إعلان

المساعدات مقابل التصويت.. كيف تدهورت العلاقات الإسرائيلية الأوكرانية؟

11:25 م الأربعاء 04 يناير 2023

كيف تدهورت العلاقات الإسرائيلية الأوكرانية؟

كتبت- سلمى سمير:

توترت العلاقات بين أوكرانيا وإسرائيل منذ اندلاع الحرب الروسية في فبراير الماضي، وصولاً إلى تصويت كييف لصالح قرار لفتح تحقيق دولي في جرائم الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية. ما يدخل القضية الفلسطينية في الأزمة بين إسرائيل وأوكرانيا، على إثر التصويت استدعت تل أبيب السفير الأوكراني ووبخته.

التصويت الذي كان في نوفمبر الماضي لازال صداه حتى الآن، خاصة بعد السجال بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أعلن عزم بلاده التحدث بشكل أقل عن الأزمة الأوكرانية، مما دفع السفير الأوكراني لدى إسرائيل يفين كورنيتشوك، لانتقاد تصريحات كوهين، واصفًا السياسة الإسرائيلية بـ"غيرالمفهومة".

على الناحية الأخرى، هنأ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نظيره الإسرائيلي بتسلمه مهام منصبه وبحث كيفية تعزيز سبل التعاون بين الجانب الروسي والإسرائيلي، والنظر في كيفية استئناف مفاوضات السلام داخل الأراضي الفلسطينية.

يبدو أن الاتصال الهاتفي بين وزيرا خارجية روسيا وإسرائيل، أزعج أوكرانيا، إذ صرح كورنيتشوك، قائلاً إن الاتصال يشير إلى تغير في سياسة الدولة، مع عدم وجود محادثات بين الجانبين منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.

ويبدو أن هناك خطة طرأت على خريطة السياسة الإسرائيلية، حيث ذكر كوهين، كييف في أول اجتماع وزاري له، والذي حدد فيه خطوط الرئيسية، والتي قال فيها، إن بلاده ستتحدث "علناً" بشكل أقل عن أوكرانيا، لكن هذا لا يعني وقف المساعدات الإسرائيلية إلى كييف، مشيراً إلى أنها ستستمر.

المساعدات العسكرية مقابل التصويت

العلاقات بين أوكرانيا وإسرائيل شهدت توترات عدة منذ اندلاع الحرب، بسبب المباحثات بشأن المساعدات العسكرية والقضية الفلسطينية، وظهرت إلى السطح بعد غياب أوكرانيا الأخير عن التصويت لصالح إسرائيل في القرار الصادر عن الجمعية العامة باعتماده قراراً يطالب محكمة العدل الدولية، بإصدار فتوى للنظر في شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، للنظر في انتهاك إسرائيل المستمر لحق الفلسطينيين في تقرير المصير، وكان نتنياهو قد اتصل بالرئيس الأوكراني زيلينسكي، وطلب منه تصويت بلاده لصالح إسرائيل في جلسة الأمم المتحدة إلا أن زيلينسكي، طلب في المقابل تقديم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، لم يرفض نتنياهو، لكنه طلب مهلة للتفكير، الأمر الذي لم يرق لكييف، ورفضت بعدها التصويت لصالح إسرائيل.

ليست المرة الأولى التي تثير فيها كييف، غضب إسرائيل، ففي نوفمبر الماضي، وافقت أوكرانيا، على قرار في للأمم المتحدة يدين الجانب الإسرائيلي، الأمر الذي استدعى قيام السفير الإسرائيلي، لدى أوكرانيا مايكل برودسكي، بإعرابه عن امتعاضه عقب تأييد كييف لقرارات مناهضة لإسرائيل.

ووصف "برودسكي" حينها، دعم كييف لقرارات الأمم المتحدة التي لا ترى وجود روابط يهودية بالحرم القدسي، بـ"المخيب للآمال"، مؤكداً أن الأمر لا يساعد في بناء روابط ثقة بين أوكرانيا وإسرائيل، وعلى الرغم من أن قرار الأمم المتحدة غير ملزم للسياسة الإسرائيلية، لكنه يشكل نوعاً من الضجيج للحكومة الإسرائيلية اليمنية التي لملمت أطرافها وباشرت مهامها حديثاً، ولا ترغب في إثارة الرأي العام الدولي ضدها.

وطالما طلب زيلينسكي، من تل أبيب توفير أنظمة دفاع جوي، معتبراً إسرائيل كواحدة من خمس دول تمتلك التكنولوجيا لمساعدة الأوكرانيين ضد هجوم جوي، وفق مقابلة له مع شبكة سي إن إن، الأمر الذي رفضته الدولة العبرية، التي ترى وجود عقبات أمام تزويد كييف بأسلحة دفاعية أو هجومية كبيرة، مع حرصها على عدم تدهور علاقتها الثمينة مع موسكو، أهمها المصالح المشتركة على الأراضي السورية.

وذكرت صحيفة "ذا تايمز أوف" إسرائيل، أن مسؤول إيراني قال إن إسرائيل تزود أوكرانيا بمعلومات استخباراتية حول المسيرات الإيرانية التي يستعين بها الجيش الروسي في عمليته العسكرية على أوكرانيا، وأضافت أيضاً باضطلاعها، على تقرير يفيد بأن شركة أمنية إسرائيلية خاصة تزود الأوكرانيين بصور أقمار اصطناعية لمواقع عسكرية روسية.

الصحيفة الإسرائيلية، تؤيد رواية حكومتها خاصة بعد إسقاط أوكرانيا 9 طائرات انتحارية مسيرة، وحوالي 50 طائرة مسيرة في أسبوع واحد، وألمحت حينها أوكرانيا إلى عدم فعالية الطائرات كما كانت تأمل موسكو واصفة إياها بـ"البطيئة" التي يسهل استهدافها.

فيديو قد يعجبك: