إعلان

"حكاية جدو".. مبادرة من الوادي الجديد تعيد إحياء التراث الشعبي في عقول الأطفال – فيديو وصور

كتب : مصراوي

02:31 م 17/09/2025

تابعنا على

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

دشنت فتاة من محافظة الوادي الجديد، مبادرة مجتمعية بعنوان حكايات جدو تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة وبرنامج تنمية المحافظات الحدودية بالوزارة ورئاسة مجلس الوزراء، ومكتبة مصر العامة بمدينة الخارجة، و جرى تنفيذها بمشاركة واسعة من أبناء المحافظة ضمن برنامج "تنمية أبناء الصعيد والمحافظات الحدودية".

وقالت غادة محمد فهيم، مؤسسة المبادرة، من أبناء واحة الخارجة، في بث حي لموقع مصراوي، إن الفكرة انطلقت من إيمانها العميق بقدرة الحكاية الشعبية على الوصول إلى الأطفال بشكل أسرع وأكثر تأثيرًا، موضحة أنها سعت لدمج تخصصها التربوي ودراستها العليا في مجال الصحة النفسية لتقديم محتوى يلبي احتياجات الطفل العقلية والنفسية معًا.

فكرة المبادرة وأهدافها

أوضحت صاحبة المبادرة أن الفكرة استندت إلى الحكايات القديمة التي كان الأجداد يروونها للأحفاد عن بطولات حرب أكتوبر، والتي غرست قيم الدفاع عن الأرض والتمسك بالهوية الوطنية.

وأضافت أن المبادرة لا تقتصر على سرد القصص، بل تشمل أيضًا أنشطة متنوعة مثل ورش الحكي، الأعمال اليدوية، إعادة التدوير، الكروشيه، والأنشطة الدينية التي تغرس القيم الأخلاقية، إلى جانب جلسات تلاوة القرآن وزيارات دور العبادة، مما يعزز الهوية الروحية والانتماء الوطني لدى المشاركين.

مراحل التنفيذ

بدأت المبادرة في شهر مارس الماضي، حيث جرى تنظيمها على عدة مراحل.

أوضحت غادة، أنه في المرحلة الأولى ركز الفريق على جمع الأطفال وتعريفهم بفكرة الورش، ثم تلتها مرحلة ثانية شملت تدريبات عملية على فنون الحكي. أما المرحلة الثالثة، فقد تضمنت ورشًا متنوعة عن حرب أكتوبر والحرف اليدوية والأنشطة الثقافية، إلى جانب أنشطة رياضية داخل مركز شباب الخارجة.

وأكدت مؤسسة المبادرة ، أن الجديد في الفكرة هو دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الورش جنبًا إلى جنب مع الأطفال الأصحاء، بما يعزز قيم التعايش والمساواة داخل المجتمع المحلي.

دعم مؤسسي ومجتمعي

أشارت غادة محمد إلى أن المبادرة حظيت بدعم مؤسسات متعددة، أبرزها مكتبة مصر العامة بالخارجة، التي وفرت قاعاتها لإقامة الورش بشكل دوري، إلى جانب مشاركة شخصيات مجتمعية مثل الكاتبة سوسن مرغني، وجهات محلية ساعدت في استمرارية الفعاليات.

كما ساهم مركز شباب الخارجة في استضافة الأنشطة الرياضية، بينما قدمت بعض المنظمات الأهلية ورجال الأعمال بالخارجة ومؤسسة صناع الخير، دعمًا لوجستيًا ومعنويًا وماديا ساعد على توسيع نطاق الأنشطة واستمراريتها.

نجاح على مستوى الجمهورية

كشفت مؤسسة المبادرة أن "حكاية جدو" نجحت في حصد المركز السادس على مستوى الجمهورية ضمن مبادرات شبابية مماثلة، وهو ما اعتبرته دليلاً على أن فكرة بسيطة قائمة على الحكاية الشعبية يمكن أن تتحول إلى أداة فعالة للتنمية والتغيير الإيجابي.

وأكدت أن الفريق القائم على المبادرة يواصل العمل حاليًا لتوسيع التجربة والوصول إلى عدد أكبر من الأطفال في القرى والمراكز الحدودية، بهدف غرس القيم الوطنية والدينية وتعزيز الروابط المجتمعية.

خلفية تاريخية

الحكاية الشعبية شكلت عبر التاريخ جزءًا أساسيًا من الموروث الثقافي المصري، إذ لعبت دورًا محوريًا في نقل القيم والتقاليد من جيل إلى آخر. ففي الريف والصعيد، اعتاد الأجداد سرد "السيرة الهلالية" وقصص الأبطال الشعبيين مثل أبو زيد الهلالي وعنترة بن شداد، لترسيخ قيم الشجاعة والكرم والانتماء.

ومع انتصارات حرب أكتوبر 1973، تحولت الحكاية الشعبية إلى أداة للتعبير عن الفخر الوطني، حيث ردد الأهالي قصص الجنود الذين عبروا القناة ودحروا الاحتلال، ليصبح السرد الشفهي جزءًا من ذاكرة النصر.

وتأتي مبادرة "حكاية جدو" اليوم امتدادًا لهذا الدور التاريخي، عبر توظيف الحكاية في إطار تربوي حديث يجمع بين تعزيز الصحة النفسية للطفل وغرس القيم الوطنية والاجتماعية، لتبقى الحكاية جسرًا يصل الماضي بالحاضر ويؤسس لجيل أكثر وعيًا وانتماءً.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان