إعلان

الجزائر: هل استعادة جماجم مقاتلين من حقبة الاستعمار "رشوة" من فرنسا؟

04:52 م الإثنين 06 يوليو 2020

يقول كتاب إن استعادت الرفات ليست منة فرنسية بل هي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الجزائر- (بي بي سي):

ناقشت صحف ومواقع عربية استعادة الجزائر لرفات 24 محاربا قتلوا خلال مقاومة القوات الاستعمارية الفرنسية منذ أكثر من مئة عام، كانت جماجم بعضهم معروضة في المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي في باريس.

ويرى فريق من الكُتاب أن الخطوة الفرنسية لها أغراض أخرى بعيدة عن إعادة الرفات، بينما رأى آخرون أن الخطوة "ليست منة فرنسية بل هي ثمرة جهود وطنية مضنية لا ينكرها إلا جاحد".

"رشوة فرنسية"؟

يتساءل فايز أبو شمالة، في صحيفة "رأي اليوم" اللندنية: "هل سيغفر شعب الجزائر للقتلة فعلتهم؟ وهل سينسى الجزائريون، ويكفوا عن المطالبة بمحاسبة الاستعمار الفرنسي؟"

ويرى الكاتب أن "إطلاق سراح رفات الشهداء في هذه الأيام يعتبر رشوة فرنسية للجزائر، وطلب مساندة لموقف فرنسا الداعم لخليفة حفتر في ليبيا، ولاسيما أن إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرفات جاء بعد مماطلة امتدت لأربع سنوات".

ويضيف: "استعادة رفات 24 جزائريا من أصل ما يزيد على 500 إنسان ذبحتهم فرنسا. سيثير شجن الجزائريين، وسيفجر في نفوسهم الوفاء لوطنهم وعروبتهم ودينهم، وسيدفعهم إلى الوقوف مع الحق والعدل ومع جماهير الشعب الليبي التي ترفض التدخلات الغربية، وترفض عودة الاستعمار الفرنسي من بوابة حقوق الإنسان والمصالح الاستراتيجية".

وقال الكاتب: "مصلحة الجزائر هي مصلحة ليبيا والمغرب وتونس والعراق وسوريا والسودان واليمن، ولا مصلحة للشعوب إلا بالحرية، والاستقلال عن تسلط المستعمرين".

"الفكر الداعشي ممتد الجذور"

يقول محمد بوالروايح، في صحيفة "الشروق" الجزائرية: "أخيرا، عادت بعض جماجم أسود الجزائر إلى عرينها بعد أن ظلت رهينة سنوات طويلة في المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي في باريس. حادثة العودة أثلجت صدور كل الجزائريين الذين رأوا فيها استعادة لجزء مهم من الذاكرة الوطنية".

ويتابع الكاتب أن استعادة الرفات "ليست منة فرنسية بل هي ثمرة جهود وطنية مضنية لا ينكرها إلا جاحد... إن الجماجم المستعادة تروي قصة النضال البطولي الذي قاده بوبغلة والشيخ بوزيان وآخرون ضد الاستعمار الغاشم الذي ظن أنه بقتل الأحرار واستباحة الديار سيرسخ قدمه في الجزائر وأنه سيتحول في عقول الجزائريين إلى قدر محتوم وأمر واقع ليس له دافع".

ويضيف: "إن صورة الجماجم المقطوعة تؤكد أن الفكر الداعشي ممتد الجذور ولا يخلو منه عصر من العصور. إن الاستعمار شر مستطير… استعادة جماجم شهداء المقاومة الشعبية تساعد على بلورة فكرة الثورة المستمرة التي توجت بثورة التحرير المظفرة، في وقت لم يعط فيه تاريخ المقاومة الشعبية في الجزائر حقه من الاهتمام".

وتقول صحيفة "الخليج" الإماراتيه إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "كان محقا في وصمه تلك الحقبة ب ’الجريمة ضد الإنسانية‘، فلم يدع الفرنسيون وسيلة تنكيل وتعذيب بحق الجزائريين إلا ارتكبوها من الصعق الكهربائي، إلى استخدام الآبار المائية كسجون، وحتى إلقاء المعتقلين من المروحيات، ومحاولات طمس لغة الجزائريين، وتدمير مدارسهم، ونهب خيراتهم".

وتضيف الصحيفة: "الجزائر وهي تكرم إبطالها، وتعيد دفن رفاتهم، تعيد إلى هؤلاء ’الجنرالات الكبار‘ نياشين البطولة والفخار، وترد لهم الاعتبار وهي بذلك تقوم بإحياء تاريخ هؤلاء وتخليده ليبقى الجزائريون أوفياء لبلدهم وإرثهم، ولتكون هذه الصفحة السوداء لعنة على كل مستعمر، وتذكيرا لكل المستعمرين قديمهم وحديثهم بأن إرادة الشعوب لا تقهر، وأن الاستعمار إلى زوال مهما طال ظلمه، وأن التاريخ لا يرحم أولئك الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء".

"انتصار الشعوب" ليس كالمطر

وربط بعض الكُتاب ذكرى استقلال الجزائر بالوحدة العربية والأحداث الراهنة في العالم العربي.

ويقول أحمد المدلل، في موقع "فلسطين أون لاين" إن انتصار الشعوب على كل احتلال "لم يسقط من السماء كما المطر في فصل الشتاء، والنصر لا يناله المتقاعسون والكسالى والمتساقطون في منتصف الطريق وأصحاب الحلول مع المحتل المغتصب، وإنما كل الشعوب التي وقعت تحت الاحتلال -الشعب الجزائري نموذج- انتزعت حريتها بما قدمته من تضحيات كبيرة وقافلة من الشهداء لم تتوقف حتى آخر لحظة من وجود الاحتلال".

ويضيف: "لأن التجربة واحدة، فرح الفلسطينيون بانتصار الجزائريين ونيلهم الحرية عام 1962 واليوم يفرح الفلسطينيون من جديد مع إخوانهم الجزائريين باستقبال رفات شهدائهم الذين اضطرت فرنسا إلى إعادتهم حتى يدفنوا في أرض الجزائر".

ويضيف: "إنها الجريمة نفسها يمارسها العدو الصهيوني على الفلسطينيين بسرقة جثامين الشهداء الذين يرتقون في معارك البطولة والشرف، محاولا التنغيص على عائلاتهم الذين ينتظرون الاحتفال بتوديعهم في أعراس الشهادة، وكسر إرادة الشعب الفلسطيني لوقف المقاومة، لكن الرابط العقدي والروحاني والعروبي والقومي بين الشعب الفلسطيني والشعب الجزائري يؤكد أن مقاومة شعبنا مستمرة ولن تتوقف أبدا".

ويقول خالد عمر بن ققه، في موقع "الرؤية" الإماراتي: "استعادة جماجم شهداء ثورات الجزائر لا يمثل تحريكا للذاكرة الجزائرية فقط، ولكنه إحياء للذاكرة الإنسانية كلها، ذلك أن الثورة الجزائرية لقيت دعما ماديا ومعنويا، من قوى مؤيدة للتحرر، ومن معظم شعوب العالم".

ويضيف الكاتب: "لقد ورثنا في الجزائر زادا جميلا من التأييد، وجدته في جولاتي الصحفية داخل دولنا العربية مشرقا ومغربا وخليجا، مثلما وجدته في بعض الدول الإسلامية التي زرتها، وبين الأقليات التي تعرفت إليها هنا وهناك، وهذا يفرض على صناع القرار في الجزائر مثلما على شعبها أن يعترفا بأهمية ذاك الزاد التاريخي، وأن يردوه، كله أو جله، لأصحابه، فإلى اليوم ما يزال لدينا أحبة ينتظرون منا التغيير".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: