إعلان

الانتخابات الأمريكية: كيف سيؤثر فوز بايدن/ ترامب على أمريكا والعالم؟

11:14 ص الإثنين 02 نوفمبر 2020

دونالد ترامب وجو بايدن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

يستعد الناخبون الأمريكيون للاختيار ما بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المُقرر إجراؤها غدًا الثلاثاء. قالت شبكة سي إن إن الإخبارية إن هذه الانتخابات تعد الأهم في تاريخ السياسة الأمريكية نظرًا إلى الظروف الحالية.

ذكرت الشبكة الإخبارية أن الولايات المتحدة تعاني بالفعل من انقسامات سياسية زادت احتقانًا بسبب أسوأ أزمة صحية تواجهها البلاد منذ قرن، علاوة على الركود الاقتصادي الذي كلف ملايين الأمريكيين وظائفهم، وتوترات عرقية وخوف من زيادة وحشية الشرطة.

ترى (سي إن إن) أن فوز ترامب بولاية ثانية سيحدد تأثير رئاسته الجامحة على التاريخ السياسي الحديث، وكيف يمكن أن يغير ذلك الولايات المتحدة والعالم بشكل دائم.

أوضح ترامب أن إعادة انتخابه بعد محاولة عزله سيشجعه على إطلاق العنان لنفسه، ولن يمنعه من استخدام كافة المؤسسات الحكومية لتحقيق مصالحه وأهدافه ونزواته. علاوة على ذلك، ترى (سي إن إن) أن فوزه بعد تخلفه عن بايدن لعدة أشهر في استطلاعات الرأي، سيكون بمثابة وضع إبهام في أعين منظمي الاستطلاعات والمعلقين الإعلاميين الذين توقعوا أن يتجه نحو الهزيمة.

في الوقت نفسه، سيستغل الرئيس الأمريكي الأمر للتأكيد على موهبته السياسية غير التقليدية، والاشادة بقاعدته الجماهيرية العريضة.

كيف سيغير ترامب الولايات المتحدة؟

1

فيما يتعلق بوباء كوفيد-19، من المتوقع أن يزداد الاتجاه نحو سياسة تُشبه مناعة القطيع حال فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية. وقال خبراء في الصحة أن يتسبب هذا النهج في وفاة مئات الآلاف من الأمريكيين.

وحتى إذا خسر ترامب الرئاسة، فإنه لن يتبع أي سياسات صارمة للحد من انتشار الوباء، أو محاولة السيطرة عليه في الفترة ما بين نوفمبر وحتى رحيله عن البيت الأبيض في يناير المقبل.

أما بالنسبة للسياسة، فإن فوز ترامب سيعطي أولوية لمحاولات التعافي الاقتصادي السريع من تبعات تفشي فيروس كورونا، وترجح (سي إن إن) أن يعزز بقاء الرئيس في المكتب البيضاوي من سياسات الهجرة المتشددة، ويطيل أمد الاضطرابات الوطنية الناتجة وحالة الاستقطاب السياسي.

فيما يتعلق بالرعاية الصحية، لم يوضح ترامب حتى الآن كيف سيستبدل نظام أوباما كير الصحي، والذي من المقرر أن يواجه مصيره في المحكمة العُليا الأسبوع المقبل.

رغم ادعاءات ترامب أنه زاد من احترام العالم للولايات المتحدة، وتفاخره بإنجازاته في السياسة الخارجية بما في ذلك اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، قالت (سي إن إن) إن قيادته لم تحظى بالتقدير الذي يتوقعه في العالم.

هناك مخاوف في أوروبا من أن فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية سيزيد من ضعف حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشكل لا رجعة فيه، كما أنها قد تؤدي إلى التشكيك في جدوى وجوده من الأساس.

في آسيا، يمكن أن يتسبب عداء ترامب ورغبته في نشر القوات الأمريكية في اليابان وكوريا الجنوبية بتغييرات كبيرة في الموقف الأمني العالمي لأمريكا. ومن المرجح أن تتفاقم حربه الباردة مع الصين، وكذلك المواجهة مع إيران.

في الوقت نفسه، سيتمتع الحكام الديكتاتوريين بحصانة لأربع سنوات إضافية، وسيفعلون ما في وسعهم من انتهاكات دون أن تنتقدهم الولايات المتحدة، والتي كانت في السابق أول من يدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية.

تحديات أمام بايدن

2

قالت (سي إن إن) إن فوز بايدن بالانتخابات سيمهد لانهاء حالة الاستقطاب والفوضى، والاعتداءات المستمرة على الحقيقة والعلوم والأدلة في كافة المجالات في الولايات المتحدة.

يمثل فوز بايدن في الانتخابات، وفق سي إن إن، العودة إلى الوضع السياسي التقليدي بوجود رئيس يتعهد بتوحيد البلاد وإعادة نشر الأمل، واستعادة التعاطف والثقة في البيت الأبيض.

سيواجه بايدن تحديات كما ترامب تمامًا، مع ذلك ترى الشبكة الأمريكية أن تولي بايدن الرئاسة سيكون بداية عودة الحياة السياسية في الولايات المتحدة إلى طبيعتها، كما أن نائبته المُحتملة كاميلا هاريس ستدخل التاريخ باعتبارها أول امرأة من أصول آسيوية سوداء تصل إلى هذا المنصب.

في ظل محاولات ترامب المتكررة لتصوير الانتخابات على أنها مزورة، ترجح (سي إن إن) أن تزداد صعوبة تقبل أنصاره لهزيمته، ما يبدد آمال بايدن في القضاء على الانقسام.

في الوقت نفسه، تثير حالة انعدام اليقين بشأن مصير مجلس الشيوخ الكثير من الأسئلة حول نطاق رئاسة بايدن المُحتملة. أوضحت (سي إن إن) أنه حتى لو تمكن الديمقراطيون من العودة إلى مقاعدهم مرة أخرى، فمن المستبعد أن تكون أغلبيتهم أكثر من عدة مقاعد، ومن المحتمل أن يضم التحالف الحزبي أعضاء ليبرالين متطرفين ومشرعين جدد من بعض الولايات المحافظة، ما يعقد عملية اتخاذ القرارات.

في حالة تولي بايدن الرئاسة، فإنه سيقضي عامه الأول، حسب سي إن إن، وهو يعمل على احتواء الوباء، والعمل على القضاء عليه من خلال اللقاحات ووضع خطة اقتصادية تساعد الولايات المتحدة على الوقوف على قدميها مُجددًا، وقد يستنزف ذلك الطاقة التي يأمل الديمقراطيون في استخدامها لإصلاح الأوضاع السياسية، والمناخ، والصحة، والتشريعات الاجتماعية والاقتصادية.

تمامًا كما يُنظر إلى رئاسة ترامب باعتبارها نقطة حاسمة في التاريخ السياسي الأمريكي، لفتت الشبكة الإخبارية إلى أن بايدن سيواجه الكثير من الأسئلة حول قدرته على حكم البلاد على المدى الطويل، لاسيما وأنه سيكون في الـ82 من عمره بينما يستعد لتسليم الراية إلى خلفيته.

بعد بلوغه عامه الـ78 نهاية هذا الشهر، سيكون بايدن أكبر رئيس أمريكي يتم تنصيبه. حاول المُرشح الديمقراطي طوال الفترة الماضية مواجهة الاتهامات والهجمات التي يشنها ضده منافسه الجمهوري، لاسيما تلك المتعلقة بحالته الصحية وكبر سنه. ولكن بالنظر إلى عمره، تتوقع (سي إن إن) أن تبقى الأسئلة المتعلقة بصحة نائب الرئيس السابق مساء تساؤل طوال فترة رئاسته.

فيديو قد يعجبك: