إعلان

"سوء التخطيط".. سبب أزمة معلمي مسابقة 30 ألف معلم..(تقرير)

11:18 ص الأربعاء 10 أغسطس 2016

تظاهر مدرسين

كتبت- علياء أبوشهبة:

"سوء التخطيط" هذا هو ملخص الأزمة التي يعانيها حوالي ألفين معلم ممن تم تعيينهم في مسابقة 30 ألف معلم التي تم تنظيمها في عام 2014 أعلنت نتائجها قبل بداية العام الدراسي 2015- 2016 وخضع المتقدمون إلى اختبارات متعددة ولكن جاءت النتيجة بما لا يشتهي ويقوى عليه كثير من المعلمين وهي التعيين في مناطق بعيدة عن النطاق الجغرافي لسكنهم؛ وهو ما تحملوه في البداية بصبر متدبرين أمورهم، ولكن الأزمة الحقيقية تتمثل في احتياج محافظاتهم لمعلمين يتم استقدامهم من محافظات أخرى بعيدة، ما يكشف عن سوء التخطيط في توزيع المعلمين.

غياب التخطيط

الأزمة يوضحها ، محمد عسال، أحد المعلمين المتضررين، قائلا: "محل إقامتي في مدينة البحيرة وتم تعييني في دمياط والسفر أسبوعيا يكلف 200 جنيها ذهابا وإيابا، ودخلي 1025 جنيها، واضطررت لتأجير غرفة للإقامة فيها في دمياط، وأكثر ما أغضبني عندما اكتشفت أن أحد زملائي ممن تم تعيينهم في نفس المسابقة مقيم في دمياط ويعمل في مدرسة قريبة من منزلي في البحيرة؛ وهو ما يؤكد كارثية إنعدام التخطيط".

يكمل قائلا:"قبلت بهذا العمل الذي يرهقني ماديا ويبعدني عن أسرتي ووالدي، وكنت من أوائل الدفعة، وقبلت التعيين البعيد لسد الاحتياج لكنه سوء تخطيط، كما أغضبني اقتصار النقل على السيدات فقط وهو ما يخالف الدستور الذي ينص على المساواة".

في بداية شهر أبريل الماضي أعلن دكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم عن بدء تلقي التظلمات الخاصة بعملية النقل بعد إنتهاء امتحانات التيرم الثاني للعام الدراسي 2015- 2016، وذلك بعد سعي عدد من المعلمين والمعلمات المسكنين فى محافظات بعيدة عن محل اقامتهم الرجوع لمحافظاتهم الأصلية.

النقل للمعلمات فقط

وبتاريخ 30 مايو خلال اجتماع وزير التربية والتعليم بالمجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين بحضور عدد من قيادات الوزارة، أعلن الشربيني عن توجيه المديريات التعليمية، بإعادة توزيع المعلمين مرة أخرى داخل الإدارات التعليمية الواحدة، قائلا:" ﻻ يوجد لدينا عجز في المعلمين بقدر ما يوجد سوء توزيع"، ولفت إلى أن عملية الموافقة النقل تقتصر على المعلمات، ومن المقرر أن تتم بعد اﻻنتهاء من إجراءات التنسيق وبعد امتحانات الثانوية العامة.

اقتصار قرار النقل على المعلمات دون المعلمين أثار غضب بعضهم، وقاموا بتنظيم عدة وقفات احتجاجية أمام مقر وزارة التربية والتعليم.

معاناة مادية

يقول "محمد سميح"، أحد المعلمين المتضررين، لـ"مصراوي" نظمنا وقفات احتجاجية للإعتراض على الاستثناء من قرار النقل، لأننا أيضا نعاني ولدينا أمل كبير للاستجابة وخاصة أن أعدادنا ليست كبيرة، كما أننا نعاني ماديا، وعقب الوقفة الأخيرة خرج موظف من الوزارة إلتقى مجموعة من المعلمين المعترضين ووعد بحل المشكلة، ويبقى الأمل في الاستجابة".

من المنوفية مركز تلا والتعيين في أسيوط يقيم في سكن إداري داخل المدرسة داخل مبنى قديم في حجرة منه وحمام يعيش مع اثنين من زملائه والمشوار يستغرق ما يقرب من 11 ساعة ويركب 3 مواصلات والتكلفة 110 جنيها ذهابا فقط، ويضطر للعودة أسبوعيا لرعاية أسرته الصغيرة، إضافة إلى توفير مصدردخل إضافي لأن راتبه الشهري يضيع على المواصلات. 

وفي شهر أغسطس الجاري تقدم النائب هيثم الحريري بطلب إحاطة لوزير التربية والتعليم بخصوص نقل المعلمات والمعلمين ضمن مسابقة 30 الف معلم.

حياة غير آدمية

"عبدالله القصاص" أحد المعلمين المتضررين من قرار وقف النقل، قال لـ"مصراوي":" تخرجت عام 2007 وبعد إنهاء مدة الخدمة العسكرية لم أجد فرصة عمل سوى في المدارس الخاصة بدون عقد ولا تأمين مقابل 250 جنيها شهريا، وهو مبلغ زهيد".

عبدالله مقيم في الإسكندرية وتم تعيينه في السلوم ويكلفه السفر أسبوعيا ما بين 110 إلى 200 جنيها حسب طبيعة المواصلات المتوفرة، ويضطر إلى السفر أسبوعيا لرعاية والديه المسنين، وفي السلوم يقول عبدالله إنه مقيم في سكن إداري للمعلمين في البداية لم يتوفر لهم مكان جيد وكانوا يبيتون في المسجد ويستخدمون الحمام الخاص به ثم تم توفير مراتب.

"أنفق 800 جنيها على المواصلات أضطر إلى شراء المياه المعبأة وتكلفني على أٌقل تقدير 40 جنيها، وأحيانا تصل إلى 100 جنيها أسبوعيا، ولا يوجد بوتاجاز أو أي وسيلة لطهي الطعام"، يقول عبدالله القصاص، الذي أكثر ما يحزنه الاستثناءات المستمرة في نقل المعلمين، وخاصة في ظل وجود عجز في المعلمين في منطقة العجمي التي يقيم فيها.

"مصراوي" حاول التواصل مع بشير حسن المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم ولم يرد على الإتصال.

12512411_1607294889595318_8285149755860552542_n12920467_582102841966784_1414738403208014467_n13907155_1066156313460769_457004788592005198_n

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج