إعلان

بدء تجارب علاج واعد لكورونا في بريطانيا

10:12 م الأربعاء 13 يناير 2021

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن - (بي بي سي)

بدأت في بريطانيا تجربة على نطاق واسع لعلاج جديد واعد يؤمل أن يساعد في وقف تطور أعراض مرضية شديدة لدى مرضى كوفيد-19.

وتلقى أول مريض هذا العلاج بعد ظهر الثلاثاء.

ويشمل العلاج استنشاق نوع من البروتين يدعى انترفيرون بيتا، وهو بروتين ينتجه الجسم عند إصابته بعدوى فيروسية.

ويأمل الأطباء في أن يحفّز هذا البروتين خلايا الجهاز المناعي لأن تكون جاهزة لمواجهة الفيروس.

وتشير نتائج أولية إلى أن العلاج قلّل احتمالات أن تتطور أعراض مرضية شديدة لدى مرضى كوفيد-19 في المستشفيات - كتلك التي تستدعي استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي- بنسبة 80 في المئة تقريبا.

وتم تطوير العلاج في مستشفى ساوثهامبتون الجامعي، وبدأت في إنتاجه شركة "سينيرغين" للكيمياء الحيوية ومقرها في ساوثهامبتون.

وقد تصل كلفة دورة العلاج الجديد إلى نحو 2000 جنيه استرليني، وهي ليست بالغالية بالقياس إلى أجور العلاج في المستشفيات.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة سينيرغين، ريتشارد مارسدن: "لكي يكون 'العلاج' قيما يجب أن يقدم إنجازا ذا قيمة مقابل المال المدفوع لإجله".

وكانت الكسندرا كونستانتين، 34 عاما، أول شخص تلقى العلاج ضمن تجربة استخدامه الجديدة، بعد أن كانت أدخلت إلى المستشفى جراء إصابتها بفيروس كورونا الاثنين.

وتقول إن لديها ابنة صغيرة في المنزل وإنها متلهفة للعودة إليها.

ولاستخدام العلاج، أعطتها الممرضة بخاخا يحول العقار إلى جزيئات صغيرة أقرب إلى رذاذ دقيق، قامت ألكسندرا باستنشاقه بعمق، قدر استطاعتها، ليدخل عميقا في رئتيها.

كيف يعمل العلاج؟

يعد بروتين انترفيرون بيتا جزءا من الخط الدفاعي للجسم ضد الفيروسات، ويحذره من أي هجوم فيروسي متوقع.

ويبدو أن فيروس كورونا يقوم بتثبيط انتاجه كجزء من استراتيجيته للتملص من مواجهة الجهاز المناعي.

ويحتوي العلاج الجديد على تركيبة خاصة من انترفيرون بيتا تُدخل مباشرة في المجاري الهوائية عبر بخاخ، يحول البروتين إلى رذاذ يمكن استنشاقه.

والفكرة وراء العلاج، أن ضخ جرعة البروتين بشكل مباشر إلى الرئة سيحفز استجابة مناعية قوية، حتى لو كانت الأجهزة المناعية ضعيفة لدى المرضى.

ويستخدم انترفيرون بيتا عادة في معالجة مرض التصلب المتعدد (مرض يصيب الجهاز العصبي).

وأظهرت التجارب السريرية السابقة التي أجرتها سينيرغين أن العلاج يمكن أن يحفّز استجابة مناعية، مما يسهل على المصابين بالربو وأمراض الرئة المزمنة الأخرى تحمّل العلاج بشكل مريح.

وكانت نتائج الجزء الثاني من تجربة سريرية مشابهة للعلاج جرت العام الماضي واعدة.

وأظهرت أن احتمالات ظهور أعراض مرضية شديدة على مرضى كوفيد-19 في المستشفى، كتلك التي تتطلب استخدام أجهزة تنفس اصطناعية، قد تراجعت بنسبة 80 في المئة تقريبا.

وقال البروفيسور توم ويلكينسون من جامعة ساوثهامبتون الذي يشرف على التجربة: "إذا كانت نتيجة التجربة إيجابية، نأمل في أن نتحرك بسرعة إلى مستوى تصنيع وتوزيع العقار في تجربة سريرية" أوسع.

وأضاف أنه يعتقد أن العقار الجديد - إذا ثبتت فعاليته- سيكون مكمّلا للقاحات التي توالى تطويرها وشُرع في استخدامها.

وتزعم الشركة المنتجة أن احتمال شفاء المرضى، إلى الدرّجة التي لا تتأثر فيها نشاطاتهم اليومية جراء المرض، قد زاد بنحو مرتين إلى ثلاث مرات.

وتقول الشركة: أن التجربة أظهرت انخفاضا "كبيرا جدا" في حالات ضيق التنفس لدى المرضى الذين تلقوا العلاج. فضلا عن، تقليل معدل المدة التي يقضيها المرضى في المستشفى إلى الثلث، إذ قل المعدل من تسعة أيام إلى ستة أيام، لدى إولئك الذين تلقوا العلاج الجديد.

بيد أن تجربة العلاج كانت على عدد صغير محدود، 100 مريض فقط، ويحتاج العلاج إلى المزيد من الاختبارات كي تتم إجازة استخدامه.

واجريت التجربة الجديدة، وهي "المرحلة الثالثة" في اختبار العلاج، على نطاق أوسع، إذ شملت أكثر من 600 مريض في 20 دولة.

وكما هي الحال في التجربة السابقة، سيُعطى نصف المرضى العقار، بينما يتلقى النصف الثاني ما يعرف بالعلاج الوهمي، أي مواد أخرى غير فعّالة، للمقارنة بين الاثنين.

ويقول الفريق الذي ينفذ التجربة إنه يأمل أن تكتمل قبل بداية الصيف.

وإذا جاءت النتائج مقاربة لجودة نتائج التجربة السابقة، يتوقع الفريق إجازة استخدام العلاج للمرضى في بريطانيا وبلدان أخرى بعدها بوقت قصير.

وأشار أيضا إلى أن تلقيح سكان العالم سيستغرق وقتا طويلا، وثمة حاجة إلى علاجات للناس الذين لم يتلقوا اللقاح أو اختاروا عدم التطعيم باللقاح.

وثمة خطر آخر، يتمثل في الطفرات التي تحصل في الفيروس بحيث تصبح اللقاحات غير فعّالة ضده، الأمر الذي يعني أن الناس يبدأون في الإصابة وإظهار أعراض المرض ثانية.

وجاء العلاج الجديد نتيجة لاكتشاف فريق بحثي في جامعة ساوثهامبتون أن الأشخاص المصابين بأمراض الرئة، من أمثال الربو والانسداد الرئوي المزمن، عادة ما يكون لديهم مستوى منخفض من انترفيرون بيتا.

وقالت البروفسورة دونا ديفز، التي كانت جزءا من هذا فريق البحث: "فكرنا لماذا لا نعّزز مستويات انترفيرون بيتا، بجعلهم يستنشقون البروتين".

وأضافت أن البحث أظهر الآن أن كوفيد-19 يُمكن أن يثبّط استجابة انترفيرون بيتا. ولكن خبراء يحذرون من أن العقارات عند استخدامها، لا ترتقي عادة إلى نجاحات التجارب المبكرة.

وتقول الدكتورة لميس لطيف، وهي طبيبة في عيادة في جنوبي لندن عملت في وحدات رعاية الطوارئ لمرضى كوفيد-19 : "هذا أمر مثير، ولكن علينا أن نرى ما ستُظهره نتائج المرحلة الثالثة".

وتضيف "لدينا أدوية أخرى في ظروف مماثلة، لدينا هيدروكسي كلوروكوين، على سبيل المثال، ولكن مرة أخرى، عندما نصل إلى تجارب إضافية، لا يكون العقار واعدا بالمستوى الذي كان فيه التجارب الأولية. لذا هذا أمر يجب أن يؤخذ بالاعتبار بالنسبة للعقار الحالي".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: