إعلان

"سيارات الأبونيه".. تهدر آدمية الأطفال وتضع الآباء محل اتهام (صور)

10:14 م الإثنين 31 أكتوبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بورسعيد - طارق الرفاعي:
تقول التشيلية جابرييلا مسترال الحائزة على نوبل الأدب في العام 1945 إن "البشر اقترفوا أخطاءً كثيرة ولكن أسوأ ما اقترفوه على الإطلاق هو التخلي عن الأطفال".

تنتشر في شوارعنا طوال أيام العام الدراسي سيارات مختلفة أنواعها تعمل في نقل الطلاب من وإلى مدارسهم مقابل مبلغ شهري تدفعه أسرة كل طفل فيما يُعرف بـ"الأبونيه". ولأنهم غير خاضعين لأي رقابة، تجد أصحاب هذه السيارات يملؤنها بأكبر عدد ممكن من الصغار يوفر أكبر قدر ممكن الأموال، مستغلين حتى حقيبة السيارة في شحنها بالأطفال، ليبقى السؤال عن المسؤول عن آدمية أطفال تهدر يوميًا.

"هارون غزي" وهو محامي من بورسعيد يقول: "هذه ظاهرة عامة واللوم فيها على المرور والسائق قبل الأهل، إذ أن أغلب (الأبونيه) سيارات ملاكي تُشحن مثل علب السردين بالأطفال في حين أنها غير مخصصة للنقل بالأجرة".

ويخالفه الرأي "محمد الخضري" وهو معلم، يدافع عن أصحاب سيارات "الأبونيه"، ويرى أن المسؤول الأول عن تكدس الأطفال داخل هذه السيارات هم الأباء، "فهم من ارتضوا هذه السيارات وسيلة نقل لأبنائهم".

وتتفق معه "هبة محمود" وهي ربة منزل تُحمل الأهل مسؤولية ما يحدث لأبنائهم داخل "سيارات الأبونيه"، وتقول: "العيب على الأهل الذين يرون أبنائهم على هذه الحال ومنهم من يُوضع في حقيبة السيارة بطريقة غير آدمية"، متسائلة: "الأهل مش خايفين على أولادهم يبقى السواق هوه اللي هيخاف؟".

ومدافعًا عن نفسه وغيره من أولياء الأمور يقول "عمرو حسن" وهو موظف حكومي وولي أمر أحد الطلاب الذين يستقلون "سيارات الأبونيه": "بصراحة (الأبونيه) أوفرلي ماديًا بكثير، وذلك بالإضافة إلى أنني وزوجتي نعمل وليس لدينا وقت لتوصيل أبنائنا للمدارس وإحضارهم يوميًا".

ويضيف: "لا أجد داعي لكل هذه الضجة، دول أطفال والموضوع كله لا يستغرق سوى 5 دقائق حتى يذهبوا إلى المدرسة، ولم نسمع يومًا عن إصابة أو موت أحد بسببه، نحن نخاف على أبنائنا ومن غير المقبول اتهامنا بإهمالهم.. محدش هيخاف على عيالنا أكثر مننا".

ويروي "محمد سالم" وهو موظف يسكن أمام حضانة في منطقة الـ 5000 وحدة سكنية ببورسعيد، مشاهدته الخاصة للحالة التي ينقل فيها الأطفال بـ" سيارة الأبونيه"، ويقول: "أرى كل يوم سيارة ملاكي تعمل أبونيه يحملها سائقها بقرابة 40 طفلاً بطريقة بشعة، تعددت مشاجرات أهالي المنطقة معه، وفي كل مرة يرد بعبارة: وأنتم مالكم أهاليهم عيازين كده".

من جانبه، أكد اللواء محمد درويش مدير إدارة مرور بورسعيد أن القانون واضح ويطبق بحزم ضد كل من يخالفه، مشيرًا إلى تكثيف الحملات المرورية والأمنية بشوارع المحافظة، فضلاً عن تأمين عمليات دخول وخروج الطلاب من مدارسهم. وطالب أولياء الأمور بمساعدتهم في ضبط أي مخالفات والإبلاغ عنها فور ملاحظتها لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان