إعلان

هآرتس: تخبط السياسة الأمريكية إزاء سوريا لن يؤذي إلا المدنيين

04:42 م الأحد 03 فبراير 2019

الأزمة السورية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

سلطت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الضوء على تخبط السياسة الأمريكية إزاء الأزمة السورية، موضحة أن القانون الجديد الذي أقره الكونجرس من أجل حماية المدنيين ومعاقبة كل من يساعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون له أي تأثير يُذكر، ولكنه على الأغلب سوف يحلق المزيد من الأضرار بالسوريين.

قالت الصحيفة الإسرائيلية، في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد، إن هذا الشتاء بالتحديد كان قاسيًا وصعبًا للغاية على آلاف اللاجئين والنازحين في لبنان وسوريا، حيث مات العشرات منهم بسبب شدة البرد وعدم جاهزية المخيمات والمعسكرات التي يعيشون فيها، وخلوها من المواد الغذائية والأدوية والأغطية.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فقد توفي 29 طفلاً وحديثي الولادة بسبب انخفاض حرارة الجسم على مدى الأسابيع الثمانية الماضية في مخيم الهول للاجئين السوريين، بينما لا يستطيع أكثر من 42 ألف لاجئ في مخيم الركبان السوري إلى البطانيات والمواد الغذائية والأدوية، وتواجه خدمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مشكلات في الوصول إلى المخيم، علاوة على ذلك لقد نفدت أموال منظمات الإغاثة.

توضح هآرتس أن هذا هو الشتاء الثامن الذي تعاني فيه النساء والأطفال في المخيمات، وتنتشر صورًا لهم وهم يسيرون وسط الثلوج والجليد الممتدة حول خيامهم بينما يرصون الأخشاب والحطب من أجل إشعار النار فيها بغرض الطهي والتدفئة.

وتُشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن التبرعات تصل بانتظام من الدول العربية والأوروبية، ولكن أزمة اللاجئين السوريين تتلاشى وتغيب عن المشهد مع مرور الوقت، مثل التحركات الدبلوماسية التي يمكن أن تُنهي الحرب الأهلية في البلاد.

وفي الجهة الأخرى من المُحيط، تنشغل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالخلافات والمشاجرات المتعلقة بقرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، والتي أجلها سيد البيت الأبيض حتى نهاية أبريل المُقبل، ربما لأنه أدرك بعد فوات الأوان أنه قراره سوف يُحدث كارثة وسوف يؤذي الأكراد.

وكانت جينا هاسبل، مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه)، قد أوضحت أن تنظيم داعش لا يزال يُشكل تهديدًا كبيرًا على العالم، لاسيما مع وجود الآلاف من مقاتليه النشطين في العراق وسوريا.

كذلك أوضحت هاسبل أنه لا يوجد مؤشرات على عمل إيران على تطوير أسلحتها النووية، فيما استبعدت موافقة كوريا الشمالية على التخلص من أسلحتها النووية رغم تحسن العلاقات بين بيونجيانج وواشنطن بعد التقاء الرئيس ترامب بنظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

ومن جانبه شن الرئيس الأمريكي هجومًا شديدًا على التقرير الذي يتعارض مع كل ما يقوله، ووصف رؤساء الاستخبارات، الذين عينهم بنفسه، بالساذجين، وطالبهم بالعودة إلى المدرسة.

وفي محاولة لكبح جماح نظام الأسد، أقر مجلس النواب الأمريكي بالإجماع "قانون حماية المدنيين" أو ما يعرف بقانون "سيزر" والذي ينص على فرض عقوبات على الحكومة السورية، والدول التي تدعمها مثل إيران وروسيا لمدة 10 سنوات.

وبموجب القانون سيُطلب من الرئيس الأمريكي فرض عقوبات جديدة على أي شخص أو جهة يتعامل مع الحكومة السورية أو يوفر لها التمويل، بما في ذلك أجهزة الاستخبارات والأمن السورية، أو المصرف المركزي السوري.

ويشمل القانون الجهات التي توفر الطائرات أو قطع غيار الطائرات لشركات الطيران السورية، أو من يشارك في مشاريع البناء والهندسة التي تسيطر عليها الحكومة السورية أو التي تدعم صناعة الطاقة في سوريا.

ويمكن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يلغي العقوبات على أساس كل حالة على حدا، كما يمكن تعليق العقوبات إذا جرت مفاوضات هادفة لإيقاف العنف ضد المدنيين.

وترى هآرتس أنه من غير الواضح ما الذي تسعى إليه الإدارة الأمريكية والكونجرس من خلال قانون سيزر، خاصة وأن روسيا وإيران لم يتوقفان عن تمويل نظام الأسد، كما أنهما تخططان لجمع التبرعات لمساعدة على إعمار بلاده.

ولا تعد روسيا وإيران الدولتان الوحيدتان اللاتي تخططان لدعم نظام الأسد، تقول هآرتس إن وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية والإمارات والبحرين التقوا في عمان، الأربعاء الماضي، لتحدث بشأن الأزمة السورية، ومناقشة مسألة عودتها إلى جامعة الدول العربية.

وكانت الإمارات من أول الدول العربية التي افتتحت سفارتها في دمشق، كما يُجري مسؤولون أردنيون محادثات مع نظرائهم السوريين بشأن إعادة الرحلات الجوية إلى الأراضي السورية، بالإضافة إلى تبادل الزيارات والبعثات الدبلوماسية بين الأردن وسوريا.

وأعلن ترامب منذ عدة أسابيع أن الولايات المتحدة لن تُشارك في إعادة إعمار سوريا، طالما أنها تفتقر إلى حكومة مستقرة، ولكنه في الوقت نفسه شكر المملكة العربية السعودية على استعدادها لتمويل جزء من عملية إعادة الإعمار.

وترى هآرتس أن الأحداث الجارية التي تشهدها المنطقة تدفع إلى التساؤل عما إذا كان الكونجرس سوف يفرض عقوبات على الأردن والإمارات بموجب قانون سيرز، أم أنه مجرد محاولة من المشرعين الأمريكين لتبرئة ذمتهم من دماء المدنيين السوريين وضحايا الأسد.

تقول هآرتس أن سياسة ترامب فشلت فشلا ذريعًا في أوروبا، ومن الواضح أنها سوف تفشل أيضًا في الشرق الأوسط خاصة في الوطن العربي، بالنظر إلى أن احتمالية موافقة الدول العربية على إعادة إعمار سوريا.

لقد برر ترامب انسحاب قواته من سوريا بقول بأنها لا يوجد فيها "ثروة هائلة"، ووصفها بـ"الرمل والموت"، وتقول هآرتس إن هذا ليس شعرًا دبلوماسيًا عميقًا ولكنها عبارة تكشف ما تنطوي عليه السياسة الأمريكية الخارجية في عهد ترامب وأن هدفها الوحيد هو تحقيق مصالحها، ولكن المشكلة الحقيقية هنا هو أن التناقضات التي شهدتها الخريطة نجحت في إرباك هذه المصالح.

فيديو قد يعجبك: