إعلان

كيف يواجه بوتين "حقل الألغام السوري"؟

02:33 م الأربعاء 01 مايو 2019

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

منذ تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عسكريًا في سوريا – بناءً على طلب الرئيس السوري بشار الأسد- وهو يحقق الانتصارات واحدة تلو الأخرى في استعادة الأراضي إلى دمشق، لكن المحلل السياسي الإسرائيلي تسفي برئيل، يرى أن هذه الانتصارات بمثابة "حقل ألغام دبلوماسي" يمثل تحديات جديدة وغير متوقعة بالنسبة لبوتين، يمكن أن تقوض ما وصفه بإنجازاته العسكرية.

يقول برئيل في تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الخطة الدبلوماسية التي وضعتها روسيا مُنظمة ومنطقية، فوفقًا للخطة؛ من المفترض أن تسحب روسيا بعض قواتها من سوريا، وتحلّ مسألة تفكيك قوات المُعارضة المسلحة في محافظة إدلب من خلال الوسائل الدبلوماسية، عبر تركيا بالدرجة الأولى. بالإضافة إلى عقد لجنة لصياغة دستور - كتب مستشاريه الروس مبادئه بالفعل - وتحديد موعد للانتخابات والبدء في إعادة تأهيل الدولة التي دمرتها الحرب الأهلية.

وأضاف المحلل الإسرائيلي أنه بالفعل تمت الموافقة على عناصر هذه الخطة من قبل إيران وتركيا وروسيا، خلال قمّة في سبتمبر الماضي، وقبلها الأسد وبعض أطراف المعارضة، لكن الأمور بدأت تسوء عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر الماضي، أنه يعتزم سحب قواته من سوريا، ثم لم ينفذ القرار.

يقول برئيل، إن هناك فجوة عميقة ظهرت بين ترامب وتركيا حول حماية القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة (قوات سوريا الديمقراطية الكردية)، على الرغم من موافقة ترامب على إقامة منطقة أمنية في المنطقة الكردية في شمال سوريا، وعمقها 32 كم، وطالب القوات الأوروبية بمراقبة المنطقة ودورياتها، بينما أصرّت تركيا على أن تقوم قواتها بالمهمة.

وأضاف أنه إلى أن يتم حل هذه المشكلة، سيتم تأخير انسحاب القوات الأمريكية، إذ لا يزال الجانبان يحاولان التوصل إلى حل وسط يقبله الأكراد، الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين تابعين لحزب العمال الكردستاني الذي تحاربه.

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن كل من روسيا وسوريا تعترضان على منح تركيا السيطرة على شمال سوريا، ولكن في الوقت نفسه يطالبان تركيا بتنفيذ الاتفاق بشأن تفكيك الميليشيات المسلحة في محافظة إدلب، وخاصة قوات جبهة النُصرة (المعروفة أيضًا باسم جبهة تحرير الشام).

كان الهدف من هذا الاتفاق، منع أي هجوم روسي سوري واسع على المحافظة، تماشيًا مع المطالب التركية، ومع ذلك، لم تتمسك تركيا بالتزامها بتفكيك الميليشيات وحذرت روسيا من أن صبرها بدأ ينفذ.

وأكد الكاتب أن أي معركة على محافظة إدلب، التي تضم ثلاثة ملايين مدني ونحو 50 ألف من رجال الميليشيات المسلحة، تعني موجة جديدة من اللاجئين الفارين إلى تركيا، والتي تستضيف بالفعل أكثر من 3.5 مليون لاجئ، وفي الوقت ذاته، بدون حل لقضية إدلب، لن يتمكن الأسد من استعادة سيطرته على جميع أنحاء سوريا، كما ستتأخر جميع الخطوات الدبلوماسية المخططة لروسيا.

أما المشكلة الأخرى التي استعرضها الكاتب، هي عدم وجود اتفاق على تعيين لجنة دستورية تهدف إلى العمل تحت رعاية الأمم المتحدة، فيوم الجمعة الماضي، اختتمت الجولة الثانية عشرة من المحادثات في العاصمة الكازاخستانية أستانة دون نتائج. نقطة الخلاف الرئيسية هي تشكيلة الفرق التي ستتعامل مع صياغة الدستور، لأن روسيا مهتمة بأكبر تمثيل ممكن للمعارضة إلى جانب ممثلي نظام الأسد، بينما تعارض تركيا مشاركة الأكراد ومعارضات الأسد لبعض جماعات المعارضة.

وفي حين تسعى إيران إلى الحفاظ على نفوذها في سوريا الآن بعد أن سيطرت روسيا على الاقتصاد في موارد الدولة، مثل حقول النفط والغاز التي بيعت حقوق تطويرها لشركات روسية، وتم تأجير ميناء طرطوس إلى روسيا لمدة 49 سنة، قال الكاتب إن الصراع الاقتصادي اشتد بعد أن في ضوء ما تسميه إيران المؤامرة بين روسيا وإسرائيل لإجبار إيران على الخروج من سوريا.

ويشير المحللون الإيرانيون إلى منح روسيا إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة أهداف إيرانية، وضبط النفس الروسي بعد أن اعتراف ترامب بأن مرتفعات الجولان جزء من إسرائيل، وفي الآونة الأخيرة تم إطلاق سراح سجينين سوريين مقابل رفات الرقيب، زكريا بوميل كدليل على "تحالف إسرائيلي روسي" يستهدف إيران.

يرى الكاتب الإسرائيلي أن روسيا تحتكر ظاهريًا إدارة العملية الدبلوماسية، لكنه "احتكار يحتاج إلى صيانة ومرونة تجاه اللاعبين الآخرين لتحقيقها"، وقال: "في الوقت الحالي، يبدو أن ملايين النازحين واللاجئين السوريين، مثل خطط إعادة بناء سوريا، سيتعين عليهم الانتظار".

وأضاف الكاتب "إلى أن يكون هناك نظام مستقر ومتفق عليه في دمشق، لن تكون هناك دولة مانحة مهمة مستعدة لضخ رأس المال الهائل اللازم لإعادة بناء سوريا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان