تحت شعار "أوروبا العظيمة".. تسريب يكشف مقترح ترامب لخروج 4 دول
كتب : سهر عبد الرحيم
ترامب
قال موقع أمريكي متخصص في شؤون الدفاع، إنه اطلع على وثيقة مسربة تكشف اقتراح أمريكي مثير للجدل لفصل 4 دول عن الاتحاد الأوروبي كجزء من استراتيجية جديدة بعنوان "لنجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى".
ونشرت صحيفة "ديفنس وان" الوثيقة السرية، التي كشفت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم سحب النمسا وإيطاليا والمجر وبولندا بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي وتقريبها من دائرة نفوذ واشنطن، وهي خطوة من شأنها أن تمزق المشهد السياسي للقارة، بحسب ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ودعت الوثيقة أيضًا الولايات المتحدة إلى دعم الأحزاب والحركات التي "تسعى إلى السيادة والحفاظ على استعادة طرق الحياة الأوروبية التقليدية".
ويأتي هذا التسريب_إذا ثبتت صحته_ بعد أسبوع من إصدار البيت الأبيض استراتيجية جديدة للأمن القومي مكونة من 33 صفحة، والتي أثارت جدلًا بسبب تحذيرها من أن أوروبا تواجه "محوًا حضاريًا" ومن أنه "ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت بعض الدول الأوروبية ستظل حلفاء موثوق بهم" بالنسبة للولايات المتحدة.
وترى الاستراتيجية الجديدة التي طرحتها إدارة ترامب، أن قادة أوروبا عاجزون عن مواجهة الهجرة الجماعية، متهمة الاتحاد الأوروبي بتقويض السيادة الوطنية وخنق الحريات السياسية، وإضعاف سلطة الدول الفردية.
البيت الأبيض يرد
أثار التسريب حالة من القلق على نطاق واسع بين وسائل الإعلام الأوروبية وانتشر بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليخرج البيت الأبيض عن صمته وينفي بشدة هذه الادعاءات، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".
وأكدت آنا كيلي، نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، أن "الرئيس ترامب يتسم بالشفافية وقد وقع على استراتيجية للأمن القومي توجه الحكومة الأمريكية بوضوح لتنفيذ مبادئها وأولوياتها الراسخة".
ورغم نفي البيت الأبيض لهذه الوثيقة، فإنها تتماشى مع السياسة التي اتبعتها إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه أوروبا، إذ يتمتع الأخير بعلاقات ودية مع قادة المحافظين مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي رحب به في البيت الأبيض الشهر الماضي، والرئيس البولندي كارول ناووركي، بحسب ما أفادت "ديلي ميل".
كما أيد ترامب أوربان قبل الانتخابات المجرية المقرر عقدها العام المقبل، واصفًا إياه بأنه "رائع"، ومنح المجر استثناء من العقوبات المفروضة عليها لشرائها النفط والغاز الروسي.
وفيما يتعلق بـ إيطاليا، فإن الرئيس الأمريكي لم يخفِ إعجابه برئيسة وزراء إيطاليا المحافظة، جورجيا ميلوني. ووصفها بأنها "امرأة رائعة".
أوروبا تنتقد
أثارت استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة غضب القادة الأوروبيين، واعتبر بعضهم أن الولايات المتحدة بدت وكأنها تتدخل مرة أخرى في السياسة الداخلية لأوروبا، مما قد يعزز الأحزاب القومية والمتشككة في الاتحاد الأوروبي قبل الانتخابات الحاسمة.
وأكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، أن الولايات المتحدة ليس لها الحق في إملاء الخيارات السياسية لأوروبا، مضيفًا "لا يمكن للولايات المتحدة أن تحل محل المواطنين الأوروبيين في اختيار الأحزاب الصحيحة والأحزاب الخاطئة".
وعلنًا، عارض رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الاستراتيجية، لكنه حاول الحفاظ على استقرار العلاقات، وفقًا لـ"ديلي ميل".
وكتب توسك، على منصة إكس: "أصدقائي الأمريكيين الأعزاء، أوروبا هي أقرب حلفائكم وليست مشكلتكم. ولدينا أعداء مشتركون. على الأقل هذا ما كان عليه الحال في السنوات الثمانين الماضية. علينا التمسك بهذا، فهذه هي الاستراتيجية المعقولة الوحيدة لأمننا المشترك".
بينما اتخذ المستشار الألماني فريدريش ميرز نبرة أكثر اعتدالًا، إذ وصف أجزاء من الاستراتيجية الأمريكية بأنها "مفهومة" و"معقولة"، لكنه أكد في الوقت ذاته، أن أوروبا يجب أن تصبح "أكثر استقلالًا عن الولايات المتحدة فيما يتعلق بالسياسة الأمنية".
وفي المقابل، رحب السياسي الهولندي خيرت فيلدرز، رئيس حزب الحرية اليميني المتشدد في هولندا، بالتقرير المثير للجدل، وكتب على إكس: "الرئيس دونالد ترامب يقول الحقيقة".