إعلان

لماذا التطبيع بين السودان وإسرائيل "عملية معقدة"؟

09:51 م الأحد 27 سبتمبر 2020

لماذا التطبيع بين السودان وإسرائيل "عملية معقدة"؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

يبشر الدبلوماسيون والسياسيون من مختلف الأطياف السياسية في الولايات المتحدة بفرصة لا تتكرر إلا مرة كل جيل لرؤية السودان يتحول من دولة "منبوذة" بالنسبة لواشنطن، إلى شريك لأمريكا وإسرائيل، ولكن هناك العديد من العقبات التي تجعل الأمر معقدًا، وذلك بحسب ما ذكرته مجلة "فورين بوليسي".

يتفق السياسيون أن تطبيع السودان للعلاقات مع إسرائيل أمر معقد للغاية، وهذا ما أكده رئيس وزراء الحكومة الانتقالية السوداني، عبد الله حمدوك، في خطاب أمس بالخرطوم، بأن "تطبيع بلاده العلاقات مع إسرائيل، يحتاج إلى تشاور ونقاش مجتمعي عميق".

وقال حمدوك رد على سؤال عن التطبيع مع إسرائيل خلال الجلسة الثانية للمؤتمر الاقتصادي القومي الأول، الذي انطلق أمس، إن هذا الموضوع تم الحديث عنه خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى السودان، الشهر الماضي، وأبلغناه بضرورة الفصل بين مساري التطبيع وإزالة أسم السودان من قائمة الإرهاب.

وأوضح حمدوك أن مسألة التطبيع فيها "تعقيدات كثيرة جدا"، والموضوع يحتاج إلى نقاش وتشاور مجتمعي عميق.

وأكدت المجلة الأمريكية، أن تطبيع العلاقات "عملية معقدة للغاية"، لافتة إلى أن إزالة الخرطوم من القائمة الأمريكية لرعاية الإرهاب، هو أكبر طلب سوداني لواشنطن.

كان السودان مدرجًا في القائمة الأمريكية لرعاية الإرهاب قبل 27 سنة من خلال إيواء زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، بينما خططت القاعدة لهجمات إرهابية على السفارات الأمريكية في شرق إفريقيا، ولطالما طالب أقارب الضحايا الحكومة السودانية بالعدالة والتعويضات المادية من السودان.

وذكرت "فورين بوليسي"، أن الولايات المتحدة رأت أن طلب السودان رفع اسمه من قائمة الإرهاب، هو أكبر نقطة نفوذ لها في ضمان متابعة ما يمكن اعتباره أحد أهم نجاحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسية.

الأسبوع الماضي، توجه وفد سوداني، برئاسة رئيس المجلس السيادي الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في زيارة إلى الإمارات، للقاء وفد أمريكي، لبحث عملية التطبيع مع إسرائيل.

وبرغم أن البرهان لا يملك صلاحية دستورية لإعلان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلا أن المراقبين أكدوا أن اللقاء هدفه الضغط على القادة في السودان في محاولة لإيجاد حالة من التفاهم داخل البلاد للتوافق بين الحكومة الانتقالية والمجلس السيادي على مبدأ التطبيع.

في المقابل، أكدت المجلة الأمريكية، أن إدارة ترامب تواجه معضلة تتلخص في أن رفع السودان من قوائم الإرهاب قد لا يتسبب في انفراجة للاقتصاد السوداني، نظرًا لأن الكونجرس لا يزال يطالب الخرطوم بدفع تعويضات لأهالي ضحايات تفجيرات السفارات في إفريقيا.

وأوضحت "فورين بوليسي"، أنه سيتم قريبًا تمكين أسر ضحايا تفجيرات السفارات الأمريكية في شرق إفريقيا في التسعينيات، بأحكام قانونية قابلة للتنفيذ ضد السودان، لمنع السودان من الوصول إلى أسواق رأس المال الأمريكية ومتابعة أي أصول للسودان موجودة في الولايات المتحدة، وإعاقة الصفقات التجارية المحتملة من خلال عملية الاكتشاف والاستدعاء، مما يحبط بشكل فعال أي استثمارات أمريكية محتملة في البلاد وينفي العديد من الآثار العلاجية للإزالة من قائمة الإرهاب.

وكشفت المجلة الأمريكية، أنه في مقابل التطبيع مع إسرائيل، من الصعب أن يسمح الكونجرس الأمريكي للسودان "بالهروب بحصانة دون دفع التعويضات المطلوبة".

فيديو قد يعجبك: