إعلان

حماس وإسرائيل.. عدوان يتجنبان المواجهة الكبرى

10:42 م السبت 30 مارس 2019

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

قبل أسبوع، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعض الصواريخ تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي، وردًا على ذلك، نفذ الأخير عمليات قصف على قطاع غزة، وأشار إلى مواجهة محتملة مع الحركة، قال إنها قد تصل لمرحلة الحرب في أي وقت. واليوم تصاعد التوتر بين الطرفين مع انطلاق تظاهرات الذكرى الأولى لمسيرات العودة، ونتج عن ذلك استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة مئات آخرين.

هذه المناوشات المستمرة بين الجانبين، ترى مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أنها لا تحسم شكل العلاقة الغريبة والمثيرة بين حماس والكيان الإسرائيلي.

وتقول المجلة إنه وبالتحديد في عهد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، فإن حماس وإسرائيل يعتمد كل منهما على الآخر بشكل كبير، على الرغم من كونهما ألد عدوين في المنطقة.

وتقول المجلة، في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني الجمعة، إن الجانبين اللذين اشتبكا فعليًا في 3 حروب مدمرة، كان آخرها في 2014، تعاونا لفترة طويلة بسبب الحاجة والضرورة. وإن أهداف حماس وإسرائيل تتحد في بعض القضايا، ومنها إدارة مصر للصراع بينهما، ومنع السلطة الفلسطينية من توحيد غزة والضفة الغربية.

الثنائي الغريب

تعود علاقات حماس وإسرائيل إلى سبعينيات القرن الماضي، قبل التأسيس الفعلي للحركة، حين كانت دولة الاحتلال تريد مواجهة حركة "فتح"، فسمحت للجماعات الإسلامية المسلحة بأن تنتشر وتعمل كثقل مواز ومواجه لـ"فتح". وفي 1979، اعترفت إسرائيل رسميًا بمؤسسة خيرية إسلامية أنشأها أحمد ياسين، أحد أبرز مؤسسي حماس، والذي سيغتال لاحقًا على يد الاحتلال نفسه.

وفي العام 1987، تأسست حماس منظمة مستقلة، واستمدت شرعيتها من الصراع الوجودي مع الدولة اليهودية، إلا أن المفارقة هنا أن الحركة التي تحكم قطاع غزة منذ 2007، تعتمد بشدة في بقائها على إسرائيل، عدوها الأكبر، وفق ما يذكر تقرير المجلة الأمريكية.

صورة 1

وتقول المجلة إن حركة "حماس" تستخدم ترسانتها من الصواريخ في الحفاظ على صورتها كمقاومة مسلحة ضد إسرائيل، وأيضًا من أجل الضغط على الاحتلال للقيام بإصلاحات اقتصادية، أي أنها تمارس "تصعيدًا مدروسًا" لتذكير إسرائيل دومًا بأن غزة ستبقى تهديدًا ما لم تف الأولى ببعض التزاماتها، بما يشمل تطوير البنية التحتية وإطلاق سراح السجناء وتخفيف القيود الإسرائيلية على حركة البضائع والأشخاص من وإلى غزة.

وعلى الجانب المقابل، فإن "حماس" التي يراها الاحتلال الإسرائيلي "إرهابية" هي البديل الأقل سوءًا لإدارة غزة، في وجهة نظر الصهاينة.

طرفان لا يرغبان في النصر

وتشير المجلة إلى حقيقة أن إسرائيل وحماس تدركان أن النصر الكامل لأي منهما على الآخر أمر غير مرجح. وتقول إن هذا يظهر جليًا في اهتمام كلا الطرفين بالتوصل لاتفاق طويل الأجل.

وتعرف حماس أنها تحتاج إلى موافقة إسرائيل بحكم الأمر الواقع لضمان سيطرتها على غزة ونزع فتيل الغضب الشعبي من الظروف الرهيبة هناك، وتعرف أيضًا أنه لا يمكنها هزيمة الجيش الإسرائيلي.

كما أثبتت إسرائيل، لا سيما تحت قيادة نتنياهو، أنها تحاول الابتعاد عن المخاطر، إذ لا يريد نتنياهو إجراء عملية برية كبيرة في غزة مثل تلك التي وقعت عام 2014، خاصة الآن وقبل أسابيع فقط من الانتخابات الإسرائيلية. كما أن تل أبيب ليس لديها رغبة في إعادة احتلال غزة، التي انسحبت منها عام 2005. وينظر إلى فشل الطرفين في التوصل لاتفاق دائم باعتباره دليلاً على أن كلاهما مستفيد من الوضع الراهن.

صورة 2

وتتفق المجلة مع فكرة أن حماس أقل خطرًا من غيرها، إذ أن إعادة احتلال غزة سيكلف إسرائيل الكثير، كما أن تدمير حماس سيخلق فراغًا يمكن أن تملأه مجموعات متطرفة أكثر خطورة، بما في ذلك التنظيمات التابعة لداعش. كما أن حماس مفيدة لإسرائيل في السياسة الداخلية، وهي بمثابة هدف يتحدث عنه الإسرائيليون في دعايتهم للانتخابات، كما أنها مجموعة تستطيع إسرائيل التفاوض معها، سواء كان ذلك عبر مصر أو الأمم المتحدة، أو بشكل مباشر في بعض الأحيان.

وتقول المجلة في ختام تقريرها: "حتى في حالة حدوث حرب إسرائيلية شاملة على قطاع غزة، لن يؤدي هذا لتغيير طبيعة العلاقات بين حماس وإسرائيل، فبعد العدوان الأخير الكبير على غزة في 2014، واستشهاد ما يقرب من 2000 فلسطيني، منهم 1200 مدني، لم تشهد طبيعة العلاقات بين الطرفين تغييرًا جذريًا".

فيديو قد يعجبك: