إعلان

ناقوس خطر.. نيويورك تايمز تتساءل: ماذا بعد انتصار ترامب في معركة العزل؟

02:17 م الخميس 06 فبراير 2020

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

انتصر دونالد ترامب في معركة محاولة عزلته التي بدأها الديمقراطيون منذ أشهر، بتصويت أعضاء مجلس الشيوخ، أمس الأربعاء، ببراءة الحاكم الجمهوري من الاتهامات الموجهة إليه، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يدخل انتخابات رئاسية بعد محاكمته في مجلس الشيوخ بهدف عزله.

كان هذا الأسبوع حافلاً بالإنجازات السياسية للرئيس الأمريكي، بعد تحقيقه لنجاح يُذكر في الانتخابات الحزبية التمهيدية في ولاية أيوا، ووصول مُعدلات تأييده لأعلى مستوياتها منذ وصوله إلى السلطة، وإلقائه خطاب حالة الاتحاد واثقًا من نفسه، لتيقنه من أن حزبه الجمهوري سينقذه من محاولة الإقالة.

قالت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز، في مقال نُشر اليوم الخميس، إن ترامب لم يكن مُخطئًا عندما تفاخر بالانتعاش الاقتصادي أو بقوة الجيش الأمريكي وتفوقه على كل جيوش العالم، ولكنه أخطأ، وهو كثيرًا ما يحدث، عندما شنّ هجومًا جديدًا على المهاجرين غير الشرعيين، وادانته للديمقراطيين بالتخطيط لإجبار دافعي الضرائب الأمريكيين على توفير رعاية صحية مجانية غير محدودة للأجانب غير الشرعيين.

والأسوأ من ذلك، حسب هيئة التحرير المكونة من كُتّاب رأي وخبراء سياسيين وباحثين، هو أن الرئيس الأمريكي استحوذ على قاعة مجلس النواب، وحوّل ما ينبغي أن تكون لحظة الوحدة إلى حملة انتخابية، وأخل بالدور الذي لعبه أسلافه من قبل أثناء إلقائهم لخطاب حالة الاتحاد، الذين يؤكدون من خلاله أنهم يمثلون الأمة بأكملها.

2

فعل الجمهوريون المثل، أمس الأربعاء، عندما استخدموا مجلس الشيوخ لتحقيق مصالحهم السياسية، باستثناء عضو وحيد هو ميت رومني، الذي خرق القاعدة بتصويته بإدانة الرئيس الأمريكي، رغم تصويت باقي أعضاء الحزب على تبرئته من الاتهامين الموجهين إليه بعرقلة سير العدالة وإساءة استغلال السلطة لتحقيق مصالح وتعزيز فرصه بالفوز في الانتخابات الأمريكية المُقبلة، وهي الاتهامات التي وافق عليها الديمقراطيون في مجلس النواب في ديسمبر الماضي.

قالت هيئة التحرير، إن العديد من الجمهوريين أقروا بأنهم يرون ترامب مُذنبًا، وأنه أقدم على أفعال غير لائقة، أو غير مناسبة، أو خاطئة، وعوضًا عن بذل المزيد من الجهد لتحقق والتأكد من هذه الممارسات، انضموا إلى البيت الأبيض وتستروا عليه قدر استطاعتهم.

ربما استنتج الأمريكيون المتعقلون، بعد متابعة البث الكامل لجلسات الاستماع في مجلس النواب ومطالعة الوثائق والمعلومات الخاصة بعلمية المساءلة، أن محاولة الإقالة كانت عقابًا مُبالغ فيه، وقالت هيئة تحرير نيويورك تايمز إن ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، أظهر عدم اكتراثه بسلوكيات ترامب، أو شعور الشعب الأمريكي بالعدالة.

وصفت هيئة التحرير إجراءات المساءلة في مجلس الشيوخ بقيادة ماكونيل بـ"المزحة" التي جاءت على حساب الدستور الأمريكي، مُشيرة إلى أن نهج ماكونيل في التعامل مع المساءلة كشف للأمريكيين مدى تمسك الحزب الجمهوري بالرئيس ترامب ونهجه المُدمر، وقدمت خدمة مهمة للمواطنين، إذ أوضحت المخاطر المُحتملة في الانتخابات المقبلة.

مع ذلك، يزعم بعض الجمهوريين أن ترامب عوقب بالفعل لأن هذه الإجراءات جعلته "ثالث رئيس أمريكي يواجه إجراءات العزل"، وقالت السيناتور سوزان كولينز إنه "سوف يكون أكثر حذرًا"، وتأمل أن يكون تعلم من الدرس.

1

امتلأ خطاب حالة الاتحاد بالحقائق المغلوطة وظهرت العبثية في بعض اجزائه حسب هيئة التحرير، التي أشارت إلى أن رد فعل الديمقراطيين كشف عن حجم الانقسام بين الحزبين، علاوة على رئيسة مجلس النواب السياسية الديمقراطية نانسي بيلوسي، التي مزقت نسخة من خطاب ترامب بعد انتهاء كلمته، وهي تعلم بالتأكيد أن لفتة كتلك لن تهزم الرئيس، ما يثير التساؤل عما يمكن أن يهزم ترامب في النهاية؟

تزيد الفوضى وعدم التماسك في الحزب الديمقراطي الوضع صعوبة، قالت هيئة التحرير بنيويورك تايمز إن سلسلة المناظرات التي أجراها أعضاء حزب الديمقراطي فشلت في تحديد الخيارات المتاحة أمام الناخبين في انتخابات 2020، كما أن اختيارهم لولاية أيوا لتكون أول مكان يشهد الانتخابات التمهيدية لم يكن قرارًا سديدًا.

كانت انتخابات الرئاسة لعام 2016 بمثابة تحذير للديمقراطيين، فقد شعرت قلّة قليلة منهم بالولاء لمُرشح الحزب، فيما قرر آخرون عدم التصويت على الإطلاق، لذا سيكون على قادة الحزب العمل على توحيد جبتهم، والبحث عن أفضل مُرشح للرئاسة.

3

على الجانب الآخر، أظهر انشقاق ميت رومني عن حزبه، خلال جلسة التصويت أمس الأربعاء، حجم الانقسام الذي يشهده الحزب الجمهوري. قال رومني، الذي كان مُرشح الحزب في انتخابات الرئاسة لعام 2012، إن "ترامب مُذنب بارتكاب إساءة مروعة لثقة الشعب، فقد طلب من حكومة أجنبية إجراء تحقيق بخصوص منافسه السياسي".

وتابع: "إفساد انتخابات للبقاء في منصبه، ربما يكون أكثر الانتهاكات المسيئة والمدمرة لقسم اليمين".

بالنظر إلى هذه الحقائق، تمسك الجمهوريون بأعضاء حزبهم، والتصويت بتبرئة الرئيس الأمريكي من الاتهامين الموجهين إليه، فإن ميت رومني سوف يصبح منبوذًا، باعتباره أول جمهوري يصوّت لإدانة رئيس ينتمي إلى حزبه، وهو ما أكده السيناتور الجمهوري في تصريحات للوكالة الأنباء الفرنسية قال فيها: " أنا متأكد أنني سأسمع إساءة من الرئيس وأنصاره".

قالت هيئة التحرير إن خطاب ترامب كان مُجرد خيال، فأمريكا لم تزدهر تحت قيادته، بعيدًا عن كونه أقوى من أي وقت مضى، ولكن حالة الاتحاد تتعثر في سياسته المثيرة للانقسام والفساد.

وذكرت أن الهتافات بـ"أربع سنوات أخريات" التي رددها جانب واحد فقط من قاعة مجلس النواب – الأعضاء الجمهوريين- ليل الثلاثاء الماضي، يجب أن تدق ناقوس الخطر في أذهان جميع الأمريكيين الذين يرغبون في تربية أبنائهم في دولة أعظم.

فيديو قد يعجبك: