض بضاعتها في أكثر من معرض ومُلتقى.

حقائب، ميداليات، عرائس مكسوّة بالكروشيه، مفارش وغيرها. كانت الألوان زاهية في الكشك التابع لفاطمة بالمعرض، يمر بها بعض الزبائن، يسألونها عن سعر مفرش كبير فتقول "500 جنيه"، تتراجع السائلة ولا تشتري، غير أن فاطمة تقول "الحاجات دي يدوي ومتعبة جدا في العمايل". قد تستغرق القطعة الواحدة من فاطمة خمس أيام من العمل المتواصل، لذا ومع مرور الوقت استعانت صاحبة المشروع بسيدات أخريات للمساعدة "بيشتغلوا من بيوتهم وبيبعتولي الشغل".

صورة3

فوق كتف فاطمة، يستقر "شال" رصاصي اللون، تعتز به كثيرا "لأنه أول حاجة عملتها"، تتذكر الأم بفخر مشاركتها في أكثر من خمسة معارض مختلفة، فيما تذكر أيضا الصعوبات التي مازالت تواجهها حتى الآن "على رأسها إننا معندناش مقر نشتغل فيه، معيش فلوس كفاية أجيب شقة"، كما تعاني بسبب عدم وجود سجل تجاري لها "دة بيخليني مش قادرة أوزع في محلات أو اصدر".

تلك هي السنة الخامسة التي تشارك فيها فاطمة بمعرض "ديارنا"، تنتظر بصبر تحقيق أحلامها التالية، تنفض عنها غبار الماضي، وتعتز بما وصلت إليه "لما بفتكر إني بقدر أعمل حاجات حلوة ومحدش غيري بيعملها ده بيهون عليا كتير وبيخليني أجازف رغم الإعاقة".

فيديو قد يعجبك: