إعلان

بعد مجاعة 6 أشهر.. أهالي مضايا السورية: "أرسلوا من يحفر قبورنا"

05:07 م الخميس 07 يناير 2016

كتبت- هدى الشيمي: 

لكل نصيب من اسمه، وكذلك هي قرية "مضايا" السورية،يُقال إن معنى اسم "مضايا" هو امتزاج لكلمتين "الماء الضائعة"، والآن لا تعاني القرية من نقص سر الحياة فقط، ولكنها تعيش مجاعة بدأت منذ سبعة أشهر، بعد حصار منع وصول المواد الغذائية، وتمر بكارثة إنسانية تهدد حياة المئات والذين بدأوا يستشهدون الواحد تلو الأخر من شد الجوع والبرد.

بين رماد وأطلال منازل شهدت يوما ما ضحكات أطفال، وعدوهم خلف رائحة خبز تعده أمهاتهم وجداتهم، في طرقات كانت مليئة بالبهجة والسعادة أصبحت ممتلئة بأبرياء يتسولوا من أجل الحصول على لقمة أو اثنين لكي يُطعموا أحبائهم، لإنقاذهم من موت وشيك، حوالي 45 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، منعت الحرب وصول الطعام والشراب، والمساعدات إليهم.

على الرغم من تناول المدنيين للحشائش ولحوم القطط والكلاب من أجل الحفاظ على حياتهم، إلا أن ثمانية توفوا يوم الاثنين الماضي، من بينهم اثنين ماتوا جوعا بعد نفاد كافة المواد الغذائية المدنية، وكان بين الستة الباقيين سيدة وطفلها قتلوا برصاص عناصر مليشيات حزب الله، والتي تحاصر المدينة أيضا، ليصل إجمالي عدد الشهداء المدنيين نتيجة للجوع والحصار خلال الشهر الماضي وإلى اليوم ما يعادل حوالي 30 شخص، بحسب بيان صدر عن الائتلاف السوري لحقوق الإنسان.

أصبح الأطفال في مضايا أكبر الضحايا، فعوضا عن لعبهم وصراعهم مع أهاليهم لكي يكملوا واجباتهم المدرسية، أصبحت لديهم واجبات أخرى، فيسيرون في الشوارع بحثا عن طعام لهم ولعائلاتهم، وفي مقطع فيديو تداوله ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يظهر طفل صغير لا يتجاوز عمره الثماني سنوات، ذو شعر أشعث، يطلب باستحياء من رجل يكبره في السن أي طعام لكي يتناوله إخوته الصغار، وعندما يكتشف أن الآخر لم يأكل منذ فترة طويلة بدوره، يسأله "مطولين لنخلص؟".

لا يوجد في مضايا سوى مشفى وحيد، وضعه لا يختلف عن وضع المدينة، فلا يوجد به أي تجهيزات، يصل إليه يوميا عشرات المدنيين، أغلبهم أطفال أنهكهم الجوع وسوء التغذية، وتحولوا إلى هياكل عظمية تتساءل عما اقترفته من ذنب لكي تمر بكل هذه المعاناة، يرسلون رسالة إلى العالم عن طريق الائتلاف السوري لحقوق الإنسان، يطالبون المسئولين بإرسال من يحفر قبور لهم ولأطفالهم، قائلين "أجسادنا لم تعد تقوى على الوقوف بسبب الجوع، لنحفرها بأنفسنا، فنحن ننتظر الموت جوعا وبردا".

"الواحد هون بينام جوعان بيفيق جوعان. بدنا الأوضاع ترجع كما كانت كنا بناكل كل شي" يقول طفل صغير كان يبحث بين الرمال عن شيء ليأكله في مقطع فيديو نشرته الحملة المدنية لإنقاذ مضايا والزبداني من واقع الموت جوعاً، ويصرخ آخر "أنا جوعان"، سيدة تصرخ وتضرب وجهها لوفاة رضيعتها، وأخرى تحمل رضيع تشير إليها بيديها قائلة "هذا منظر.. أطفال بَدّن ياكلوا"، وهناك من لا يتذكر متى كانت أخر مرة تناول فيها الطعام، ورجل يصيح من فوق عجلته "أنا مريض.. رح موت من الجوع، ودونا عند اليهود"، المواطنين في مضايا يعتقدون أن أي جهة ستكون أرحم من الحكومة السورية وحزب الله وأي جهة تمارس عليهم هذا الحصار.

يرى الائتلاف السوري أن الوضع الذي تمر به قرية مضايا ينم عن عجز وضعف الأمم المتحدة، والتي أصدرت تصريحات أن النظام السوري وراء رفض إدخال المساعدات، وناشدتهم بإنقاذ الأرواح من خلال إجبار السلطة على السماح إدخال المساعدات الغذائية والطبية، عملا بقرارات مجلس الأمن ارقام 2139 و 2254 و2165، كما طالبتهم وقوات التحالف الدولي برمي الأغذية الضرورية عبر الطائرات إلى هذه المناطق.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج