إعلان

العالم يشتعل| بخلاف حرائق أمريكا.. هذه أسوأ الحرائق منذ عقود (صور)

12:47 م الخميس 17 سبتمبر 2020

حرائق الغابات في كاليفورنيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - رنا أسامة:

لا تزال حرائق الغابات غير المسبوقة تجتاح الغرب الأمريكي، وتُدمره بلا هوادة، لكن الولايات المتحدة ليست المكان المُشتعل الوحيد على كوكب الأرض. فخلال هذا العام، شهدت دول أخرى أيضًا أسوأ حرائق غابات منذ عقود، إن لم يكن في كل التاريخ المُسجّل.

وفي حين تختلف العوامل المُسببة لاندلاع كل حريق، فثمة عامل أساسي مشترك: المواسم الأكثر سخونة وجفاف، المدفوعة بحرق الوقود الأحفوري، جعلت العالم أكثر عُرضة للاشتعال بشكل مُفاجئ.

قال ستيفن جاي. باين، الأستاذ الفخري بجامعة ولاية أريزونا، والذي يدرس حرائق الغابات وتاريخها: "لا توجد لدينا مشكلة حريق واحد، بل لدينا العديد من مشكلات الحرائق، والمرتبطة، بشكل واضح، بالوقود الأحفوري والمناخ ".

وفيما يلي ترصد صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بعض أسوأ الحرائق التي شهدها العالم مؤخرًا، وكيف ساهم البشر في اندلاعها.

القطب الشمالي وسيبيريا

1

يشهد القطب الشمالي ككل ارتفاعًا في درجات الحرارة بأكثر من ضعف وتيرة العالم. وساهم انخفاض الغطاء الثلجي غير المسبوق، وارتفاع درجات الحرارة، وجفاف التربة، وهي نتيجة شبه مؤكدة لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان، في اندلاع الحرائق.

هذا الصيف، سجلت أجزاء من القطب الشمالي (الذي يضم 5 دول)، حرائق غابات مدمرة تخطّت في حدتها حرائق العام الماضي، والذي اعتُبِر حينها أسوأ موسم حرائق منذ 60 عامًا. أصبحت مدينة فيرخويانسك الروسية أول مكان فوق الدائرة القطبية الشمالية يشهد درجات حرارة قياسية تزيد عن 100 درجة فهرنهايت (بما يعادل حوالي 38 درجة مئوية).

وفي يونيو، أذابت الحرارة القياسية أيضًا أراضي الخث القابلة للاحتراق، وإن كانت مُجمّدة في العادة، مما أدى إلى نشوب حرائق أشعلت منطقة بحجم بلجيكا تقريبًا.

ورُغم عدم وقوع خسائر في الأرواح، إلا أن دخان الحرائق خنق الريف الروسي، وتسبب الأرض المحروقة في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي تؤدي بدورها إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب - بقدر ما تنبعث من النرويج سنويًا.

إندونيسيا

2

أما في المناطق المدارية الرطبة، فتلعب الظروف المناخية دورًا أقل في حرائق الغابات. هناك، يعتبر تنظيف الأرض وحرقها من أجل الزراعة السبب الرئيسي للحرائق.

في يوليو، أعلنت مقاطعة كاليمانتان الوسطى في بورنيو حالة الطوارئ مع اندلاع الحرائق وخروجها عن السيطرة. جاء ذلك في أعقاب حرائق شديدة في إندونيسيا العام الماضي وعام 2015، عام الجفاف في البلاد المرتبط بظاهرة "النينيو"، وهو ما يعني الاحترار الدوري للمحيط الهادئ الاستوائي الذي يمكن أن يؤثر على الطقس في جميع أنحاء العالم.

وبعيدًا عن ظروف الجفاف، لعبت الممارسات الزراعية دورًا مهمًا في الحرائق، وفق النيويورك تايمز.

قالت روث ديفريز، أستاذة التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا: "من النادر جدًا جدًا اندلاع الحرائق بشكل طبيعي". وتابعت: "عندما نرى حرائق في المناطق المدارية الرطبة، فحتمًا يقف وراءها عامل بشري".

وأضافت الدكتور ديفريز: "بدون استخدام الأرض (تعديل الإنسان للبيئة)، يمكن أن تتشكّل ظروف جافة مرتبطة بظاهرة النينيو، بدون اندلاع حرائق".

البرازيل

3

وتُسجّل أسوأ الحرائق على الإطلاق الآن بأراضي بانتانال، أكبر الأراضي الرطبة بالعالم. في أقصى شمال البرازيل، بغابات الأمازون المطيرة، لا تزال تستعر عشرات آلاف الحرائق بعد صيف مُشتعل. في يونيو، وصف المسؤولون البرازيليون حرائق الأمازون بأنها الأسوأ منذ 13 عامًا.

وكما في إندونيسيا، فإن إزالة الغابات من أجل الزراعة يعد السبب الرئيسي وراء اندلاع حرائق الأمازون. يقطع المزارعون ومربو الماشية الأشجار على حافة الغابات المطيرة، ويُضرمون فيها النيران لتطهير الأرض من أجل المراعي والمحاصيل الزراعية. لكن تغير المناخ يُزيد الطين بلّة: خلال فترات الجفاف مثل الجفاف الحالي في البلاد، تتغلغل تلك الحرائق لمسافات أبعد في الغابات، وتحرق مزيدًا من الأشجار فتُحدِث مزيدًا من الضرر.

وعلى عكس حرائق الغابات في كاليفورنيا، التي تحرق أغصان الأشجار الطويلة، فإن حرائق منطقة الأمازون غالبًا ما تزحف على طول أرضية الغابة "بشكل أساسي على ارتفاع ليس أعلى من ركبتي"، وفق جينيفر بالتش، أستاذة الجغرافيا المشاركة في جامعة كولورادو بولدر. وأضافت: "يمكنها أن تزحف لفترة طويلة جدًا من الوقت".

الأرجنتين

4

ومن الأمازون إلى الأراضي العشبية في منطقة "دلتا بارانا" وحول الأراضي الزراعية، في وسط الأرجنتين ، حيث تشتعل الحرائق الآن فيما يحرق المزارعون ومربو الماشية الحقول منذ قرن لتحسين تربتهم. وهذا العام، خرجت الحرائق عن السيطرة.

قالت فرجينيا إجليسياس، عالمة الأبحاث في معهد أبحاث "إيرث لاب" بجامعة كولورادو بولدر، والتي قضت في الأرجنتين معظم حياتها: "من السهل أن تترك الحرائق محيط ما وتتغلغل لتحرق مناطق شاسعة".

وأضافت: "إنها نهاية الشتاء، وكان شتاءً جافًا حقًا. هذه الظروف الجافة بشكل استثنائي في وسط الأرجنتين، وفي العديد من المناطق الأخرى في البلاد، تخلق ظروفًا مثالية للحرائق بمجرد توفر الوقود".

أستراليا

5

في بداية هذا العام، كانت أستراليا خرجت لتوها من أسوأ موسم حرائق غابات تشهده على الإطلاق. فقد دُمّرت آلاف المنازل واحترقت ملايين الأفدنة. وقُتِل ما لا يقل عن 30 شخصًا. وبحسب التقديرات، تتراوح عدد الحيوانات النافقة بين بضع مئات من الملايين ومليارات.

وجد الباحثون أن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان لعب دورًا مهمًا في الحرائق، وساهم في انتشارها على نطاق واسع بنسبة لا تقل عن 30 بالمائة، مقارنة بعالم خالٍ من الاحتباس الحراري.

والآن، مع اقتراب نصف الكرة الجنوبي إلى دخول فصل الربيع، يستعد الأستراليون لموسم جديد من الحرائق. ويعتقد المسؤولون أن حرائق هذا العام لن تكون بنفس الحدة، لأنه ببساطة لم يتبقَ الكثير ليحترق، لكن مالكو المنازل ما زالوا يسارعون لإزالة الشجيرات والأعشاب.

ورأى الدكتور باين أنه من الممكن على المدى القصير، التخفيف من مخاطر الحرائق من خلال تصميم مجتمعات أكثر أمانًا من الحرائق، وإنشاء خطط إخلاء أفضل، وتحسين إدارة الحرائق في الأراضي البرية".

وقال "من الواضح أن الحرائق المُتعمّدة ستكون جزءًا من ذلك. فإذا كنت تعتقد أن النار عدوى، وإن كانت كذلك بالفعل من نواحٍ كثيرة، فإن الحرائق المُتعمّدة جزء من مناعة القطيع".

وعندما يتعلق الأمر بالأسباب البشرية وراء تغيّر المناخ، فإننا "بحاجة إلى اتخاذ إجراءات، لكن هذا سيستغرق وقتًا طويلاً". وأضاف الدمتور بايرن "سنعيش في عالم محترق مُحسّن لعقود على الأقل".

فيديو قد يعجبك: