إعلان

المحبوسون على الأسفلت..لحظات "الانتصارات الصغيرة"

09:40 م الثلاثاء 10 نوفمبر 2015

المحبوسين على الأسفلت

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

لمعة العيون، الابتسامات الموزعة، العناق، الاتصالات السريعة، فلاشات الكاميرات، بهجة الصوت، اللّمة.. كلها تفاصيل صغيرة تجتمع في مشهد واحد، هذه اللقطات تضمها لحظات خروج المعتقلين عقب انتظار امتد لأيام، أشهر أو سنين، تُلضم معًا كقعد يحيط أعناق الأحرار، هذه اللحظات تتكرر الآن في مصر من وقت لآخر.

عقب عفو رئاسي، اخلاء سبيل، أو إفراج، يجتمع الأقارب والأصدقاء خارج محبس المعتقل -حسب منظمة العفو الدولية فإن أعداد المعتقلين داخل السجون المصرية حوالي 41 ألف-، ينتظرون ربما لساعات، حتى تتم إجراءات إخلاء السبيل، يخرج السجين بالأبيض، وهنا يحدث انفجار ينبوع فرح صغير داخل قلوب تيبست، وعيون تلتمع بدموع ترويها، ونبرات صوت يملؤها البهجة، فيما يستقبله المقربون بفرحة تطل من عيونهم، و على أمل يُفتحون فيه أعينهم مجددًا على حرية دائمة.
1
تلك الفرحة أوضحتها صورة ملتقطة لحسام بهجت-الصحفي بمدى مصر والمحامي الحقوقي-، عدد يجتمع والبطل في المنتصف، تقف قباله يارا سلام-المحامية الحقوقية والمفرج عنها بسبتمبر الماضي- ابتسامة حسام والبهجة المُطلة من وجه يارا تنطق بالفرحة، أعين المحتشدين حولهم في شبه دائرة تقول الكثير، ترمي وراء ظهورها بؤس المشهد المطلة منه مصر، والانبساط للحظات قصيرة بخروج حسام بعد التحقيق معه من النيابة العسكرية بتهمة نشر الأخبار الكاذبة.
2
تلك الصورة ترجع للوراء، لأكثر من عام، يحتضن فيها مراسل الجزيرة، عبدالله الشامي، زوجته جهاد خالد، وتقف بجانبه والدته ثريا الشامي، "الحضن دايمًا بيختصر نص الكلام" هي كلمات للشاعر مصطفى ابراهيم، في الصورة هُنا لا داعي للحديث، طالما كان القرب مُتاحًا، اعتقل الشامي لأكثر من عام، وأضرب عن الطعام نحو 130 يوم، تم اخلاء سبيله في يونيو 2014.
3
أول مايو 2015 حمل خبر الإفراج عن الصحفي، أحمد جمال زيادة، المُعتقل في ديسمبر 2013، على إثر اتهامه أحداث الشغب بجامعة الأزهر، ظهر زيادة بالأبيض محملًا على الأكتاف، فيما يُمسك بالشماريخ المتوهجة، لعلّها تضيء القلب بقبس من نور.
5
في سبتمبر الماضي، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرار جمهوري بالعفو عن مئة شاب وشابة، من بينهم يارا سلام وسناء سيف، للشاعر أمين حداد أبيات يقول فيها :"راحوا الصبايا والصبايا ماجوش.. سناء ويارا الورد والياسمين.. سجن القناطر فيه بنات حلوين.. قبضوا عليهم في الليالي وحوش"، في الصورة الأخيرة تظهر يارا وسناء، وهما من متظاهري الاتحادية، الأبيض دائمًا قبيح وراء القبضان، غير أن في هذه المرة كان الأبيض التي ترتدياه الفتاتين أشبه بورود بيضاء تكللهم، ورغم أن الصور لا تُجيز سماع الأصوات، لكن هُنا يكاد يسمع الرائي الضحكة التي تُطلقها سناء، والخجل المعلن من يارا، وتُبديه يداها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان