إعلان

عانقت أباها ثم غرقا سويًا.. مأساة "إيلان كردي" تتكرر على حدود أمريكا

04:06 م الأربعاء 26 يونيو 2019

إيلان كردي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد الصباغ:

من الصعب نسيان صورة الطفل السوري إيلان كردي، الذي لقي مصرعه غرقًا قبل أربعة أعوام وطفت جثته على شواطئ البحر المتوسط في تركيا.

بقميصه الأحمر بات إيلان الذي لم يتجاوز السنوات الثلاث مثالا على المصير الأسود الذي يواجه السوريين الذين يغامرون بكل شيء من أجل الهروب من الحرب والوصول إلى أوروبا.

هذه الصورة عادت إلى الأذهان مع صورة لجثة طفلة ترتدي بنطالا أحمر اللون أيضًا ولكن هذه المرة في نهر جراند ريو على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وذلك خلال رحلة الهجرة من المكسيك.

كان أوسكار ألبرتو مارتينيز وطفلته فاليريا التي لم تتجاوز العامين يحاولان العبور من شمال المكسيك إلى ولاية تكساس الأمريكية، لكن القدر وقف بينهما وبين حلم الوصول إلى الولايات المتحدة.

يأتي الحادث في ظل احتجاز ما يقارب 130 ألف مهاجر في مراكز احتجاز على الحدود الأمريكية الجنوبية مع المكسيك، وتديرها سلطات الولايات المتحدة، ويحذر خبراء ومنظمات دولية من الظروف السيئة التي قد تتسبب في أمراض خطيرة، وفقًا لشبكة سي إن إن الأمريكية.

ووسط تلك الأزمات التي يعانيها المهاجرون على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، ظهرت صورة الطفلة فاليريا لتعيد إلى الأذهان مأساة إيلان كردي.

1

اكتشفت جثة الطفلة ووالدها يوم الإثنين، وكان ذراعها يحيط بأبيها رغم مفارقتهما الحياة، ما يشير إلى أنها كانت تتعلق به في محاولة للنجاة أثناء اللحظات الأخيرة من عمرها.

نشرت صحيفة "لا جورنادا" المكسيكة تلك الصورة ومعها عدد من المشاهد في موقع الحادث.

ووفقًا للصحيفة فإن مارتينيز راميريز من دولة السلفادور، ولم يكن قادرًا على تقديم طلب اللجوء إلى السلطات الأمريكية، فقرر السباحة عبر النهر حاملا طفلته على ظهره.

كما ذكرت أنه بالفعل وصل إلى داخل الولايات المتحدة، لكن حينما أراد العودة ليأتي بزوجته ألقت فاليريا بنفسها في المياه، لجرف التيار الأب والطفلة وغرقًا سويًا.

ولقي رضيعان اثنان وطفل وسيدة مصرعهم خلال الأسبوع الماضي أثناء عبور نهر ريو جراند إلى الولايات المتحدة.

ويأتي ذلك مع سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قرر مواجهة المهاجرين لدرجة وصف القادمين إلى الولايات المتحدة من المكسيك وأمريكا الوسطى بالمجرمين وتجار المخدرات.

جعلت إدارة ترامب من تأمين الحدود أولوية رئيسية لها، وقللت من أعداد من يتم السماح لهم بالعبور لطلب اللجوء في أمريكا.

ومع أشهر من الانتظار الطويل لإجراء مقابلة طلب اللجوء، تحاول عائلات مهاجرة تجربة الطريقة الخطيرة وعبور الحدود.

وعلق الرئيس المكسيكي أندرياس مانويل لوبيز على الواقعة يوم الثلاثاء قائلًا: "حزن كبير على ما حدث.. طالما أعلنت أنه بارتفاع أعداد المرفوض دخولهم إلى أمريكا، هناك الكثير سيفقدون حياتهم في الصحراء أو عند عبور النهر".

فيديو قد يعجبك: