إعلان

مشاهد من علاقة وزير الصحة بمتهم في قضية فساد وزارة الزراعة - (تقرير)

10:26 م الجمعة 11 سبتمبر 2015

مستشفى زفتى العام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

تقرير - مصطفى الجريتلي:

أصدرت النيابة العامة، يوم الإثنين الماضي، بيانًا بخصوص إلقاء القبض على وزير الزراعة، بالقرب من مجلس الوزراء، بعدما تقدم باستقالته لرئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشار البيان إلى أن أسماء المٌتهمين في القضية التي عٌرفت إعلاميًا بـ "فساد وزارة الزارعة"، هم: وزير الزراعة المٌستقيل، هاني هلال، ومدير مكتبه، والإعلامي محمد فودة، الذي أوضح البيان إنه كان وسيطًا في تسهيل عملية الرشوة.

وكانت قوات الأمن قد ألقت يوم الأحد الموافق 30 أغسطس، القبض على الإعلامي محمد فودة، والذي أُثير بعدها الشكوك في تورط عدد من الوزراء معه في قضية الرشوة، تم ضبط وزير الزراعة على إثرها، كما تردد اسم وزير الصحة بحكومة المهندس محلب، عادل العدوي ضمن المُتهمين.

حاولنا التوصل لأسباب دمج اسم وزير الصحة مع الإعلامي في قضية رشوة...

أول الخيط

البداية كانت بقيام، وزير الصحة الدكتور عادل عدوي، يوم السبت الموافق 3 يناير 2015، بتفقد أعمال التطوير في مستشفى زفتى العام، والتي كان قد بدأ العمل فيها منذ عام ٢٠٠٤، ثم تعثرت لمدة 11 عاماً.

وقتها؛ رافق وزير الصحة خلال زيارته الإعلامي محمد فودة، الذي حينها لم يٌعرف أحدًا صفته خلال الجولة.

2 (6)

وظهر ابن قرية زفتى، حينها يجلس ويتجول بجوار الوزير وسط أهالي قريته تحت عدسات برنامج الإعلامية ريهام سعيد التي سبقت الافتتاح بحلقة عن مشاكل المُستشفى.

في حين رفض محافظ الغربية، حينها، اللواء محمد نعيم، مرافقة وزير الصحة بجولته كعٌرف مٌعتاد حين يزور أي مسؤول أو وزير محافظة، بحجة إنها دعاية انتخابية ـ بحسب تصريحات مصدر مسؤول بمكتب المحافظ السابق ـ.

لذا تم الربط حينها بين تواجد وزير الصحة خلال الافتتاح بجوار محمد فودة بقريته، وبين نية الإعلامي للترشح للبرلمان 2015، عن دائرة قرية زفتى.

من جانبنا؛ حاولنا التواصل مع وزير الصحة لتوضيح الواقعة، ولكن مكتبه وجهنا للمتحدث الرسمي باسم الوزارة، الدكتور حسام عبد الغفار، الذي شدد على إن الزيارة كانت رسمية، مشيرًا إلى إنهم ليس لهم شأن باستغلال أحدهم ذلك لصالحه فهم يوقنون بما هو للصالح العام.

وبالرغم من تعليق المٌستشفى للافتة كبيرة كٌتب عليها: "المالك ـ وزارة الصحة"، إلا أن أهالي القرية يربطون بينها وبين الإعلامي الذي دبّ بين جدرانها الحياة بعد أعوام من التوقف، لذا أشُيع عقب إلقاء القبض على "فودة" حل مجلس إدارة المستشفى الحكومية.

2 (5)

وفي هذا السياق، يقول الدكتور فتحي شلضوم، مدير إدارة الطوارئ بمديرية الصحة في الغربية - في لقاء مُسجل مع مراسل "مصراوي" - إن مدير مٌستشفى "زفتى العام" لا يعرف محمد فودة، بل كان يعمل نائبًا لـ "شلضوم" بمستشفى المحلة، ثم تم ترشيحه وصدق المحافظ على تعيينه مٌديرًا لمستشفى زفتى.

هل المستشفى ملك لـ "فودة"؟

واستنكر مدير إدارة الطوارئ بمديرية الصحة في الغربية، مُتحدثًا بالنيابة عن الدكتور محمد شرشر، وكيل المديرية، ما يٌثار بخصوص إن المٌستشفى ملك لـ "فودة"، قائلاً: "هو عضو بمجلس إدارتها ضمن ثلاث أعضاء يتم اختيارهم لاهتمامهم بالصحة في القرية، بالإضافة إلى المحافظ ووكيل المديرية وغيرهم فغيابه لا يٌعني غلق المٌستشفى أو توقفها أو حل المجلس".

من جهته؛ شدد الدكتور محمد حسن الجوهري، مدير مُستشفى زفتى، على أن تمويل المٌستشفى وإنشاءها تم من قبل وزارة الصحة والحكومة المصرية ولا يوجد من قام بالتبرع لها منذ وجوده، أول مايو 2015، مشيرًا إلى أن "فودة" لم يزر المستشفى إلا مرة بعد افتتاحها، في اجتماع لمجلس المستشفى الذي من المفترض عقده كل شهرين مرة.

وأوضح مدير مستشفى زفتى العام، أن الوزارة اختارتها كمستشفى نموذجي للحصول على الاعتماد والجودة ضمن 35 مستشفى على مستوى الجمهورية.

وصولية

ونوه المصدر المسؤول بمكتب المٌحافظ السابق، والذي رفض ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يستقدم فيها "فودة" وزراء للقرية ولا يرافقهم المحافظ، لتجنبه شبهة وجود دعاية انتخابية: قائلاً" فقد سبق وأن استقدم شريف إسماعيل وزير البترول في زيارة وعد خلالها أبناء قريته بإدخال الغاز الطبيعي لهم قريبًا".

1706-575x400

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لقرار بتاريخ أكتوبر 2014، بخصوص الموافقة على تطوير مٌستشفى قرية دمنهور الوحش بمركز زفتى في محافظة الغربية، ردًا على طلب من الإعلامي، بعد جلسة جمعت "عدوي" و "فوده" بديوان عام الوزارة.

2 (1)

وبهذا الخصوص تقول الدكتور إيمان معتوق، مدير إدارة الرعاية الأساسية بمديرية الصحة بالغربية، إن "دمنهور الوحش" وحدة صحية عبارة عن مركز قديم مكون من أربعة طوابق طالبت بتحويلها لمركز صحي للحصول على التجهيزات والأخصائيين".

ونفت "معتوق" في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، معرفتها بمحمد فودة أو تلقيها تبرعات منه للمركز الصحي.

2 (2)

صبايا الخير

وفي الطريق من مستشفى زفتى العام إلى وحدة صحة "دمنهور الوحش"؛ روى لنا سائق التوك توك، بصفته أحد أهالي القرية، ما يتذكره عن افتتاح المستشفى - في لقاء مٌسجل مع مراسل "مصراوي" - : "قبلها جاءت لنا الإعلامية ريهام السعيد برفقة محمد فودة وسجّلت حلقة عن المستشفى وبعدها سمعنا عن تجهيزها للافتتاح وأن وزير الصحة سيحضر.. الأكيد هو عدم دفع فودة أموال من جيبه الخاص ولكنه يفعل هذا من أجل البرلمان".

ولم تتوقف علاقة وزير الصحة والإعلامي محمد فودة، عند ذلك، فقد أجرى معه حوارًا صحفيًا في شهر مايو الماضي، بأحد الجرائد المٌستقلة وقبلها مقالات رأي للإعلامي تُشيد به في ذات الجريدة.

2 (3)

كما أن واقعة وزير الصحة والبترول لم تكن الأولى في العلاقة المتوترة بين المحافظ السابق للغربية والإعلامي محمد فودة.

وروى مسئول بالغربية، يتردد على مبنى المحافظة لطبيعة عمله، في لقاء مُسجل مع مراسل "مصراوي"، مٌشادة كلامية نشبت بين اللواء محمد نعيم وفودة: " كنت باجتماع مع المحافظ ثم تم إبلاغه بتواجد محمد فوده خارج مكتبه يٌريد مقابلته ولكن المتواجدون بمكتب المحافظ أبلغوه إن هناك اجتماعًا لنعيم وإن الإعلامي لم يتخذ موعد مُسبق مما أثار حفيظته وغضبه حتى خرج المحافظ وعنفه على تعامله مع الموظفين وأخبره إن دخوله (فودة) لمكتبه يُسيء له كمسؤول".

2 (4)

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان