إعلان

هل ترشح مايك بنس للرئاسة في 2024 ما زال ممكنا؟

10:57 ص الأربعاء 13 يناير 2021

مايك بنس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن - (د ب أ):

بعد هجوم صاخب على مبنى الكابيتول الأمريكي الأسبوع الماضي، انفصل نائب الرئيس مايك بنس عن قائده العام وأدان بسرعة سلوك الغوغاء من مؤيدي الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.. وهي قيادة تعرضت للاختبار في ظل تردد الرئيس ترامب في البداية في التحرك لمواجهة الموقف.

وكان بنس قد أظهر "ولاءً ثابتا" لترامب حتى هذه اللحظة، إلى أن انتقد الرئيس واجب بنس الدستوري في التصديق على نتائج المجمع الانتخابي. وقد حاول ترامب وحلفاؤه المقربون دفع شريكه السياسي لرفض التصويت بناء على مزاعم لا أساس لها بشأن تزوير الانتخابات، إلا أن بنس رفض بشدة الطلب ومضى قدما في ممارسة سلطته على مجلس الشيوخ – وهي المهمة التي تعطلت فجأة مع اقتحام محتجين خطرين للكونجرس يوم الأربعاء الماضي.

وتردد أن نائب الرئيس "مستاء للغاية" لأن ترامب لم يبذل المزيد من الجهد لوقف العاصفة التي هزت أركان الكابيتول، حسبما قال مصدر لشبكة "ان بي سي نيوز".

لكن بما أن ترامب كان مترددا في التحرك خلال أحداث الأربعاء، فقد لجأ بنس إلى موقع تويتر لانتقاد العنف وطلب من الأشخاص المتورطين "مغادرة المبنى على الفور". كما قاد بنس أيضا عملية اتخاذ القرار بدعوة الحرس الوطني الأسبوع الماضي للمساعدة في السيطرة على الفوضى في مبنى الكابيتول، وحث أفراد الحرس على "التحرك بشكل أسرع"، وهو القرار الذي يبدو أن الرئيس رفض اتخاذه .

وفي أعقاب الحصار الدموي، تحدث نائب الرئيس مع عائلة براين سيكنيك، ضابط شرطة الكابيتول الذي توفي متأثرا بجروح أصيب بها على أيدي المتظاهرين المتوحشين، إلا أن الرئيس ترامب، وفقا لشبكة "ان بي سي" لم يتواصل بعد مع عائلة سيكنيك لتقديم العزاء في وفاة الشرطي.

وقالت الكاتبة راشيل بوكينو في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، إن تصرفات بنس منذ هجوم الكابيتول أعادت ظهور التكهنات بشأن محاولته الوصول إلى البيت الأبيض عام 2024، حيث كان أسلوب إدارته خلال تلك الأحداث مختلفا إلى حد كبير عن نهج ترامب المتردد. لكن على الرغم من سوء إدارة الرئيس للهجمات، يقول الخبراء إن بنس لا يزال لديه الكثير من العقبات السياسية التي يجب التغلب عليها قبل أن يقدم نفسه كمنافس رئيسي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة المقبلة عام 2024.

وقال جويل جولدشتاين ، الخبير في منصب نائب الرئيس وأستاذ القانون الفخري في كلية الحقوق بجامعة سانت لويس، في إشارة إلى ترؤس نائب الرئيس عملية فرز أصوات المجمع انتخابي، "خدمة بنس كنائب للرئيس جعلته يرتقي ليصبح مرشحا رئاسيا محتملا، لكنني أعتقد أن الاحتمال هو مواجهته لصعوبات في عام 2024 حتى لو لم ينقلب ترامب على بنس لاتباعه القانون".

ورأى أن "الجمهوريين كانوا بالتأكيد سيعاقبون بنس خلال الانتخابات التمهيدية لسوء تعامل الإدارة مع تفشي فيروس كورونا /كوفيد-19/. وعلى الرغم من أن جمهوريين آخرين شاركوا في الفشل، فقد ترأس بنس فريق العمل المعني بالوباء، وقد تعقدت تحركاته على ما يبدو بسبب تركيز ترامب الوحيد على تقليل التصورات عن الوباء للمساعدة في إعادة انتخابه بدلاً من مكافحة الوباء بشكل فعال. وربما كان ارتباط بنس بهذا المجهود سيضره على أي حال، وكذلك التصور أنه كان خانعا للغاية في مدحه المفرط لترامب".

ومع تولي بنس منصب رئيس فريق العمل المكلف بمكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض، وهو الجهد الذي سمح لأعداد حالات الإصابة بالوصول إلى مستويات قياسية، وكذلك حالات الدخول إلى المستشفيات. ومن خلال مشاركة نائب الرئيس في فريق العمل ، من المتوقع أن يُنظر إلى الوباء على أنه نقطة ضعف بالنسبة له قد يستغلها المنافسون الآخرون.

ومن المرجح أيضًا أن يتعرض بنس للانتقاد بسبب إخلاصه في علاقاته بترامب والإدارة إذا نأى المرشحون الجمهوريون الآخرون بأنفسهم عن "الترامبية".

وعلى الرغم من أن تعامل ترامب مع هجوم الكابيتول أثار غضب المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ودعوا بنس إلى العمل على عزله لتورطه في التحريض على العنف، فمن المهم ملاحظة أنه لا يزال يتمتع بنفوذ كبير على الحزب الجمهوري.

فقد حصل ترامب على أكثر من 74 مليون صوت في الانتخابات الرئاسية - وهي ثاني أعلى نسبة حصل عليها أي مرشح بعد الرئيس المنتخب جو بايدن الذي حصل على 81 مليون صوت- كما اقنع ترامب أنصاره أن الانتخابات "سرقت" بسبب ادعاءات كاذبة عن تزوير الانتخابات.

ومن خلال تصديق بنس على أصوات المجمع الانتخابي، "يبدو أن تصرفه قد أضر به أمام مؤيدي ترامب الذين ربما كان سينظر إليهم كجزء من قاعدته الشعبية في عام 2024 بينما حصل على بعض الاحترام من بعض المسؤولين الجمهوريين"، وفقًا لجولدشتاين.

كما أبدى ترامب رغبته في الترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2024، لينضم إلى مجموعة من الرؤساء الذين حاولوا الفوز بولاية رئاسية غير متتالية في البيت الأبيض، إلا أن رئيسا واحدا فقط هو الذي نجح في هذا وهو الرئيس الأسبق جروفر كليفلاند.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على بنس لتفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور وإقالة ترامب من منصبه خلال الأيام المتبقية للإدارة، قال راسل مويرهيد ، أستاذ العلوم السياسية في كلية دارتموث والعضو الديمقراطي في مجلس النواب في نيو هامبشاير، إن "أفضل شيء يفعله (بنس) هو أن يفعل الشيء الصحيح"، لأنه "لا يمكن لأحد أن يعرف ما الذي سيساعد أو يضر ترشحه للرئاسة بعد أربعة أعوام من الآن.

وأضاف مويرهيد: "يجب أن يفعل الشيء الأخلاقي والصحيح - وأن يظهر أنه شخص شريف بغض النظر عما إذا كانت حملاته المستقبلية ستنجح... بشكل محدد، يحتاج بنس إلى إبلاغ الناخبين الجمهوريين بأنه لم تكن هناك مؤامرة لسرقة انتخابات عام 2020. وأن الرئيس خان مؤيديه من خلال الكذب عليهم مرارا وتكرارا بشأن الانتخابات. نائب الرئيس بنس لديه الفرصة للقيام بما لا يتخيل الرئيس القيام به: قول الحقيقة بشأن الانتخابات".

وقال جولدشتاين : "أتخيل أن بنس يريد ببساطة تجنب المزيد من الجدل بينما يبذل ما في وسعه لمنع ترامب من الانخراط في سلوك أكثر إثارة للتحريض والتهور.. بنس والآخرون في الإدارة لديهم التزام بأن يفعلوا ما في وسعهم لكبح سلوك ترامب الذي لا يتسق مع قسمه الرئاسي".

فيديو قد يعجبك: