إعلان

تجويع وسرقة.. نشطاء أسطول الصمود يروون تعرضهم لانتهاكات في سجون الاحتلال

كتب : مصراوي

04:14 م 05/10/2025

نشطاء أسطول الصمود

تابعنا على

وكالات

تواجه إسرائيل اتهامات بإساءة معاملة ناشطي أسطول الصمود العالمي الذين اعتقلتهم قواتها بعد اعتراض السفن المحملة بمساعدات إنسانية من غذاء ودواء إلى قطاع غزة، وسط تقارير عن ظروف احتجاز قاسية شملت الحرمان من الطعام والماء وسوء المعاملة الجسدية والنفسية.

وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج أبلغت السلطات السويدية تعرضها لمعاملة "قاسية ومهينة" داخل أحد السجون الإسرائيلية، عقب احتجازها مع عدد من النشطاء المشاركين في أسطول الصمود العالمي.

وبحسب رسالة بريد إلكتروني أرسلتها وزارة الخارجية السويدية إلى مقربين من ثونبرج، واطلعت عليها الصحيفة، فإن مسؤولًا زارها في السجن أكد أنها احتُجزت داخل زنزانة مليئة ببقّ الفراش، وتعاني نقصًا حادًا في الماء والطعام.

وأضافت الرسالة: "تمكنت السفارة من مقابلتها، وأبلغتنا بإصابتها بالجفاف لعدم حصولها على كميات كافية من المياه والطعام، كما ظهرت عليها أعراض طفح جلدي يُرجّح أنه ناتج عن بقّ الفراش، وأشارت إلى أنها أُجبرت على الجلوس لفترات طويلة على أسطح صلبة".

وأشار المسؤول إلى أن محتجزًا آخر أبلغ سفارة بلاده بأنه شاهد ثونبرج تُجبر على رفع أعلام أثناء تصويرها، وهو ما أكد صحته ناشطان آخران من المشاركين في الأسطول، أُفرج عنهما يوم السبت.

وقال الناشط التركي إرسين جيليك، أحد المشاركين في أسطول الصمود، في تصريحات لوكالة الأناضول: "رأينا بأعيننا كيف جروها من شعرها وضربوها، وأجبروها على تقبيل العلم الإسرائيلي، فعلوا بها كل ما يمكن تخيله لتحذير الآخرين".

وكانت ثونبرج من بين 437 ناشطًا وبرلمانيًا ومحاميًا كانوا جزءًا من أسطول الصمود العالمي، وهو تحالف يضم أكثر من 40 سفينة تحمل مساعدات إنسانية وكان هدفها اختراق الحصار البحري الإسرائيلي الذي دام 16 عامًا على غزة.

وفي السياق ذاته، قالت الناشطة التركية إقبال جوربنار، التي وصلت إسطنبول في وقت سابق السبت برفقة 135 ناشطًا على متن طائرة الخطوط الجوية التركية، إن إسرائيل أظهرت مرة أخرى مدى ضعفها أمام الرأي العام العالمي وكشفت عن وجهها الحقيقي.

وأضافت: "لم يعطونا ماءً نظيفًا. صادروا جميع أدويتنا وألقوها في القمامة أمام أعيننا. سرقوا كل شيء منا. الجنود أخذوا حواسيبنا وهواتفنا ووحدات الشحن ووضعوها في حقائبهم. السرقة جزء من طبيعتهم. لقد سرقوا منهم (الفلسطينيين) وطنهم".

بينما قالت الناشطة زينب ديلَك تيك أوجاق، إنها لم تتوقع أن تُظهر إسرائيل هذا القدر من الجنون في مكان يجتمع فيه ممثلون عن 72 دولة.

وتابعت: "كان هناك ناشطون من 72 دولة، بينهم نواب، ورؤساء نقابات، ومحامون، وأشخاص من مختلف المهن. وعندما كنا في الزنازين معًا، كان الجميع يقول: عندما نعود إلى بلداننا سنُظهر الوجه الحقيقي لإسرائيل".

أما الناشط عثمان تشتين قايا، قال إنه كان على متن السفينة الرئيسية في أسطول الصمود وكانت أول من أوقفها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف: "سحب الجنود الإسرائيليون السفينة إلى موانئهم، وقيّدوا أيدينا معتقدين أنهم بذلك يُذلّوننا. وعندما أبدينا رفضنا ومقاومتنا، زادوا عنفهم أكثر. ثم نقلونا إلى معسكر احتجاز ومنه إلى السجن. كما استولوا على مقتنياتنا الشخصية وسرقوها".

ومن جانبها، قالت الناشطة آيتشين كانط أوغلو: "وضعونا في قفص حقيقي يشبه أقفاص الحيوانات. جاء بن غفير (وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف) مع الصحفيين ليتحدث، صرخنا في وجهه وقلنا: أغلق فمك أيها المجرم القذر".

وأكدت الناشطة التركية إجراء عمليات تفتيش عارية للنساء، قائلة: "نُزع عنا كل شيء. في كل نقطة خضعنا للتفتيش مرارًا، حتى إنهم فتشوا أفواهنا وبين أسناننا. حاولوا معاملتنا كإرهابيين، لكننا كنا نصرخ في وجوههم أننا لسنا مجرمين، وأنهم هم من ينتهك القانون ويختطف الناس".

كما أفاد الناشط الأرجنتيني جونزالو دي بريتورو، بأن القوات الإسرائيلية عاملته بفظاظة وأبدت عدوانية واضحة تجاه النشطاء.

أما الناشط الفرنسي من أصل مغربي ياسين بنجلوين، فقد أكد منع حصول الناشطين على الأدوية، وعدم تقديم الماء إليهم إلا بعد انقضاء 32 ساعة على اعتقالهم.

ويومي الخميس والجمعة، اعترضت القوات الإسرائيلية جميع سفن أسطول الصمود العالمي واعتقلت جميع أفراد طاقمها. ويُحتجز معظمهم في سجن كتسيعوت، المعروف أيضًا باسم أنصار 3، وهو سجن شديد الحراسة في صحراء النقب ويُستخدم بشكل أساسي لاحتجاز السجناء الأمنيين الفلسطينيين الذين تتهمهم إسرائيل بالتورط في أنشطة مسلحة أو إرهابية، وفق "الجارديان".

وبحسب محامين من منظمة "عدالة" غير الحكومية، فقد تم "انتهاك حقوق أفراد الطاقم بشكل منهجي"، حيث حُرم النشطاء من المياه والصرف الصحي والأدوية والوصول الفوري إلى ممثليهم القانونيين "في انتهاك واضح لحقوقهم الأساسية في الإجراءات القانونية الواجبة والمحاكمة المحايدة والتمثيل القانوني".

وأكد الفريق القانوني الإيطالي الممثل للأسطول، أن المعتقلين تُركوا "لساعات دون طعام أو ماء - حتى وقت متأخر من الليلة الماضية"، باستثناء "علبة رقائق بطاطس سُلّمت إلى جريتا وعُرضت على الكاميرات". كما أبلغ المحامون عن حالات اعتداء لفظي وجسدي.

وفي أثناء زيارة إلى أسدود مساء الخميس، تم تصوير وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وهو يصف النشطاء بـ "الإرهابيين" أثناء وقوفه أمامهم.

وقال بن غفير، متحدثًا بالعبرية، مشيرًا إلى عشرات الأشخاص الجالسين على الأرض: "هؤلاء هم إرهابيو الأسطول". وأكد متحدثه أن الفيديو صُوّر في ميناء أسدود مساء الخميس. وسُمع بعض الناشطين يهتفون: " فلسطين حرة ".

وبعد اعتقالهم، أعرب الفريق القانوني للأسطول عن قلقه إزاء المعاملة التي قد يتعرض لها أفراد الطاقم، وخاصةً أولئك الذين سبق أن احتجزتهم السلطات الإسرائيلية بعد محاولات كسر الحصار البحري على غزة.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان