إعلان

مظاهرات بلا قائد إلى أين تقود لبنان؟ خبراء يجيبون

10:00 ص الخميس 31 أكتوبر 2019

مظاهرات بلا قائد إلى أين تقود لبنان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت:

"هذه المرة مختلفة؛ جميع اللبنانيين تحت راية بلدهم، لا نريد زعيمًا فهذا يعيدنا إلى الشيء الذي نحاول الهروب منه، وقادتنا عززوا الانقسامات الطائفية، معتمدين على أحزابهم السياسية"؛ بتلك الكلمات علّق محمد سكرية أحد المتظاهرين في وسط بيروت لمجلة "فورين بوليسي" عن المظاهرات اللبنانية وعدم وجود ظهير أو منظم سياسي للاحتجاجات.

المظاهرات اللبنانية التي انطلقت في الـ17 من أكتوبر الجاري بشكل عفوي دون ظهير سياسي أو دعوات احتجاجًا على فرض ضريبة على وسائل التواصل الاجتماعي، سرعان ما تحولت لمظاهرات عارمة بمختلف مناطق لبنان مطالبين بإسقاط الحكومة وكل الطبقة السياسية ومحاسبين المسؤولين عن الفساد المنتشر وانهيار الاقتصاد اللبناني رافعين شعار "كلكن يعني كلكن".

مظاهرات نظيفة غير ملونة

أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة طارق فهمي يقول: "المظاهرات اللبنانية انطلقت بدافع وطني واجتمع المتظاهرون تحت راية بلدهم في مشهد مثل أرضية وطنية خالصة بعيدًا عن الطائفية والانقسامات المعهودة في لبنان".

وأضاف فهمي، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن المظاهرات اللبنانية لم تكن لها ظهير سياسي ولا قوة فاعلة فيها إلا للشعب ما تسبب في اتساع خارطة الاحتجاجات في لبنان "ليست ملونة ولا تتبع تيار بعينه لكنها شملت كل قوى وأطياف الشعب اللبناني بدون تسييس أو تلوين للمظاهرات".

وتابع: "قبل إعلان الحكومة استقالتها حاولت القوى السياسية إثناء المتظاهرين عن احتجاجتهم ومطالبهم بإسقاط الحكومة، حتى إعلان الاستقالة تغييرت المعادلة السياسية في لبنان، وحاولت عدة قوى متمثلة في حركة أمل وحزب الله والكتائب اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، الركوب على أولى مكتسبات الاحتجاجات، بالإشادة بالاستقالة التي أعلنوا رفضها في البداية، وللتأكيد على وجودهم في الأحداث ومحاولة الركوب على مكتسبات الشعب".

ويرى أستاذ العلوم السياسية أن المرحلة المقبلة على لبنان هي الأصعب فكل تيار سيحاول الركوب على المكتسبات المحققة، من خلال إعادة ترتيب أوراق الضغط لاستخدامها، وسيحاول كل تيار حشد أنصاره وجذب أكبر عددًا من المتظاهرين في صفوفه ليظهر كأنه القوة الفاعلة في الحراك.

ويؤكد فهمي أن أحد أوراق الضغط المتاحة لعدد من الأحزاب والقوى السياسية في لبنان هي استعراض القوة في ظل وجود حركات مسلحة مثل حزب الله الذي سيسعى جاهدًا للركوب على الحراك وتغيير مساره لصالحه بشتى الطرق، وربما تصل لمحاولات قمع المتظاهرين بالعنف.

استمرار المظاهرات بعد استقالة الحكومة

كان رئيس الحكومة سعد الحريري قد أعلن أمس الثلاثاء استقالة حكومته "تجاوباً مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير، والتزاماً بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية"، وذلك بعد 13 يومًا من الاحتجاجات الشعبية.

وأعلن المعتصمون أنهم سيلجأون إلى قطع الطريق مجددًا بعد فتحها إذا لم تنفذ المطالب، وقرروا إعطاء مهلة لتشكيل حكومة جديدة تعمل على تحقيق باقي المطالب.

حراك صادق مثير للمخاوف

ويرى المحلل السياسي اللبناني نضال السبع، أن أسباب الحراك الشعبي يرجع لتراكمات سابقة بسبب الأداء الاقتصادي السيء للحكومات المتعاقبة ما دفع المواطنيين للخروج بمختلف طوائف إلى الشارع للمظالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية وإسقاط الطبقة السياسية، دون أي دعوات سابقة أو منظم سياسي لتلك الاحتجاجات.

وأضاف السبع لـ"مصراوي": "هناك تخوف من ارتفاع سقف المطالب للمظاهرات الذي وصل إلى المطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية ما قد يسبب فراغ في السلطة بلبنان، والتخوف من فراغ السلطة هو إحداث فوضى بالبلاد".

وتابع: "وجود سلطة في لبنان يمكن من خلالها إجراء إصلاحات اقتصادية، وإجراء انتخابات جديدة، لكن في عدم وجود تلك السلطة فمن سيجري الإصلاحات ويشرف على الانتخابات المقبلة".

وشدد السبع، على أن الحراك اللبناني عفوي صادق ونظيف عبر عن طموحات الشعب اللبناني بوجود طبقة سياسية غير ملونة وتخطى كل الحواجز والانقسامات التي تسبب بها زعماء وقادة الأحزاب والطوائف.

ويشير المحلل السياسي اللبناني، إلى وجود قوى داخلية وخارجية تريد التأثير على منحى الحراك والركوب على الأحداث، قائلاً: "حزب الله والتقدمي الاشتراكي يسعان جاهدان لتغيير مسار الحراك الشعبي لصالحهم بالأول يخشى من تشكيل حكومة تكنوقراط قد تبعده عن السلطة والثاني يسعى لتشكيل قاعدة شعبية أكبر وتسيير الحراك وفقًا لمصالحه".

وتابع أن هناك تخوف من استمرار الاحتجاجات واسقاط كل من بالسلطة، خاصة في ظل وجود تركيا التي لديها أجندة إرهابية تسعى دائم لتطبيقها في المنطقة العربية، كما أن هناك مخاوف من إحداث فراغ يتسبب في فوضى تستغلها تركيا وتصدر جماعتها الإرهابية كما فعلت في سوريا وليبيا.

ويرى أن توحيد الصف تحت راية لبنان وتشكيل هيئات قضائية للتحقيق في وقائع الفساد وإهدار المال العام، فضلاً عن وجود جهاز أمني قوى لاستعادة تلك الأموال المنهوبة، والاصطفاف حول مؤسسات الدولة لإعادة بنائها، وردع أي تهديد داخلي أو خارجي.

وبعد 13 يومًا من الاحتجاجات المستمرة نجح المتظاهرون في انتزاع استقالة الحكومة، لكن طريقهم لتحقيق كافة مطالبهم لا يزال طويلاً.​

فيديو قد يعجبك: