إعلان

الأسوأ منذ عقود.. حرائق أستراليا تقتل 17 شخصا وتدمر مئات المنازل (صور)

01:32 م الأربعاء 01 يناير 2020

حرائق بالغابات في استراليا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

سلّطت شبكة "سي إن إن" الأمريكية الضوء على موجة الحرارة الشديد غير المسبوقة التي تجتاح أستراليا، والتي تسببت في اندلاع حرائق غابات فتّاكة تُعد الأسوأ منذ عقود مع تدمير مساحات شاسعة من البلاد منذ بدء موسم الحرائق في سبتمبر الماضي.

وقالت الشبكة في تقرير نشرته على موقعه الإلكتروني، الأربعاء، إن أكثر من 10 أشخاص (17 شخصا حتى كتابة التقرير) لقوا حتفهم في أنحاء أستراليا جراء الحرائق، وفي ولاية نيو ساوث ويلز وحدها تدمّر أكثر من 900 منزل. وفي تلك الأثناء تُكافح سلطات الولاية والسلطات الفيدرالية لاحتواء الحرائق الضخمة، وحتى بمساعدة رجال الإطفاء من دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت الشبكة إلى أن هذا الأمر تفاقم بسبب استمرار الحرارة الشديدة والجفاف، فيما ربطه كثيرون بتغيّر المناخ كعامل يجعل الكوارث الطبيعية تتحوّل من سيء إلى أسوأ.

أين تحدث الحرائق؟

1

قضت الحرائق على الأخضر واليابس في كل ولاية بأستراليا، حيث أحرقت أكثر من 11.3 ملايين فدان ودمرت أكثر من 900 منزل وقتلت 480 مليون حيوان، لكن "نيو ساوث وسيلز" كانت الأكثر تضررًا.

دمّرت الغابات والأراضي المشجرة والحدائق الوطنية مثل الجبال الزرقاء. كما تأثرت بعض أكبر المدن الأسترالية، بما في ذلك ملبورن وسيدني - حيث ألحقت الحرائق أضرارًا بالمنازل على مشارفهما وغطّت أعمدة الدخان الكثيفة وسطهما.

وفي وقت سابق من ديسمبر، كان الدخان سيئًا للغاية في مدينة سيدني لدرجة أن جودة الهواء تدّنت وبلغت 11 ضعف المستوى "الخطير"، وُوصِفت بأن تأثيرها بالغ الضرر ويُعادل تأثير تدخين 37 سيجارة، حسبما نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن مسؤولين بيئيين في وقت سابق.

2

وتتراوح الحرائق من الحرائق الصغيرة- التي تطال المباني المعزولة أو جزء من الحي- إلى الضخمة التي تنشب في مساحة كاملة من الأراضي. وفي حين بدأت بعض الحرائق وتم احتوائها في غضون أيام، لا تزال حرائق أضخم تشتعل منذ شهور، وفق السي إن إن.

ما سبب اندلاعها؟

يشهد الصيف الأسترالي كل عام موسمًا للحرائق، بفِعل ارتفاع درجات الحرارة والطقس الجاف، الأمر الذي يُسهّل اندلاع الحرائق وانتشارها بسرعة.

في معظم الأحيان، تنشب حرائق الغابات نتيجة ظواهر طبيعية، مثل الصواعق في الغابات المتأثرة بالجفاف. فعلى سبيل المثال، تسبب البرق الجاف (الذي يحدث بدون ترسبات على السطح) في إشعال عدد من الحرائق بمنطقة شرق جيبسلاند في ولاية فيكتوريا يوم الأحد، وامتدت بعد ذلك إلى أكثر من 20 كيلومترًا (12.4 ميلًا) في غضون 5 ساعات، وفق خدمات الطوارئ في الولاية.

وفي حين تشهد أماكن أخرى مثل كاليفورنيا وإندونيسيا مواسم حرائق منتظمة، إلا أن حرائق الغابات الأسترالية تُعد فريدة من نوعها لأنها غالبًا ما تحمل جمرًا على الريح وتبدأ في إشعال حرائق جديدة بعيدة عن واجهة الحريق الأصلي.

لكن في أحيانٍ أخرى تحدث الحرائق بفِعل البشر. ففي نوفمبر الماضي، ألقت دائرة إطفاء الحرائق الريفية في "نيو ساوث ويلز" القبض على عضو متطوع يبلغ من العمر 19 عامًا للاشتباه في قيامه بالحرق، موجّهًا له 7 تُهم تتعلق بإشعال الحرائق عمدًا على مدار 6 أسابيع.

3

لماذا تُعد الحرائق خطيرة للغاية؟

موسم الحرائق في أستراليا دائمًا ما يكون خطيرًا. ففي عام 2009، أودت ما وُصِفت بـ"حرائق السبت الأسود" بحياة 173 شخصًا في فيكتوريا، وسُجّلت باعتبارها الأكثر كارثية وتدميرًا. لكن في ذلك العام كانت الظروف قاسية بشكل غير عادي، بما أدى إلى اشتعال النيران وجعل محاولات إخماد الحرائق صعبة للغاية.

وتشهد أستراليا واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ عقود. قال مكتب الأرصاد الجوية في البلاد في ديسمبر الماضي إن الربيع الماضي كان الأكثر جفافًا على الإطلاق. وفي الوقت نفسه، حطمت موجة ديسمبر الحارة حارة الرقم القياسي لأعلى متوسط لدرجة الحرارة على مستوى البلاد، حيث ارتفعت درجة حرارة بعض الأماكن لتتجاوز أكثر من 40 درجة مئوية (بما يتراوح من 113 إلى 120 درجة فهرنهايت).

وأشارت الشبكة إلى أن الرياح العاتية جعلت الحرائق وأعمدة الدحان تنتشر بشكل سريع، وأفضت إلى وقوع ضحايا، بينهم رجل إطفاء متطوع يبلغ من العمر 28 عامًا في "نيو ساوث ويلز" لقي حتفه يوم الاثنين بعد أن انقلبت شاحنته بفعل الرياح الشديدة.

يقول خبراء إن التغيّر المناخي زاد من سوء نطاق الكوارث الطبيعية بما في ذلك الحرائق والفيضانات -باتت الأحوال الجوية تزداد سوءًا ويمتد أثرها لأعوام، وقد بدأت الحرائق منذ سنوات في وقت مبكر من ذلك الموسم وانتشرت بدرجة أكبر، بحسب السي إن إن.

وبعث العديد من كبار مسؤولي خدمات الطوارئ، بمن فيهم المفوض السابق لإدارة الإطفاء والإنقاذ في نيو ساوث ويلز، عديد من الرسائل إلى رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في عام 2019 يحذرون فيها من تأثير أزمة المناخ على أستراليا.

ما الضرر الذي أحدثته؟

4

غمرت النيران بلدات بأكملها، وفقد سكان العديد من الولايات منازلهم. وحدثت أضخم أضرار هيكلية في نيو ساوث ويلز، الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد، حيث تم تدمير أكثر من 900 منزل وتخريب أكثر من 350 منزل.

وشبّت الحرائق في 3.6 ملايين هكتار في نيو ساوث ويلز، و1,2 مليونًا في غرب أستراليا، وما لا يقل عن 250 ألفًافي كوينزلاند، وأكثر من 91 ألفًا في جنوب أستراليا، طبقًا لسلطات الإطفاء بالولايات. وإجمالًا، احترق أكثر من 5.1 مليون هكتار- وهي مساحة تُعادل حجم كوستاريكا بأمريكا الوسطى.

5

كانت حرائق كاليفورنيا الأكثر كارثية اشتعلت في حوالي 62.053 هكتار، فيما احترق مليونًا بفعل حرائق الأمازون المطيرة العام الماضي. وقُتِل أكثر من 10 أشخاص في ذلك الموسم، بما في ذلك عديد من رجال الإطفاء المُتطوعين.

كما تضررت الحياة البرية والبيئة بشكل واسع النطاق. وقالت وزيرة البيئة الأسترالية سوسان لاي إن ما يقرب من ثلث حيوانات الكوالا في نيو ساوث ويلز قد قُتلوا في الحرائق، وتم تدمير ثلث موائلهم.

6

ما الإجراءات المُتخذة لمواجهتها؟

تعمل السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات بأستراليا لمكافحة أزمة الحرائق منذ أشهر.

أعلنت نيو ساوث ويلز حالة الطوارئ في ديسمبر، والتي تمنح "صلاحيات استثنائية" لمفوّض الولاية، بما في ذلك سلطة تخصيص الموارد الحكومية وتوجيه الوكالات الحكومية باتخاذ الإجراءات الآنية. كما أعلنت ولاية كوينزلاند لفترة وجيزة حالة الطوارئ في نوفمبر، بحسب السي إن إن.

ويعمل نحو ألفيّ رجل إطفاء في نيو ساوث ويلز وحدها، وهناك مزيد من رجال الإطفاء في طريقهم لتقديم الدعم، فيما أرسلت الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا رجال إطفاء إضافيين للمساعدة.

7

كما قدّمت الحكومة الفيدرالية دعمًا عسكريًا، تمثل في إرسال أفراد من الجيش، وطائرة سلاح جو، وطرادات بحرية من أجل مكافحة الحرائق، فضلا عن جهود البحث والإنقاذ والتنظيف.

فضلا عن تخصيص ما لا يقل عن 23 مليون دولار أسترالي (16.2 مليون دولار) كمدفوعات للتعافي من الكوارث للأسر والشركات المتضررة ، وما يصل إلى 6 آلاف دولار أسترالي (4200 دولار) لكل فرد من عناصر الإطفاء المتطوعين الذين تم استدعاؤهم لمكافحة الحرائق لأكثر من 10 أيام.

8

متى ستخمد؟

لسوء الحظ، فإن أستراليا في بداية الموسم الصيفي. لذلك فمن الطبيعي أن تبلغ الحرارة المرتفعة ذروتها في يناير وفبراير، الأمر الذي يعني أن البلاد على بُعد أشهر من انتهاء موسم الحرائق.

وتستبعد الشبكة الأمريكية أن تخمد الحرائق بشكل كامل بالنظر إلى أنه ظاهرة سنوية طبيعية، وسط احتمالات بأن تتفاقم خلال السنوات المُقبلة.

فيديو قد يعجبك: