إعلان

"حتى داعش لم يفعل ذلك".. شهادة مسعفين عن احتجاجات العراق

06:38 م الجمعة 22 نوفمبر 2019

احتجاجات العراق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

مع اندلاع التظاهرات العراقية، وخروج الآلاف للشوارع والميادين الكبرى، شهدت البلاد أعمال عنف، أدت إلى مقتل أكثر من 300 شخص، وإصابة الآلاف.

منظمات حقوقية دولية، اتهمت الحكومة العراقية بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وانتشرت مقاطع فيديو تظهر قوات موالية للجيش العراقي تطلق الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، المطالبين برحيل الحكومة.

ومنذ خروج المتظاهرين في أكتوبر الماضي، عمل المسعفون على تلقي الحالات المصابة، ومحاولة إسعافهم، إلا أن البعض لا يستطيع النجاة، لتزهق أرواح المحتجين بين أيديهم.

نهاية أكتوبر الماضي، قرر المسعفان العسكريان عباس وأحمد المشاركة في إسعاف المتظاهرين، وغادرا منزلهما، متجاهلين جميع الأوامر العسكرية، للقيام بعملهم وسط المحتجين بقلب العاصمة بغداد، وذلك وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

عمل المسعفان العسكريان بالفعل على معالجة جرحى ومصابي الاشتباكات منذ نهاية أكتوبر الماضي. ويقول أحمد في تصريحات لـ"الجارديان": "لم نتمكن من البقاء في المنزل والتظاهر بحدوث شيء، فكان علينا الخروج والعناية بالجرحى".

الشعب العراقي مر بأهوال وويلات الحرب منذ قرون، ويعرفون جيدًا حمل السلاح، إلا أن الاحتجاجات الحالية تختلف بعض الشيء عن البلد التي لم تنتفض على حكامها حتى خلال ثورات الربيع العربي.

وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن المسعفين العسكرين، استعانا بقدرتهما في مداواة الجرحى، بعدما اكتسبا خبرة كبيرة أثناء محاربة تنظيم داعش الإرهابي، في الموصل وتكريت وبيجي.

وقال عباس، أحد المسعفين للصحية: "بعد الحرب ضد داعش، لم أكن أعتقد أنني سأشهد معارك شديدة مرة أخرى، لكن شوارع بغداد وساحاتها تحولت إلى مكان أسوأ من ميادين الحرب. وفي الأسابيع الماضية في الاحتجاجات، رأيت بعض الإصابات الخطيرة التي نادراً ما واجهتها في المعركة (ضد داعش)".

وأضاف: "حتى داعش لم يطلق النار على الطاقم الطبي خلال أسوأ فترات الحرب".

تداول نشطاء التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لقتلى الاحتجاجات والدخان يتصاعد من رؤوسهم بعدما غرس قوات الأمن قنبلة دخان داخل أجسادهم، في مشاهد أثارت ضجة عالمية.

واستطرد عباس: "أن بعض الإصابات من نوع لم أره من قبل، حيث اخترقت قنابل الغاز رؤوسهم وأجسادهم، مسببة جروحًا مروعة، من الصعب التعامل معها".

أصيب أحمد المسعف أيضًا برصاص خرطوش، فضلاً عن إصابته بالعديد من الرصاص المطاطي.

كشف المسعف أحمد عن ذراعه اليسرى لتظهر عدة جروح، فضلًا عن أن ظهره ممتلئًا عن آخره بالكدمات، ورغم صراخه أكثر من مرة بأنه طبيب، إلا أن الشرطة لم تتوقف عن إطلاق الرصاص تجاهه.

وأوضحت صحيفة الجارديان، أن الشرطة العراقية كانت تستهدف المسعفين، ما أصاب أعداد كبيرة، ما يظهر تجاهل الحكومة للحاجة الماسة لإسعاف المصابين.

فيما ألقت الشرطة العراقية أيضًا القبض على بعض المسعفين، بسبب تواجدهم في حشود مع المحتجين خلال التظاهرات الحالية.

ويقول عباس وأحمد المسعفين، إن جهاز الأمن الوطني زار منزلهما وأخبروا عائلتهما أنه تم إصدار مذكرتي توقيف بحقهما، وأنهما بصدد الدخول في محاكمة عسكرية.

فيديو قد يعجبك: