إعلان

بعد حرق نسخة من القرآن.. الطريق إلى الناتو غير ممهد أمام السويد

10:57 م الثلاثاء 24 يناير 2023

حرق نسخة مصحف أمام السفارة التركية في السويد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سلمى سمير:

رغم الإدانة الدولية الواسعة خاصة للدول الإسلامية والعربية بعد واقعة حرق القرآن الكريم، في السويد على يد زعيم حزب "سترام كورس" اليميني، أمام السفارة التركية، تكرر الأمر اليوم في هولندا بحرق وتمزيق المصحف الشريف، على يد زعيم جماعة "بيجيدا" إدوين واجنسفيلد، الأمر الذي دفع أنقرة لاستدعاء السفير الهولندي لديها.

ومع توالي الإدانات العربية والإسلامية، كان لتركيا (عضو حلف الناتو) وضع خاص، مع تنديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء أمس، بما حدث قائلاً إنه على السويد ألا تتوقع أي دعم فيما يخص مسألة انضمامها إلى الناتو، واصفاً موافقة بلاده على انضمام السويد للحلف "بالإحسان"، وفي المقابل تنتظر السويد موافقة تركيا حتى تنضم إلى الحلف.

رغم محاولات السويد لتحسين صورتها أمام تركيا بهدف الانضمام لحلف الناتو إذ يشترط دخول الحلف موافقة جميع الدول الثلاثين الأعضاء، وحصدت ستوكهولم موافقة 28 عضوًا فيما عدا تركيا والمجر، وتحاول مع أنقرة للموافقة على انضمامها، وفي يونيو الماضي، وقعت السويد مع تركيا اتفاقية بهدف التغلب على الاعتراضات التي أثارتها أنقرة بهدف انضمامها في اتفاقية شهدت توقيع فنلندا أيضًا الساعية للانضمام للحلف.

طريق انضمام السويد إلى الناتو أصبح غير ممهد رغم توقيع اتفاقية مع تركيا، إذ نظم حزب العمل الكردستاني (الذي تصنفه تركيا منظمة إرهابية) احتجاجات في السويد قبل واقعة حرق نسخة من القرآن الكريم، وتم شنق دمية شبيه لأردوغان، الأمر الذي أدانته ستوكهولم ورأت أنقرة أن إدانة السويد ليست كافية وأن عليها الالتزام بالاتفاق وتسليم عناصر حزب العمل الكردستاني لتركيا.

بعد واقعة حرق نسخة من القرآن الكريم، ألغت تركيا زيارة مقررة لوزير الدفاع السويدي بال جونسون، كانت تهدف إلى محاولة اقناع أنقرة بالتوقف عن معارضة انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.

حلم الناتو يتلاشى

يبدو أن آمال ستوكهولم تتبدد في الانضمام إلى الناتو، بحرق نسخة من المصحف الشريف، حيث قال بول ليفين، مدير معهد جامعة ستوكهولم، إنه على السويد أن تنسى الآن التصديق على الانضمام إلى الناتو قبل الانتخابات التركية المزمع عقدها في الـ14 من مايو القادم، مؤكداً أن كيفية سير الأحداث القادمة تعتمد على الفائز في الانتخابات، وذلك وفق وكالة فرانس برس، وكان دولت بهجلي، رئيس حزب الحركة القومية، المعارض في تركيا والمرشح الأبرز للانتخابات القادمة تعهد بمنع انضمام السويد إلى الناتو حال فوزه في الانتخابات.

وألغت أنقرة زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي، بال جونسون، إلى تركيا، لبحث سبل كيفية تمهيد الطريق أمام السويد للانضمام إلى حلف الناتو، والذي لا تزال تعارض تركيا انضمام السويد إليه على خلفية احتماء بعض عناصر حزب العمال الكردستاني.

وسابقاً حاولت ستوكهولم استرضاء أنقرة عبر تسليم عضوان من حزب العمال الكردستاني وآخرين طلبت تركيا تسليهم، وتصر أنقرة على ضرورة تسليم 130 شخصًا تصنفهم "إرهابيين" الأمر الذي تعترض عليه السويد قائلة إن القرار من صلاحيات القضاء ولا يمكنهم التدخل فيه.

ويعتقد محللون أنه من مصلحة حزب العمال الكردستاني، تأجيل انضمام السويد إلى الحلف، لأنه حال انضمام السويد فستنصاع إلى مطالب تركيا التي تطالبها بتسليم أفراد حزب العمال الكردستاني، فيقول ليفين إن مؤيدي حزب العمال أدركوا أن تعطيل انضمام السويد للحلف ممكن عبر استفزاز أردوغان، ومن ثم عملوا على ذلك في تعليق دمية تشبه أردوغان، أمام مبنى بلدية ستوكهولم.

هل هناك دافع سياسي وراء حرق نسخة من القرآن؟

ومن غير المعروف حتى الآن السبب الرئيسي وراء قيام بالودان المدفوع بسياسة حزبه اليميني المتطرف، المتكرر بإحراق القرآن الكريم، ما إذا كان دينياً عنصرياً أم ورائه أهدافاً سياسية خفية، وذلك وفق تساؤل طرحته "بي بي سي"، فليست المرة الأولى التي يحرق فيها بالودان، نسخة من القرآن الكريم، مع تكرار الخطوة في إبريل من عام 2022، الأمر الذي أجج غضب واسع في أنحاء العالم، وشهدت السويد وقتها مواجهات بين عناصر الشرطة والمتظاهرين وصلت حد رشق أنصار بالودان بالحجارة الذين نزلوا تأييداً لتصرفاته.

ومن البداية كان نزول بالودان إلى الشارع كنوع من التأييد لحزب العمال، بعد المظاهرات التي شهدتها السويد منذ أيام قليلة التي ندد فيها الأكراد بسياسات أردوغان تجاههم، وأعلن بعدها بالودان أنه سينزل احتجاجاً على رد فعل الإدارة التركية على تعليق الدمية، كرسالة لأردوغان على السماح بحرية التعبير.

وليس معروف إذا كان هناك تعاون فعلي بين حزب "سترام كورس" وحزب العمال الكردستاني، لكن الحزب يمتلك مصالح مشتركة مع الأحزاب الرافضة لانضمام السويد للناتو، ويوجد الكثير منها مثل حزب اليسار.

فيديو قد يعجبك: