إعلان

مصر المستفيد الأكبر.. كيف توغلت روسيا في الشرق الأوسط لتنافس أمريكا؟

12:19 ص الأحد 17 فبراير 2019

بوتين و ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

في ديسمبر الماضي، فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم، بعدما أظهر ترحيبًا كبيرًا بقرار نظيره الأمريكي دونالد ترامب، الخاص بالانسحاب من سوريا، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، التي أوضحت أن التأيد والرضا الكبيريين لإعلان ترامب، هدفه رغبة موسكو في أن تكون القوة الوحيدة التي تضع قواعد اللعبة في المنطقة.

وكانت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت -بعد أكثر من 4 سنوات من التواجد العسكرى على الأراضى السورية- سحب قواتها من الأراضى السورية في ديسمبر الماضي، وإعلانها هزيمة تنظيم داعش الإرهابي.

وعندما سُئل بوتين في المؤتمر الصحفي السنوي الذي عقده نهاية العام الماضي، حول تقييم ترامب بأن داعش هُزم في سوريا، أجاب: "بشكل عام، أنا أتفق مع رئيس الولايات المتحدة. ولا أعتقد أن وجود القوات الأمريكية هناك ضروري الآن".

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن قرار ترامب يعد انتصارًا كبيرا لبوتين، لأنه جعل من روسيا صانع القرار الجديد في الشرق الأوسط.

وبرغم أن الوجود الاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة في المنطقة أوسع من أن تحل موسكو مكان واشنطن، لكن على مدى السنوات الثلاث الماضية، أعاد بوتين تأسيس بلاده كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط متخطيًا أمريكا، وذلك وفقًا للصحيفة الأمريكية، التي أكدت أن رجل روسيا القوي استغل تناقض سياسات أبناء العم سام، تحت إدارتي الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والحالي دونالد ترامب، حول استمرار تواجد الولايات المتحدة في المنطقة العربية بعد أحداث 11 سبتمبر.

وأوضحت الصحيفة أيضًا، أن جهود ترامب المنصبة بشكل خاص على مواجهة النفوذ الإيراني، أعطى لبوتين المجال لمتابعة رؤيته حول سياسة براجماتية قائمة على المصالح، لافتة إلى أن موسكو هي "القوة الأجنبية الكبيرة الوحيدة" التي تتحدث مع جميع الأطراف الفاعلة الرئيسية في المنطقة: إيران والدول العربية السنية ودولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا والأكراد والسلطة الفلسطينية وحماس وحزب الله وسوريا.

وكان تدخل بوتين لإنقاذ حليفه في سوريا، لم ينقذ فقط حليف كان مقربًا من موسكو منذ الحقبة السوفييتية، ولكنه أيضًا كان بمثابة تصريح بأن روسيا -على الرغم من انخفاض إجمالي الناتج المحلي للفرد، وتراجع السكان، وتحديث الجيش– عادت إلى اللعبة، وذلك وفقًا لـ"وول ستريت جورنال"، التي أكدت أن موسكو برزت كمعارض قوي لتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط، وهي النقطة التي لاقت قبولًا في المنطقة منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وثورات الربيع العربي في العام 2011.

وأظهر بوتين نفسه على أنه المدافع عن بقاء المنطقة في حالتها الراهنة خاصة بعد مقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي على أيدي الثوار، ومد الأنظمة الصديقة.

وكشفت الصحيفة الأمريكية، أن مصر، هي المستفيد الأكبر من نهج روسيا في المنطقة، خاصة بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، في العام 2011، وتولي عبد الفتاح السيسي المنصب، لافتة إلى أن القاهرة وموسكو منذ تلك اللحظة يتمتعان بعلاقات أقوى من أي وقت مضى، منذ حرب أكتوبر 1973، ووقعتا العام الماضي اتفاقية شراكة استراتيجية، بما في ذلك صفقات الأسلحة الجديدة والتي تشمل الطاقة النووية.

وأضافت الصحيفة، أن بوتين عكس السياسات السوفييتية القديمة، من خلال حصد شريكين جديدين، هما دولة الاحتلال الإسرائيلي والسعودية، اللتان تعدان من أوائل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

أكدت الصحيفة الأمريكية، أن الولايات المتحدة تظل أهم لاعب أجنبي في الشرق الأوسط ومن المرجح أن تبقى كذلك لبعض الوقت في المستقبل، نظرًا لأن روسيا ما زالت تعاني من محدودية مواردها الاقتصادية والعسكرية.

ولكن مع انسحاب الولايات المتحدة المتسارع من الشرق الأوسط، يسارع بوتين لانتهاز الفرصة خاصة أنه يعمل دون الكثير من القيود التي فرضها أسلافه السوفييت، وسيجب على واشنطن أن تعتاد على التعامل مع منافس بارع للتأثير في الشرق الأوسط.

فيديو قد يعجبك: