إعلان

ترامب بسياسة خشنة يُحدث تغييرات في الشرق الأوسط.. فهل يشعل النار بنفسه؟

09:33 م الإثنين 12 أكتوبر 2020

دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

في خطوة تحدى بها العالم، قرر الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وأصدر أوامره مطلع العام الجاري، باغتيال قاسم سليماني، القائد الإيراني البارز، وقاد مفاوضات الوساطة بين إسرائيل ودول عربية، في خطوات متلاحقة أراد بها ترامب تنفيذ وعودٍ انتخابية، ولكن "انجازاته" السياسة تلك، لها تراكمات سلبية قد تنفجر في وجه ترامب يومًا ما، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز".

تعامل ترامب بشكل أكثر حدة مع "التابوهات" في الشرق الأوسط، وتمكن بالفعل من تحقيق انتصارات، عجزت الإدارات السابقة عنها، ولكن انسحابه من الاتفاق النووي واغتيال سليماني، وتطبيع إسرائيل مع دول عربية، أدى -بحسب نيويورك تايمز- إلى إشعال عدد آخر من الصراعات التي تهدد ترامب نفسه.

الخطوات الكبيرة والجريئة لترامب، كان لها "عيوب" كبيرة أيضًا، حسبما وصفت الصحيفة الأمريكية، التي أكدت أن إيران كرد فعل على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع في 2015، أعادت مشروعها النووي مرة أخرى، ويعتقد الخبراء أن طهران لديها ما يكفي من المواد النووية لصنع قنبلة.

وأدى مقتل سليماني إلى إفشال أي فرصة للتفاوض على اتفاق نووي أفضل مع إيران، على الأقل في الوقت الحالي. كما بدت فرص حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعيدة أكثر من أي وقت مضى.

رجل أعمال.. وليس دبلوماسيًا

تقول الصحيفة الأمريكية، إن ترامب تعامل مع قضايا المنطقة كرجل أعمال أكثر من كونه سياسيًا، حيث كان يضغط بالتناوب على الخصوم ويتدلى في الإغراءات الاقتصادية.

أدى هذا النهج بالفعل بثمار لم تحققها المقاربة الدبلوماسية الأكثر استراتيجية، ولكنها فشلت أيضًا -وفقًا لنيويورك تايمز- في إقناع الفلسطينيين بالتنازل عن تطلعاتهم الوطنية، أو تخلي الإيرانيين عن أيديولوجيتهم.

أكد مراقبون أن ترامب، الذي يفتقر إلى استراتيجية شاملة للمنطقة، أخطأ بشكل فادح، ما سمح لتركيا بمهاجمة شركاء الولايات المتحدة الأكراد في سوريا، وفاقم الخلاف بين حلفاء الخليج ما أعاق احتواء إيران.

وأدى تركيزه الكبير على مساعدة إسرائيل وإيذاء إيران إلى نهج عدم التدخل في النزاعات الدموية في سوريا واليمن وليبيا، والتي لا تزال ممزقة وخطيرة.

وقال جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاري ومبعوثيه للشرق الأوسط، إن إدارة ترامب سعت إلى خلق "استقرار أساسي" في الشرق الأوسط، من خلال تشجيع قبول إسرائيل من قبل الدول العربية.

وأضاف أن الرئيس "اتخذ مقاربة براجماتية تتمثل في تحديد الأهداف التي نريد أن نذهب إليها ثم العمل بجد لتحريك الأمور نحوها".

ومن أهم أهداف ترامب الطموحة "هزيمة الإرهابيين، وإخضاع إيران، وتحقيق ما أسماه كوشنر بالصفقة النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

أوضحت الصحيفة الأمريكية، أن السلطة الفلسطينية رفضت خطة ترامب للسلام بالشرق الأوسط، المعروفة بـ"صفقة القرن"، كما استأنفت إيران تخصيب اليورانيوم كنتيجة مباشرة لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي، ما جعلها أقرب إلى القدرة على صنع قنبلة نووية، وتقوم الميليشيات المتحالفة معها بقصف سفارة الولايات المتحدة في بغداد بالصواريخ بشكل متكرر لدرجة أن الأمريكيين هددوا بإغلاقها.

"خطة السلام".. انقلاب دبلوماسي

قد يكون الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، هي القضية التي تشير إلى فشل ترامب الأكبر، وذلك وفقًا لـ"نيويورك تايمز".

عندما ظهرت رؤية ترامب للسلام، "صفقة القرن"، التي طال انتظارها لترامب في يناير الماضي، بدا الأمر وكأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صاغها، متجاهلاً المطالب الفلسطينية الرئيسية وشجع على ضم إسرائيل لأراضي الضفة الغربية المحتلة، وهو ما رفضته فلسطين بأشد العبارات.

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن الحديث عن ضم إسرائيل لأراضٍ من الضفة الغربية يعد بمثابة "انقلاب دبلوماسي" ارتكبته الإدارة الأمريكية.

وكشفت "نيويورك تايمز"، أن تطبيع دل عربية مع إسرائيل كان بمثابة إجراء قاسي لفلسطين، لأنها اعتمدت في الكثير من استراتيجيتها على الضغط على تل أبيب من خلال التضامن العربي.

وأكدت أن قلة يتوقعون أن تكون خطة ترامب للسلام أساس أي محادثات مستقبلية.

أقصى ضغط.. نتائج محدودة

ركز ترامب الكثير من اهتمامه على إيران، التي وصفها بأنها أكبر مصدر لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال دعمها لشبكة من الميليشيات النشطة في جميع أنحاء العالم العربي.

وقال ترامب في أكثر من مناسبة أن الاتفاق النووي الموقع في 2015 "صفقة فاشلة"، لذلك انسحب من الاتفاقية وأطلق حملة "أقصى ضغط" تهدف في تقييد الموارد المالية لإيران.

وفي يناير الماضي، استهدف ترامب شبكة الميليشيات الإقليمية الإيرانية، وأمر بقتل مهندسها الجنرال سليماني.

أدى هذا النهج إلى نفور الحلفاء الغربيين، لكنه نال استحسان من إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أعداء إيران بالمنطقة.

أدت حملة الضغط، بما في ذلك العقوبات على مبيعات النفط الإيرانية والمعاملات المالية، إلى خنق اقتصادها.

وانخفضت عملتها بنحو 50 في المائة مقابل الدولار في الشهر الماضي. وتحدث المسؤولون الإيرانيون بصراحة عن المحنة لكنهم ظلوا رافضين التعامل مع ترامب.

وبرغم تحقيق مكاسب سياسية، إلا أن قتل سليماني سيمنع قادة إيران من الحديث أو الحوار مع الإدارة الأمريكية بأي شكل من الأشكال، وذلك وفقًا لـ"نيويورك تايمز".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه في الوقت الحالي، لا تزال شبكة الميليشيات الإيرانية نشطة، وبرنامجها النووي قائم ويعمل، ويقترب بسرعة من القدرة على صنع قنبلة.​

فيديو قد يعجبك: