إعلان

مفاجآت بوريس جونسون تزيد الغموض حول مصير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

03:42 م الإثنين 02 سبتمبر 2019

بوريس جونسون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن- (د ب أ):

صيف رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون انتهى، والأسبوع الذي يمكن أن يحدد مدة بقاء الرجل كرئيس للوزراء، وما إذا كانت بريطانيا ستخرج من الاتحاد الأوروبي، وكيفية تنفيذ هذا الخروج، على وشك أن يبدأ.

والآن يتم التوسع في تفسير مواد دستور بريطانيا غير المكتوب مع السوابق الجديدة التي تطلق وتمارس ألعابا غير قانونية بشكل يومي تقريبا. ويهدف جونسون إلى البقاء في السلطة من خلال توحيد معسكر أنصار الخروج من الاتحاد الأوروبي، في حين يظل معارضو الخروج في حالة انقسام.

فعلى امتداد شهر أغسطس الماضي، قدمت الكتل المختلفة من أعضاء مجلس العموم البريطاني الذين يريدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، العديد من المقترحات ورفضوا العديد من المقترحات الرامية إلى منع جونسون من المضي قدما نحو الخروج من الاتحاد الأوروبي حتى بدون اتفاق كما أكد ذلك أكثر من مرة.

والآن يبدو أن هناك اتفاقا على مواجهة جونسون، حيث قال قادة كبار في حزب المحافظين الذي يتزعمه جونسون وأعضاء حزب العمال المعارض إنهم باتوا مستعدين للقيام بتحرك حاسم ضد جونسون عندما يعود البرلمان للانعقاد بعد انتهاء عطلته الصيفية غدا الثلاثاء.

ولكن جونسون استبق هذا التحرك وطلب من الملكة إليزابيث تعليق عمل البرلمان لمدة شهر اعتبارا من 12 سبتمبر الحالي، وهو ما وافقت عليه الملكة.

ويعني ذلك، أنه لن يكون أمام أعضاء البرلمان وقت طويل للتحرك قبل حلول الموعد النهائي لتنفيذ قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي حدده جونسون وهو 31 أكتوبر المقبل.

وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن جونسون سيحاول إقناع خصمه الرئيسي جيرمي كوربين، زعيم حزب العمال المعارض، بأنه لا يريد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنه يريد خداع الاتحاد لكي يعتقد أن احتمال الخروج بدون اتفاق قائم.

وأضافت بلومبرج، أن الأسبوع الحالي قد ينتهي بانتصار جونسون، عندما يجد الاتحاد الأوروبي نفسه مضطرا للتفاوض معه إذا كان الاتحاد يريد تجنب خروج بريطانيا بدون اتفاق. وقد ينتهي الأسبوع بوجود رئيس وزراء محافظ جديد، يجد نفسه ألعوبة في يد أعضاء حزبه. وقد تجد بريطانيا نفسها أمام الدعوة لانتخابات عامة مبكرة.

وفي مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" حاول جونسون أن يصور الأمر باعتباره يتعلق بالموقف من جيرمي كوربين، زعيم حزب العمال، أكثر مما يتعلق بفكرة اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال جونسون في المقابلة "الخيار الأساسي الآن هو هل ستنحاز إلى جانب جيرمي كوربين الذي يريد إلغاء نتيجة الاستفتاء؟ هل ستنحاز إلى الذي يريد أن يدوس على الحكم الديمقراطي للشعب وأن يلقي بالبلاد في دوامة الفوضى؟".

وكان الآلاف من البريطانيين قد تظاهروا يوم السبت الماضي في مختلف أنحاء البلاد للتنديد بقرار جونسون تعليق عمل البرلمان. ورفع المتظاهرون شعار "أوقفوا الانقلاب" احتجاجا على تقليص الوقت المتاح أمام البرلمان لمناقشة قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي.

في الوقت نفسه، رد عدد من أعضاء حزب المحافظين المناوئين لزعيم الحزب جونسون بغضب على التقارير الإعلامية التي تحدثت عن احتمال طردهم من الحزب إذا صوتوا ضد الحكومة في البرلمان.

وأشار وزير الخزانة السابق فيليب هاموند إلى أن العديد من وزراء حكومة جونسون الحالية، وجونسون نفسه صوتوا ضد الحكومة في العديد من المناسبات عند مناقشة موضوعات تتعلق بالعلاقات الأوروبية في وقت سابق من العام الحالي.

وقال وزير العدل السابق ديفيد جاوك في تصريحات لقناة "سكاي نيوز" التلفزيونية إنه في بعض الأوقات يكون عليك "الاختيار بين مصلحتك الشخصية والمصلحة الوطنية، وفي هذه الحالة يكون عليك الانحياز للمصلحة الوطنية".

المشكلة أن المعارضين لجونسون في حزب المحافظين لم يتفقوا على خطة محددة، وما إذا كان سيتم تمرير قانون أم لا، ومن المحتمل أن يحاول جونسون الالتفاف عليه.

وتجنب مايكل جوف الوزير المكلف بوضع خطط مواجهة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، التعليق على ما إذا كانت الحكومة سوف تنصاع لمثل هذا القانون، وقال "دعونا نرى ماذا سيقول القانون أولا".

كان حزب العمال قد اقترح في وقت سابق من الصيف الحالي تعيين كوربين رئيسا لحكومة تسيير أعمال مع تفويضها بالدعوة إلى انتخابات. ورفض المحافظون هذه الفكرة، رغم أنه مازال هناك احتمال التصويت لسحب الثقة من حكومة جونسون، في حين قال جاوك إنه يرى أن كوربين أخطر من أن يتم السماح بتوليه رئاسة الحكومة.

ولكن بعض أعضاء حزب العمال يخشون من التفاف جونسون على كوربين بمنحه شيء يريده، وهو الدعوة إلى انتخابات مبكرة.

يريد جونسون الحصول على دعم حزب العمال للدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، لكنه قد يقدم موعد هذه الانتخابات ليكون قبل موعد الخروج من الاتحاد. وكان رئيس الوزراء قد كشف خلال الأيام الماضية عن خطط لإنفاق مليارات الجنيهات الاسترلينية على الصحة والتعليم، فيما اعتبره مراقبون استعدادا للانتخابات.

من ناحيته، حث رئيس الوزراء العمالي الأسبق توني بلير، اليوم الإثنين، زعيم حزب العمال كوربين على استبعاد الدعوة إلى انتخابات مبكرة، وقال فى كلمة في لندن اليوم الإثنين أن "رفض أحزاب المعارضة لإجراء انتخابات أمر عكس البديهي.. لكن في هذا الموقف استثنائي من المهم عدم السماح بإجراء الانتخابات ، كمسألة مبدأ، قبل حل مشكلة الخروج من الاتحاد الأوروبي".

كان جونسون قد زار باريس وبرلين خلال الأسبوعين الماضيين، من أجل إقناع قادة فرنسا وألمانيا بموقفه. ولكن ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن بريكست، قال في تصريح لصحيفة تيليجراف البريطانية إنه "غير متفائل" بإمكانية تجنب خروج بريطانيا من الاتحاد بدون اتفاق.

فيديو قد يعجبك: