إعلان

انشقاق عن "الصدر" واحتجاجات ضد "ذيول إيران".. ماذا يحدث في العراق؟

01:42 م الأحد 26 يناير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

بعد يوم حافل شهده الحراك العراقي، يواصل المتظاهرون، الأحد، احتجاجاتهم وسط حالة من الغضب العارم تجاه بعض الرموز السياسية؛ على رأسهم رجل الدين الشيعي مُقتدى الصدر المُتهم بـ"خيانة المتظاهرين".

واحتشد عشرات الآلاف من العراقيين، الجمعة الماضية، تلبية لدعوة الصدر للنزول في "جمعة السيادة" للمطالبة بخروج القوات الأجنبية كافة، وفي مساء اليوم ذاته، كتب الصدر تغريدة أعلن فيها توقفه عن دعم المتظاهرين، وهو ما دفع أنصاره لرفع خيامهم والانسحاب من الاعتصام.

وبعد ساعات من انسحاب الصدريين، اقتحمت القوات الأمنية مقرات الاعتصام وأحرقت الخيام ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، ما دفع المتظاهرين والمُتحدثين باسم الحرام لاتهام الصدر بالخيانة.

ويواصل المتظاهرون في بغداد، ومحافظات وسط وجنوب العراق، احتجاجاتهم للشهر الرابع على التوالي رغم استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، مطالبين بحل البرلمان، ومحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين، وإجراء انتخابات مبكرة.

وصعَّد المحتجون، منذ 20 يناير الجاري، من زخم التظاهرات، مشددين الضغط على السلطات، وبدأوا مع مطلع الأسبوع الجاري في قطع الطرقات في العاصمة ومدن جنوبية.

تجدد المواجهات

صباح الأحد، تجددت الاشتباكات، وباشرت السلطات العراقية في فتح الساحات وشوارع في العاصمة والجنوب، في محاولة لفض الاعتصام، فيما اندلعت المواجهات العنيفة في محافظات عدة.

ففي محافظة ذي قار، قطع المحتجون الطرق الرئيسية، وتجددت الاشتباكات مع قوات الأمن بعد أن حاولت الأخيرة فتح طريق أغلقه المحتجون.

ورمى المحتجون القوات الأمنية بالحجارة، فيما ردّت القوات بإطلاق الرصاص الحي، بحسب ما افاد ب متظاهرون لـ"روسيا اليوم".

وتعرّض عشرات المحتجين لحالات اختناق في ذي قار نتيجة قنابل الغاز المسيلة للدموع، التي أطلقتها القوات الأمنية العراقية.

وفي محافظة البصرة، أقصى الجنوب، باشر المعتصمون في وسط المدينة في إعادة نصب الخيم، التي أحرقتها القوات الأمنية خلال اقتحام احتجاجهم.

وتداولت شبكات التواصل صورًا ومقاطع فيديو تظهر عودة المتظاهرين إلى مركز الاحتجاج، القريب من ديوان محافظة البصرة، وردد هؤلاء الهتافات التي تطالب بالإصلاح ومكافحة الفساد.

وفي بغداد، أظهرت صور توافد محتجين إلى ساحة التحرير حتى ساعة متأخرة من الليل، لمؤازرة الموجودين هناك خشية اقتحام القوات الأمنية للساحة.

وشهدت ساحة التحرير حيث مركز المظاهرات الاحتجاجية في بغداد، صباح اليوم، مسيرات حاشدة بمشاركة طلاب جامعات ومدارس.

فيما نقلت "السومرية نيوز" العراقية عن مصدر أمني، تسجيل حالات اختناق جراء استخدام القوات الأمنية للقنابل الدخانية قرب ساحة الوثبة وسط بغداد.

وقال المصدر، إن القوات الأمنية أطلقت وبشكل متقطع القنابل المسيلة للدموع بالقرب من ساحة الوثبة، وسط بغداد، مشيرا الى تسجيل ١٣ حالة اختناق.

وفي الناصرية، تم قطع تقاطع بهو الادارة المحلية في الناصرية بالاطارات، إذ قطع المتظاهرون تقاطع بهو الإدارة المحلية أمام حركة سير السيارات، وذلك عن طريق إشعال إطارات السيارات في وسط الطُرق.

"ذيل إيران"

هاجم المحتجون عراقيون، فجر الأحد، عددًا من المسؤولين المحليين واتهموهم بالعمالة المباشرة لإيران على حساب العراق ومستقبله.

وبثّ ناشطون مقاطع مصورة، قالوا إنها من ساحة الخلاني وسط بغداد، تصف أولئك القادة بأنهم "ذيل إيران"، يتبعون مواقفها وتعليماتها.

وعلى رأس المسؤولين الذين طالتهم الهتافات، كان مقتدى الصدر، الذي لاقت دعوته للتظاهر الجمعة الماضية، تأييداً واسعاً من الأحزاب الموالية لإيران، ما أعتبره المتظاهرين تقاربًا سياسيًا بين الزعيم الشيعي وطهران.

أول انشقاق عن التيار الصدري

وفي أول خلاف من داخل التيار الصدري، وجّه مكتب الصدر، خطيب الكوفة السابق الشيخ أسعد الناصري، بترك "ثوار" الناصرية فوراً، فيما قرر تجميده إلى إشعار آخر.

وذكر المكتب في بيان انه "نظراً للتجاوزات الصادرة من (الشيخ أسعد الناصري) وتصريحاته في مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص الاحداث الاخيرة فيجب عليه فوراً ترك ثوار الناصرية وعدم التدخل بتقرير مصيرهم لا سلباً ولا إيجابًا".

وأضاف أن "البصري يعتبر مجمدًا من الآن وإلى إشعار آخر، لعصيانه أوامر آل الصدر وعهده مع السيد الشهيد، وكفاه تسلطاً وحباً للدنيا".

وأوضح بيان الصدر: "إذا كان مضطرًا لتغيير أفكاره فلا داعي للتمسك بارتداء العمة الشريفة، ولا دخل للخط الصدري بأفكاره".

لكن الناصري لم يستجب إلى هذه الدعوة، وأعلن في تغريدة له عبر موقع تويتر: "سأخلع العمامة حباً ب‍العراق والناصرية والثائرين"، مضيفا "أنا مع العراقيين، كنت وما زلت وسأبقى".

وتابع قائلا: "أرجو الاستعجال في تصفيتي لأنني اشتقت إلى الشهداء"، كما نشر الناصري صورة له وهو يرتدي زيًا عربيًا خالعًا العمامة.

فيديو قد يعجبك: