إعلان

كيف فشل ترامب في حماية نفسه والولايات المتحدة من كورونا؟

02:49 م الجمعة 02 أكتوبر 2020

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

لم يفشل الرئيس الأمريكي في حماية بلاده وحسب من جائحة كورونا، ولكنه فشل في حماية نفسه كذلك. قال تيموثي أوبرين، الكاتب الصحفي في شبكة بلومبرج، إن رئيس الولايات المتحدة الذي يعد أقوى رجل في العالم لم يتمكن من حماية نفسه وبلاده من مرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس التاجي.

"نحن نسيطر على الوضع بالكامل، كل شيء سيكون على ما يرام" ترامب، 22 يناير.

قال الكاتب الصحفي إن عواقب غطرسة ترامب ولامبالاته كانت وخيمة عليه وعلى حوالي 7.3 مليون أمريكي آخرين أصيبوا بعدوى كوفيد-19، وكانت أحد الأسباب الرئيسية في وفاة أكثر من 208 ألف شخص لحياتهم.

"سيختفي (الفيروس) في يوم واحد. كما المعجزة، سيختفي" ترامب، 27 فبراير.

ومن بين المفارقات العديدة أن الرئيس الأمريكي يعاني من فوبيا الجراثيم، يتجنب المصافحة، ويشعر بالاشمئزاز من أي شخص تظهر عليه أعراض نزلات البرد، قال أوبرين، في مقال ببلومبرج، إنه بقى بعيدًا عن ابنه الأصغر بارون، عندما كان رضيعًا، خوفًا من التقاط أي عدوى منه.

1 (2)

وقبل فترة طويلة من انتشار كوفيد-19، كان يدعو مساعديه بشكل روتيني إلى تطهير أيديهم بالمعقمات والمطهرات قبل مصافحته أو الاقتراب منه، ولكن الاحتمالات تُشير إلى التقاطه عدوى كوفيد-19 من مساعدته هوب هيكس.

"أنه فيروس شديد العدوى. لا يُصدق، ولكننا نسيطر عليه" ترامب- 15 مارس

قالت بلومبرج، مساء الخميس، إن هيكس مُصابة بكوفيد-19. سافرت مساعدة الرئيس برفقة مجموعة من المُقربين منه معه إلى كليفلاند لحضور أولى مناظراته الرئاسية، وانضمت إليه في الحشد الانتخابي بمينيسوتا في اليوم التالي.

حضر فريق ترامب المناظرة الرئاسية ولم يرتدي أي منهما قناع وجه، ورفضوا عروض الأطباء بمنحهم كمامات، وشوهدت هيكس وهي لا ترتدي قناع في السيارة الخاصة بالحملة الانتخابية إلى جانب ترامب وعدد من مستشاريه من بينهم ستيفين ميلر، جاسون ميلر.

قال ترامب، في مقابلة مع فوكس نيوز، إن هيكس ربما تكون قد اصيبت بالمرض خلال تحيتها لبعض الجنود أو المسؤولين عن إنفاذ القانون الذين عانقوها وقبلوها بأحد الحشود الانتخابية.

"ارتدي الأقنعة في الخفاء، لا أريد أن أعطي الصحافة متعة رؤيتها" ترامب، 21 مايو

شنّ ترامب حربًا ضد أكثر الأدوات فعالية في التصدي للفيروس وهي الكمامات، في وقت قصير أصبحت الأقنعة بالنسبة لشريحة واسعة من المواطنين أحد رموز مقاومة الحكومة الفيدرالية المتغطرسة التي تسعى لسلب الناس حريتهم.

"إليكم الجزء السيء، عند إجراء الاختبارت على المزيد من الأشخاص ستسجل المزيد من الحالات. لذلك دعوت شعبي لإبطاء الاختبارات!" ترامب، 21 يونيو.

مع استمرار تفشي الوباء في الولايات المتحدة، دعا الرئيس الأمريكي إلى إبطاء عملية الاختبار، بهدف اخفاء الأعداد الحقيقية للمصابين والتي تقوّض نظرياته، حسبما يقول أوبرين.

2

"نطلب من الجميع ارتداء القناع والحصول على واحد عندما لا يكونوا قادرين على التباعد الاجتماعي. سواء أعجبك القناع أم لا، فإن له تأثيرًا، سيكون له تأثيرًا ونحتاج إلى كل شيء، سأستخدمه بكل سرور، أي شيء يمكن أن يساعد هو شيء جيد". ترامب، 21 يوليو.

بعد الارتفاع غير المسبوق في أعداد الإصابات الصيف الماضي في بعض الولايات مثل فلوريدا، تكساس، أريزونا، كاليفورنيا، تغيرت لهجة ترامب أثناء الحديث عن الأقنعة ودعا إلى ارتدائها، ولكن الأمر لم يدم طويلاً، فتوقف عن الظهور بالأقنعة وسخر من منافسه الديمقراطي جو بايدن لارتدائه الكمامات.

"هذا الشيء سيتلاشى، سيختفي مثل أي شيء آخر" ترامب، 5 أغسطس.

عندما استضاف ترامب مؤتمر الحزب الجمهوري في البيت الأبيض، أغسطس الماضي، لم يرتدي هو أو أي من الحضور كمامات، جلس الحضور جنبًا إلى جنب في حديقة البيت الأبيض، وكان من بينهم موظفين بارزين في إدارة الرئيس، لم يلتزم أي منهم بالتباعد الاجتماعي، مُنتهكين تحذيرات الخبراء والعلماء والباحثين لمنع تفشي الفيروس.

"نُقيمها في الخارج، ولدينا حشود كبيرة كما ترون، ليس لها أي تأثير سلبي. قد يصل عدد الأشخاص في بعض التجمعات 35.40000 شخص" ترامب، 29 سبتمبر.

أشار الكاتب إلى أن ترامب مُتقدم في السن كما أنه يعاني من السمنة، وهما عاملان قد يجعلان حالته أكثر خطورة، وعوضًا عن اتباع إجراءات الوقاية والتزامه بالتدابير الاجتماعية، استأنف ترامب حملته الانتخابية كما لو أن الأوضاع طبيعية، وأقام حشود انتخابية ضمت الآلاف، ودافع عن هذه الممارسات في المناظرة الرئاسية.

"اليوم، ثبتت إصابتي أنا والسيدة الأولى بكوفيد-19، سنبقى في الحجر الصحي وسنتعافى فورًا. سوف نتجاوز هذا معًا" ترامب، 2 أكتوبر 2020.

بعد فترة وجيزة من بدء عمليات الإغلاق، قال ترامب للصحفيين أنه غير مسؤول عن استجابة الحكومات الفيدرالية الفاشل لتفشي الفيروس، ولكن الرئيس الآن بات في قبضة كورونا التاجي، حسبما يقول أوبرين.

اهتزت الأسواق المالية في الخارج، واُصيبت زوجته بالمرض، وتأثرت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، وربما يترتب على اصابة ترامب بكوفيد-19 الكثير من العواقب السلبية في واشنطن مثل تأجيل جلسات الاستماع لقاضي المحكمة العليا الجديدة، وكذلك ارجاء المفاوضات بشأن حزمة الإغاثة الفيدرالية للتعامل مع الفيروس.

3

لايوجد أدنى شك من أن وضع الرئيس الصحي سيؤثر على حملته الانتخابية التي تعاني من الفوضى، وفي حالة تفاقم حالته فإنه من المفترض أن يتولى نائبه مايك بنفس زمام الأمور، ولكن في حالة ثبوت إصابة بنس بالمرض، فإن نانسي بيلوسي، السياسية الديمقراطية المُخضرمة ورئيسة مجلس النواب، ستتولى الرئاسة.

أفاد البيت الأبيض، في بيان، بأن الفحوص التي خضع لها مايك بنس وزوجته أكدت عدم اصابتهما بكوفيد-19.

قال الطبيب المُشرف على حالة ترامب للصحفيين والمراسلين إن الرئيس سيواصل القيام بمهام عمله، بينما يقبع في الحجر الصحي مع زوجته. يرى أوبرين أن ترامب شخص ناجي تمكن من التغلب على الصعاب من قبل، ولكن حتى الآن على ما يبدو أن نجم تليفزيون الواقع لن يستطيع الهرب من الحقيقة.

فيديو قد يعجبك: