إعلان

"الموت أرخص من العلاج".. كيف تسببت العقوبات الأمريكية في مأساة للإيرانيين؟

08:00 ص السبت 23 فبراير 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

"كان أمامي ساعتين فقط لإنقاذ حياة ابنتي، وعندما دخلت إلى المستشفى، رأيت ما يقرب من 800 شخص يقفون في طابور خارج المنشأة، حينها، سقطت على ركبتي فاقدًا للأمل"، هكذا وصف مواطن إيراني يدعى "علي" لشبكة "سي إن إن"، الوضع "المزري" في طهران بعد فرض العقوبات الأمريكية.

يستطرد علي -الذي رفض الافصاح عن كامل هويته خوفًا من الملاحقة الحكومية-، أنه لجأ إلى توسل الحضور لإنقاذ ابنته، والحصول على العلاج المدعم من الدولة، لمداواة ابنته البالغة من العمر عامًا واحدًا، مؤكدًا أنه نجح بعد بكائه أمام الجمع للسماح له بتخطي "الطابور".

وشددت الولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر الماضي، عقوباتها على إيران. وقالت واشنطن، إنها العقوبات الأقوى في التاريخ، ولن تؤثر على الشعب الإيراني، لكن تستهدف الحكومة، وتهدف إلى إجبارها على تعديل سلوكها.

وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي انسحبت بشكل منفرد من الاتفاق النووي مع الذي عقدته القوى الكبرى مع إيران في عام 2015. وسريعًا ما أعادت الإدارة الأمريكية الجديدة العقوبات التي تم تعليقها بعد توقيع الاتفاق.

أوضحت شبكة "سي إن إن"، أن السلع الإنسانية مثل الغذاء والدواء والأدوات الطبية معفية من العقوبات بشكل رسمي، إلا أنها في الواقع في تناقص مستمر بالدرجة التي تتأثر بها الأسر بشكل بالغ في جميع أنحاء البلاد.

"الميزانية لا تعتمد على العواطف"

أكدت الشبكة الأمريكية، أن بعض العائلات تترك ذويهم المصابين بأمراض خطيرة، أو الذين يحتاجون إلى علاج تكلفته مرتفعة ليموتون في المستشفى، مفسرة ذلك بأن "الميزانية لا تعتمد على العواطف".

وكشف الطبيب بهروز إمامي، في تصريحات لـ"سي إن إن"، حال مرضاه في إحدى المستشفيات التي يعمل بها، مؤكدًا أن بعض العائلات يتركون ذويهم للموت بسبب الفقر الشديد.

ولفت إلى أن رجل في منتصف العمر يعاني من سرطان الرئة، ظل يتأرجح ويصرخ على سريره في المستشفى، ويلهث بحثًا عن الهواء من خلال قناع أكسجين، تركته عائلته ورحلت بعدما رفضت إعادته للمنزل، عندما أخبرهم أن المستشفى لا تمتلك إمكانيات علاجه.

وأكدت الشبكة الأمريكية، أن المرضى وعائلاتهم يتأثرون على نحو مضاعف من العقوبات، بسبب انخفاض القوة الشرائية في جميع أنحاء البلاد.

فيما يقول إمامي: "لديّ مريض في الطابق العلوي، مصابًا بسرطان الدماغ. تكلفة العلاج الكيميائي والأدوية عالي للغاية. فما كان إلا أن طلب مني أفراد أسرته تركه في المستشفى وعدم استلامه"، مضيفًا: "كل يوم، نرى هذه القصة هنا".

وأوضح الطبيب الإيراني، أنه حتى عندما تتمكن العائلات من تحمل تكاليف المعدات الطبية، فإنها غالبًا ما تنضم لقوائم الانتظار الطويلة التي تؤثر على المريض أيضًا.

نقص الدواء

بسبب العقوبات، أكد أطباء إيرانيون، أنهم يكافحون في قطاع الصحة، لمواكبة الأسعار المرتفعة للأدوية والأدوات الطبية.

فيما ذكرت الشبكة الأمريكية، أن البنوك الأوروبية مترددة في التعامل مع الشركات الإيرانية حتى تلك التي لم تضعها الولايات المتحدة على القائمة السوداء.

ويقول المدير الإداري في مستشفى غاندي، محمد حسن بني أسعد، للشبكة الأمريكية، إن العقوبات هي المشكلة الأولى التي تواجهها بلاده، حيث لا يمكن تحول الأموال، وتجهيز الغرف الطبية أو إجراء العمليات الجراحية، مضيفًا: "لا يؤخرنا في أخذ الإجراءات سوى أننا لا نمتلك الأدوات، وهو ما يضر في النهاية بالمريض، الذي من الممكن أن يتوفى قبل أن يتلقى علاجه".

وأوضحت "سي إن إن"، أنه على الرغم من أن معظم الأدوية الإيرانية يتم تصنيعها محليًا، إلا أن الكثير من المواد الأولية مستورد، وبالتالي تعاني من نقص الموردين، الخائفين من التعرض لعقوبات أمريكية بمساعدتهم طهران.

في المقابل، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للشبكة الأمريكية، إن عقوبات الولايات المتحدة أعفت السلع الطبية، مضيفًا: "تحتفظ الولايات المتحدة بتفويضات واسعة تسمح ببيع السلع الزراعية والغذاء والدواء والأجهزة الطبية من قبل أشخاص أمريكيين أو من الولايات المتحدة إلى إيران".

فيديو قد يعجبك: