محلل لفورين بوليسي: مشكلة بوريس جونسون هي الإسلاموفوبيا
كتب – محمد عطايا:
في إحدى لقاءاته التلفزيونية، سُئل بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا المنتخب حديثًا، عن خططه لمواجهة ظاهرة "عداء الإسلام" أو ما يعرف بـ"الإسلاموفوبيا".
وبحسب مقال بمجلة فورين بوليسي الأمريكية، فإن جونسون، زعيم حزب المحافظين البريطاني، الذي فاز بأغلبية المقاعد في الانتخابات البريطانية الأخيرة، فشل وحزبه في مواجهة ظاهراة الإسلاموفوبيا التي باتت منتشرة بشكل كبير في المملكة المتحدة.
واعتبر الباحث بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إتش. إيه. هيلير، في مقاله المنشور أمس الإثنين، أن جونسون ساهم مع حزبه في جعل الإسلاموفوبيا أمر مقبول اجتماعيا في بريطانيا.
كانت إجابة جونسون خلال مناظرة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قبل الانتخابات، دبلوماسية ولم تكشف نيته الحقيقة في التعامل مع ما وصفها مقال "فورين بوليسي"، بـ"تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا" في المملكة المتحدة.
وأوضح المقال أن جرائم الكراهية ضد الإقليات الدينية في بريطانيا تضاعف بشكل كبير، وكان للمسلمين النصيب الأكبر من أعمال العدائية خلال عام كامل في المملكة المتحدة.
تضاعفت جرائمة الكراهية ضد المسلمين، ثلاثة أضعاف، وهو ما يمثل بحسب مقال فورين بوليسي، ما يقرب من نصف جميع جرائم الكراهية ضد الأقليات الدينية، في عموم المملكة المتحدة، وبرغم أن أعداد المعتدى عليهم ضخمة، إلا أن ذلك الأمر لا يحظى باهتمام كبير في بريطانيا.
رئيس الوزراء الحالي، كتب ذات مرة على "تويتر"، أن "الخوف من الإسلام هو ردة فعل طبيعية"، وفي أخرى "أن الدين الإسلامي هو المشكلة".
وعلق أعضاء من حزب المحافظين، في أكثر من مناسبات على أحداث بكلمات مسيئة للإسلام.
وأضاف المقال أن ظاهرة الإسلاموفوبيا منتشرة بشكل كبير في عموم بريطانيا، لافتا إلى أن جرائم الكراهية ضد المسلمين زادت بين عامي 2016 و2017 بنسبة 30 في المائة؛ فضلًا عن تخصيص بعض المتطرفين يومًا العام الماضي، لإرسال رسائل كراهية ضد المسلمين، كتبوا فيها "يوم معاقبة المسلم".
وزادت وتيرة العنف ضد المسملين في الأونة الأخيرة، بعدما وقعت العديد من الحوادث بحقهم، كان آخرها، دهس سيارة مجموعة من المارة أمام أحد المساجد بعد تأدية الضحايا للصلاة بلندن في يونيو 2017.
مقال "فورين بوليسي"، أشار إلى أنه بعد انتهاء الانتخابات، واختيار جونسون فإن المشكلة ليست على وشك الاختفاء، بل على العكس يمكن أن تزداد وتيرتها خلال رئاسته للحكومة البريطانية.
شركة "آي سي إم"، أجرت قبل أيام من الانتخابات البريطانية، استطلاع على بعض الناخبين حول مواقفهم من المسلمين، لتكشف أن 37 % اعترفوا بأنه تكون لديهم صورة سلبية عن المسلمين، وقال 55 في المائة إنه يجب أن يكون هناك انخفاض في عدد المسلمين الذين يدخلون بريطانيا، ووافق 62 في المائة على البيان الذي يفيد بأن الإسلام يهدد طريقة الحياة البريطانية.
أوضح مقال المجلة الأمريكية، أن الأرقام التي كشفت عنها الاحصائيات مثيرة للقلق، ولكنها ليست مفاجأة، فالمخاوف بشأن انتشار التعصب المناهض للمسلمين في حزب المحافظين تزداد منذ سنوات.
وأكدت أن انتشار الخوف من الإسلام، جاء بسبب عوال عدة، أبرزها، هو تصريحات الشخصيات السياسية البارزة حو العالمل، والتي تنخرط في رهاب الإسلام.
قال رئيس الولايات المتحدة ، دونالد ترامب ، تصريحات سابقة معادية للإسلام، مثل "أعتقد أن الإسلام يكرهنا"، لافتة إلى أن تلك التصريحات كان لها أثر كبير في انتشار "الإسلاموفوبيا".
وكشفت أن العامل الثاني هو دعم شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام للتصريحات المعادية للإسلام، فضلًا عن تعامل جهات دولية ومنظمات كبرى مع من أشهروا عدائهم الصريح للمسلمين.
فيديو قد يعجبك: