إعلان

معارك السيطرة على النفط ودحر الإرهاب.. ماذا يحدث في الجنوب الليبي؟

09:04 م الأحد 10 فبراير 2019

الجيش الليبي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

أعلن الجيش الليبي، منتصف يناير الماضي، شن عملية عسكرية هدفها القضاء على التنظيمات الإرهابية في جنوب البلاد، في محاولة لتطهير المنطقة بعد سنوات من الفوضى والهجمات المتطرفة على يد الجماعات الجهادية التي وجدت طريقها للبلاد بعد مقتل الرئيس السابق معمر القذافي.

وبحسب بيان للجيش الليبي، فإن العملية تستهدف تأمين المنشآت النفطية، ومواجهة تدفق المهاجرين المتجهين شمالاً نحو شاطئ المتوسط.

وكانت مجلة "ناشونال انترست" الأمريكية، أوضحت في تقرير نشرته منذ أيام، أن أمن ليبيا يؤثر على المناطق المجاورة، خاصة مصر، والسودان، وتشاد، والجزائر، وبالتالي تظهر أهمية العملية العسكرية التي يشنها الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر.

وحدد المتحدث باسم الجيش الليبي، العميد أحمد المسماري، أهداف العملية بتأمين سكان المناطق من الإرهابيين من تنظيمي داعش والقاعدة والعصابات الإجرامية، والمحافظة على وحدة وسلامة بلاده، وتأمين شركات النفط والكهرباء العاملة والمشاريع الزراعية بالمنطقة، وإيصال الخدمات الضرورية للمواطنين وإيقاف الهجرة غير الشرعية.

وبحسب شبكة "سكاي نيوز عربية" فإنه في حال تم إنجاز عملية الجنوب، لن يتبقى أمام الجيش الليبي سوى الشريط الساحلي الشمالي الممتد من مصراتة إلى منطقة الزاوية بطول 270 كيلومترًا.

استهداف القيادات الإرهابية

تمكن الجيش الليبي خلال العملية العسكرية من قتل عدد كبير من القيادات الإرهابية في الجنوب، بعدما أعلنت شعبة الإعلام الحربي، أن كتيبتي طارق بن زياد وشهداء الزاوية تمكنتا من "دحر مجموعة إرهابية هي الأخطر في منطقة القرضة الشاطئ" جنوبي البلاد.

وفي الرابع من فبراير، تمكنت قوات الجيش الليبي، من القضاء على أحد أبرز القيادات الإرهابية "جابر المسماري"، في محاور وسط المدينة القديمة بدرنة.

وكان جابر المسماري مسؤولاً أمنيًا في مجلس شورى مجاهدي درنة عند تأسيسه في ديسمبر 2014، وشارك في المواجهات ضد القوات المسلحة الليبية منذ العام 2014.

فيما أعلن العميد المسماري، منذ أيام، القضاء على الإرهابيين عمر جمعة الشعلالي، ومحمد الطشاني، وهما من أخطر العناصر في حي المدينة القديمة بدرنة.

السيطرة على حقل شرارة

أعلن الجيش الوطني الليبي، الأربعاء الماضي، السيطرة على حقل الشرارة النفطي وهو الأكبر في البلاد.

وأضافت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر، إن قواتها استطاعت "تطهير" الحقل الواقع في منطقة حوض مرزق وتعمل على تأمينه.

وجاء في بيانها: "قواتكم المسلحة الباسلة تعلن تطهير حقل الشرارة النفطي الواقع في حوض مرزق وتشرع في عملية تأمينه.. وتأتي هذه العملية ضمن الانتصارات المؤزرة لجيشنا المظفر بفضل الله والتفاف الشعب حول جيشه".

ويقع حقل الشرارة، ومعه حقل الفيل، في حوض مرزق في جنوب غرب البلاد، ويعد الحقلان من مصادر العائدات المالية المهمة للدولة الليبية ويصدران حوالي 350 ألف برميل يوميًا، من إجمالي التصدير المستهدف من جميع الحقول في البلاد والبالغ نحو 1.6 مليون برميل يوميا، وهو المعدل الذي كان عليه قبل عام 2011.

وبحسب وكالات الأنباء الدولية، فإن من يسيطر على النفط في تلك المنطقة، يحكم الصراع ليس في الجنوب وحسب، ولكن ليبيا بأكملها.

تحرير درنة

وتعد الخطوة الكبرى التي حققها الجيش الليبي منذ بدء المعارك في الجنوب، إعلانه أمس السبت، تحرير مدينة درنة بالكامل وتطهيرها من الجماعات الإرهابية، فيما عدا جيب صغير مكون من منزلين في حي المدينة القديمة يختبئ فيه قياديون في الصف الأول، حسبما نقلت سكاي نيوزعربية.

وحسب المصادر، فإن الوحدات العسكرية المقاتلة تحاصر المنزلين رقم 90 و87 في انتظار أن يسلم المسلحون أنفسهم لقوات الجيش الليبي.

ويعد المنزل رقم 90 نقطة تمركز أساسية خاصة بالجماعات المتطرفة ومكون من ثلاث طوابق ويحتوي على طابق تحت الأرض.

الصراع بين حفتر والسراج

في المقابل، يرى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطنية الليبية، بقيادة فائز السراج، أن العمليات العسكرية في الجنوب "تصعيدًا خطرًا". وأدانت القصف الجوي الذي تعرضت له مدينة "مرزق" وضواحيها.

وأوضح المجلس الرئاسي في بيان له الثلاثاء الماضي، أن القصف تسبب في أضرار مادية وترويع المواطنين الأبرياء وإصابة أعداد منهم، داعيًا إلى التوقف الفوري لمثل هذه الأفعال حفاظًا على السلم الأهلي وحقنًا للدماء.

ومع تطور الأوضاع وزيادة الغارات الجوية على الجنوب، قدم مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، السفير المهدي المجربي، شكوى رسمية من حكومة الوفاق الوطني إلى مجلس الأمن، ضد القيادة العامة للجيش الوطني بالمنطقة الشرقية.

وقال السفير المهدي المجربي، في رسالة إلى مجلس الأمن، إن "طائرة حربية تابعة للجيش الوطني نفذت غارة جوية على أحد المهابط بحقل الفيل النفطي في الوقت الذي كانت فيه طائرة مدنية تابعة للخطوط الليبية تحمل عددًا من الجرحى للعلاج في طرابلس"، وذلك وفقا لصحيفة "الأيام" الليبية.

وكانت غرفة عمليات القوات الجوية التابعة للجيش الليبي، أعلنت أن الهبوط والإقلاع من وإلى مطارات ومهابط المنطقة الجنوبية محظور، إلا بعد موافقتها.

وحذرت في بيان لها منذ أيام، أن أي طائرة تعبر فوق المجال الجوي بدون تصريح، سيتم إجبارها على الهبوط، لافتة إلى أن عدم الامتثال للأوامر ستعامل القوات الجوية الليبية معها كهدف معادي.

وأكدت غرفة عمليات القوات الجوية، أن أي طائرة أجنبية تهبط حتى في المهابط الترابية ستكون هدفًا مشروعًا لمقاتلات السلاح الجوي العربي الليبي، نظرًا لكونها منطقة عمليات حربية.

فيديو قد يعجبك: