إعلان

طارق فهمي: زيارة نتنياهو للخليل قد تفجر الأوضاع بالأراضي المحتلة

04:06 م الأربعاء 04 سبتمبر 2019

بنيامين نتنياهو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - أ ش أ

قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مدينة الخليل اليوم لن تحمل نتائج جيدة لإسرائيل في الوقت الراهن وقبل الانتخابات التشريعية التي ستجري الشهر الجاري، بل ستؤدي إلى مزيد من التعقيدات والتوتر واشتعال الوضع في الأراضي الفلسطينية ودفع الفلسطينيين للتصعيد.

وأوضح الدكتور طارق فهمي -في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء- إن توقيت زيارة نتنياهو للخليل له عدة أهداف وكذلك بعد انتخابي حيث تحمل الزيارة رسائل مهمة للداخل الإسرائيلي لاسيما إلى اليمين واليمين المتطرف وهي أن هناك مخططات لتهويد المدينة القديمة ومصادرة سوق الجملة ومنحه للمستوطنين اليهود.

وأضاف أن نتنياهو يسعى في هذا التوقيت إلى خلط الأوراق، بمعنى أنه يقوم بهذه الزيارة في ذكرى التسعين لأحداث ثورة البراق (وهي اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة القدس عام 1929 وامتدت إلى عدة مدن منها الخليل)، وذلك من أجل الترويج لرواية الاحتلال من ناحية، ولكسب المستوطنين وعدم إغضابهم مع اقتراب الانتخابات من ناحية أخرى، بالإضافة إلى المخطط الاستيطاني الخطير بالأراضي الفلسطينية.

وتابع فهمي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه ضغوطا من المستوطنين للإعلان عن توسيع المستوطنة اليهودية القائمة في قلب مدينة الخليل، وذلك بهدف تغيير الوضع الديمغرافي في المدينة على حساب المساكن الفلسطينية الموجودة في شارع الشهداء، لافتا في الوقت ذاته إلى أن عدد المستوطنين اليهود في هذه المنطقة لا يتعدى 700 شخص على عكس الادعاءات الإسرائيلية.

واعتبر الخبير الاستراتيجي أن هناك مخططا كبيرا يتجاوز القيود الكبيرة التي فرضتها سلطات الاحتلال تزامنا مع هذه الزيارة من إغلاق الحرم الإبراهيمي بالخليل أمام المصلين وحظر التجوال في عدد من المناطق وإغلاق المحالات التجارية للفلسطينيين.

ونبه إلى أن الهدف ليس فقط تهويد المدينة القديمة بما فيها الحرم الإبراهيمي بل هو مخطط متكامل في عملية الاستيطان سيبدأ بالخليل، محذرا من أن التوسع الاستيطاني في هذه المناطق سيؤدي إلى نتائج في غاية الخطورة لأن الاستيطان يمتد في شرق الخليل عند مدينة قلقيلية التابعة للسلطة الفلسطينية والتي تتميز بموقع جغرافي فريد (لإشرافها على الساحل الفلسطيني المحتل، ووقوعها في الشمال الغربي للضفة الغربية) حيث من المتوقع أن يتم مصادرة و ابتلاع الأراضي الفلسطينية.

وأعرب الدكتور طارق فهمي عن اعتقاده بأنه إذا أقدمت الحكومة الإسرائيلية على هدم منازل الفلسطينيين في هذه المنطقة ستفجر ردود فعل فلسطينية تتجاوز المراحل السابقة.

وشدد على أهمية أن يكون هناك دور فعال للمنظمات الدولية والأمم المتحدة، وعلى أن تتحمل منظمة اليونسكو المسئولية القانونية والأخلاقية تجاه ما يجرى في مدينة الخليل، مذكرا في الوقت ذاته أن اليونسكو كان لها مواقف جيدة في السابق في هذا الشان؛ وقال "وبالطبع ليس هناك ردود فعل أوروبية أو أمريكية على ما يجرى".

ووصف بيان الخارجية الفلسطينية حول زيارة نتنياهو للخليل "بالقوي" إلا أنه بطبيعة الحال لم يتم الانتباه إليه، مشيرا إلى أن الرئيس محمود عباس عليه دور كبير في هذا التوقيت قبل ذهابه إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري لينقل رسالته ، خاصة أن وضع مدينة الخليل هو وضع مختلف تماما عن بقية المناطق، فهناك اتفاق حاكم قديم لوضع المدينة قررته الاتفاقيات المشتركة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.

وحذر من أن منطقة الخليل محفوفة بالخطر والمخاطر المباشرة وأنه إذا لم يتفهم نتنياهو ما قام به سيكون هناك ردود فعل كبيرة، حيث إن الخليل محفورة في أذهان كثيرين منذ مذبحة عام 1994 عندما دخل مستوطن المسجد الإبراهيمي وقتل 29 فلسطيني آنداك وواجهت حكومة الراحل إسحاق رابين مشاكل صعبة في هذا الإطار، محذرا من أن يتكرر السيناريو بصورة أو بأخرى.

يشار إلى أن مدينة الخليل الفلسطينية الواقعة جنوب الضفة الغربية تُعد أكبر مدن الضفة من حيث عدد السكان والمساحة، وتمتاز بأهمية اقتصادية، فهي من أكبر المراكز الاقتصادية في الضفة الغربية؛ وللخليل أهمية دينية حيث يتوسط المدينة المسجد الإبراهيمي الذي يحوي مقامات للأنبياء إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وزوجاتهم.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: