إعلان

بعد مقتل قاسم سليماني.. هل أيقظ ترامب "الوحش الإيراني"؟

11:20 ص الجمعة 03 يناير 2020

قاسم سليماني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامره، ليل الخميس/ الجمعة، للقوات الأمريكية بشنّ غارة جوية استهدفت موكب لقائد فيلق القدس اللواء الإيراني قاسم سليماني على طريق مطار بغداد، تسببت في مقتله وأبومهدي المهندس القيادي بالحشد الشعبي العراقي، وهو ما يثير احتمالات حدوث تصعيدٍ، وصفه البعض بالخطير في المنطقة، لا سيما مع إعلان إيران أنها سوف تنتقم أشد انتقام من منفذي الهجوم.

أعلن الحشد الشعبي العراقي، فجر اليوم الجمعة، أنّ نائب رئيسه أبومهدي المهندس واللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قتلا فجر الجمعة في بغداد في "غارة أمريكية" استهدفت موكباً تابعاً للحشد، وهو تحالف فصائل مُسلحة موالية لطهران.

ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الضربة التي أودت بحياة سليماني والقادة الآخرين جاءت بأوامر من الرئيس ترامب، الذي كان منخرطا بصورة نشطة بتطوير خطط لمهاجمة دبلوماسيين وجنود أمريكيين في العراق والمنطقة، موضحة أن الهدف من الضربة كان ردع أي خطط هجوم مستقبلية لإيران، بعد موافقة سليماني على الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في العراق.

إيقاظ الوحش

يرى محللون سياسيون ومراقبون دوليون أن مقتل سليماني ضربة قوية للنظام الإيراني، لذلك يتوقعون أن تتعامل طهران مع الأمر بعنف شديد، واعتبرت روسيا مقتل سليماني بضربة صاروخية أمريكية في بغداد اليوم الجمعة، خطوة متهورة ستؤدي إلى تصعيد حدة التوتر في المنطقة بأسرها.

كما أبدى السياسيون الأمريكيون الديمقراطيون قلقهم من احتمالية حدوث تصعيد بعد مقتل سليماني، قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إن اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، أثار خطر التصعيد في المنطقة.

وأعربت عن قلقها من ذلك، وطالبت الإدارة الأمريكية، بإبلاغ الكونجرس عن الوضع القائم حاليا.

وقال جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، إن مقتل سليماني سوف يتسبب في تصعيد هائل في منطقة خطيرة أساساً"، وشبه الأمر بأن الرئيس "ألقى إصبع ديناميت في برميل بارود".

وكذلك، أكد بيرني ساندرز المرشح الآخر للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي أن "التصعيد الخطير لترامب يقربنا أكثر من حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط".

وقال بن رودس، مستشار الرئيس السابق باراك أوباما، إن "مقتل سليماني لحظة مخيفة"، مُرجحا أن إيران قد ترد في أماكن عديدة، ما يضع الطاقم الأمريكي في المنطقة في خطر.

رد قاس

أكدت إيران أنها سوف تنتقم لمقتل سليماني، واعتبرت اغتياله "جريمة بشعة" ناتجة عن تصرف طائش وأهوج من الجانب الأمريكي.

هدد المُرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي بـ"رد قاس" على العملية الأمريكية، حسب بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مقتل سليماني "تصعيداً خطيراً للغاية ومتهوّرًا".

وقال في تغريدة على تويتر إنّ "عمل الإرهاب الدولي الذي قامت به الولايات المتحدة باستهداف واغتيال الجنرال سليماني - القوة الأكثر فعالية في محاربة داعش، وجبهة النصرة، وتنظيم القاعدة وسواها - هو تصعيد خطير للغاية وطائش".

وأضاف أنّ "الولايات المتحدة تتحمّل مسؤولية كل عواقب مغامرتها المارقة".

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن القومي الإيراني اجتماعاً طارئاً الجمعة للبحث في الهجوم الأمريكي الذي أدى لاغتيال سليماني، كما أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية "إيسنا".

وأعلنت الجمهورية الإسلامية حداداً رسمياً لمدة ثلاثة أيام.

أيقونة المقاومة ضد أمريكا

قالت وكالة أسوشيتيد برس الإخبارية إن الإيرانيين يعتبرون قاسم سليماني أيقونة المقاومة للضغط الأمريكي الذي تمارسه واشنطن على بلادهم منذ حوالي أربعة عقود.

نجا سليماني من الحرب الإيرانية في الثمانينيات ضد العراق، ثم تولى قيادة فيلق القدس في التسعينيات، وكان المسؤول عن العمليات الخاصة بالسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية.

لم يكن سليماني معروفاً في إيران حتى الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، ومع مرور الوقت أصبح أهم القادة العسكريين في بلاده، وأضافت الولايات المتحدة اسمه على القائمة السوداء، واُدرج على قائمة العقوبات الدولية في عام 2007، ولكن رحلاته إلى الخارج استمرت.

منذ صعوده على الساحة السياسية كثرت الشائعات عن مقتل سليماني واغتياله، ففي عام 2006 أفادت أنباء بأنه قُتل جراء حادث تحطم طائرة في شمال غرب إيران، وفي عام 2012 قيل إنه توفي إثر قصف جوي على العاصمة السورية دمشق، وفي عام 2015 ذكرت وسائل إعلام إنه توفي بعد إصابته بإصابات خطيرة في حلب السورية.

في مقابلة اُجريت معه في عام 2009، قال سليماني إن جبهة الحرب هي جنة البشر المفقودة، وتابع: "يتحدث الناس عن شكل واحد للجنة، وهو المليء بالحوريات الجميلة والساحات الخضراء، ولكن هناك نوعًا آخر، وهي ساحة الحرب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان