إعلان

إعدام ميداني وتكسير كاميرات.. ماذا حدث داخل المستشفى الوطني بالسويداء؟ (فيديو- صور)

كتب : مصراوي

02:45 م 11/08/2025

المستشفى الوطني بالسويداء

تابعنا على

القاهرة- مصراوي:

شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا تطورات خطيرة بعد انتشار لقطات مصورة توثق اقتحام المستشفى الوطني بالمدينة وعملية إعدام ميداني لأحد العاملين في المجال، على يد عناصر مسلحة قيل إنها تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة السورية.

مقاطع الفيديو، التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 10 أغسطس 2025، تظهر لحظة اقتحام قوات مسلحة للمستشفى واعتقال عدد من الأطباء والممرضات، قبل أن يُقتل أحد أفراد الطاقم الذي حاول المقاومة.

وفي أحد مقاطع الفيديو يظهر قيام القوات المسلحة بتكسير كاميرات المراقبة في المستشفى الوطني بالسويداء.

ويظهر في تسجيل آخر أشخاص من الكادر الطبي بزيهم الرسمي جاثين على الأرض أمام مسلحين يرتدون زيًا عسكريًا، وأحدهم بزي قوات الأمن الداخلي.

وخلال المشاهد، نشب شجار بين أحد أفراد الطاقم الطبي وأحد المسلحين، أعقبه إطلاق نار مباشر من بندقية كلاشينكوف ومسدس، ما أدى إلى مقتل الضحية على الفور، ثم جرى سحب جثته خارج الممر وظهرت آثار دماء على الأرض.

وقال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إن الشخص الذي قُتل، هو "الدكتور السـوري محمد بحصاص، والذي كان ضمن الكادر الطبي في مستشفى السويداء بسوريا حيث كان يقدم واجبه، ولم يكن يحمل سلاح".

بدوره أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، صحة الفيديو، مبينًا أن الإعدام وقع داخل المستشفى الوطني بالسويداء وأنه واحد من 401 حالة قتل خارج نطاق القضاء وثقها المرصد حتى الآن. وأضاف أن عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية شاركوا في الحادثة.

وأوضح الناشط المدني وضاح عزام، من السويداء، أن الواقعة جرت بتاريخ 16 يوليو 2025 خلال النزاع الدائر في المحافظة، مشيرًا إلى أن الفيديو تم الحصول عليه من هواتف مسلحين أسرى وكاميرات المراقبة داخل المستشفى، وأن جميع الوثائق المتعلقة بالحادثة أُرسلت إلى الأمم المتحدة.

المستشفى الوطني بالسويداء

فيما أكد المحامي أيمن شيب الدين أن الصور حقيقية بالكامل وأن مكان الحادثة هو المستشفى الوطني في السويداء.

لم تصدر الحكومة السورية حتى الآن أي تعليق رسمي على الفيديو، إلا أن وزارة الداخلية أعلنت متابعتها لما وصفته بـ"الفيديو المؤلم" المنتشر.

وأعربت عن إدانتها واستنكارها الشديدين، مؤكدة محاسبة المتورطين وتحويلهم إلى القضاء بغض النظر عن انتماءاتهم.

كما كلف وزير الداخلية اللواء عبد القادر الطحان، المعاون للشؤون الأمنية، بالإشراف المباشر على التحقيقات لضمان توقيف الجناة بسرعة.

وأثارت الحادثة موجة غضب واسعة في الشارع السوري، إذ نظم أهالي السويداء وقفة حداد تخليدًا لأرواح ضحايا الأحداث الأخيرة، مطالبة بمحاسبة المسؤولين.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي عبر ناشطون ومثقفون عن استنكارهم، بينهم الموسيقي السوري المعروف سميح شقير، الذي اعتبر أن وجود تسجيل موثق لمثل هذه الجريمة كافٍ لإسقاط حكومة إذا كانت الدولة تحترم نفسها.

فيما أفاد بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي بأن أحد العناصر الذين أقدموا على اقتحام المستشفى، كان يضع على ملابسه شعار تنظيم داعش الإرهابي، إذ قال "بعد التدقيق في فيديو اقتحام مشفى السويداء تبين بأن أحد العناصر يحمل علامة داعش على صدره، وبرفقته عنصر من الأمن العام للحكومة الانتقالية.

يشار إلى أن أحداث السويداء تعود إلى 13 يوليو، عندما اختطفت مجموعة بدوية شابًا درزيًا يدعى فيض الله دويري على طريق دمشق–السويداء، وصادرت سيارته وأمواله.

وبعد الإفراج عنه، أقدم مقاتلون دروز على خطف أفراد من البدو انتقامًا، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين العشائر البدوية والفصائل الدرزية المدعومة من قوات الحكومة السورية.

الاشتباكات شهدت تصعيدًا خطيرًا مع تدخل إسرائيل، التي قصفت مواقع تابعة لمجموعات بدوية والجيش السوري في المنطقة.

ووفق المرصد السوري، بلغ عدد القتلى في هذه الأحداث نحو 1517 شخصًا حتى 5 أغسطس، إضافة إلى أكثر من 1500 مصاب، غالبيتهم من المدنيين الدروز.

المستشفى الوطني بالسويداء

واتهمت تقارير حقوقية عدة، منها الصادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، القوات الحكومية بالانحياز لصالح البدو وارتكاب انتهاكات بحق المدنيين الدروز، من بينها عمليات إعدام ميدانية.

وجدد ناشطون ومنظمات دولية، مثل الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومركز العدالة والمساءلة السوري، مطالبهم بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، والتحقيق في الانتهاكات من جميع الأطراف، وحماية الكوادر الطبية في مناطق النزاع.

المستشفى الوطني بالسويداء

وصرح فضل عبد الغني، رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بأن اللجنة الحكومية المشكلة للتحقيق في الأحداث "تفتقر للمصداقية"، ودعا لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا إلى التحرك الفوري.

بدوره شدد المدير التنفيذي لمركز العدالة والمساءلة، محمد العبد الله، على ضرورة دخول محققي الأمم المتحدة إلى السويداء وحماية الطواقم الطبية كما يفرض القانون الدولي.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان