إعلان

الناتو: مباحثات وزراء الدفاع تهدف إلى تحقيق الاستقرار في سوريا

08:47 م الخميس 24 أكتوبر 2019

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بروكسل - (د ب أ)

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" إن وزراء دفاع الحلف أجروا اليوم الخميس مباحثات "منفتحة وصريحة" بشأن تطورات الوضع في شمال شرق سوريا، حيث ركزوا على جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة بعدما تسبب العدوان التركي الأخير في إثارة التوتر داخل الحلف.

وشنت تركيا العضو في الحلف عملية عسكرية قبل أسبوعين في شمال شرق سورية بالأساس من أجل محاربة ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية "واي بي جي" التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيًا مرتبطًا بحزب العمال الكردستاني المحظور "بي كيه كيه".

وكانت وحدات حماية الشعب الكردية هي القوة الرئيسية التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي في سوريا مدعومة بالقوة الجوية للغرب وقوات خاصة، بينما تم تصنيف حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية من جانب تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وأثار التوغل التركي، الذي توقف باتفاق لوقف إطلاق النار بين تركيا والولايات المتحدة، إدانات حادة من جانب الكثير من دول الحلف، وسط مخاوف من أن يقوض هذا التوغل الاستقرار الإقليمي ويضيع المكاسب الي تم تحقيقها ضد تنظيم داعش.

وتتفق تركيا وروسيا الآن على تسيير دوريات مشتركة في المنطقة التي كانت سابقا تحت سيطرة القوات الكردية، وأمهلتا المقاتلين الأكراد 150 ساعة لإخلاء المنطقة.

وقالت وزير الدفاع الألمانية أنيجرت كرامب كارنباور في بداية الاجتماع إن هذا الترتيب "لا يقدم أساسا على المدى الطويل لحل سياسي"، مضيفة أن نظراءيها الفرنسي والألماني يشاركانها وجهة النظر تلك.

وسعت كرامب كارنباور للحصول على دعم بين حلفاء الناتو لاقتراح بإنشاء منطقة آمنية تحت إشراف دولي في شمال شرق سورية. وقوبلت خططها حتى الآن بصمت من جانب الدول الأعضاء للحلف.

وقال ستولتنبرج إنه كان هناك "دعم واسع للفكرة كحل سياسي" ولسبل مشاركة المجتمع الدولي، دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل بشأن مقترح الوزيرة الألمانية.

وقالت بعد مباحثات مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على هامش اجتماعات الناتو في بروكسل إن الوزير التركي كان منفتحا على مشاركة المجتمع الدولي.

وأضافت أنه طمأن أيضا نظراءه في الناتو أن أنقرة لا تسعى لإعادة توطين أو تطهير السكان، لكنها تسعى إلى إعادة بناء المنطقة.

كانت تركيا بأفعالها الأخيرة قد عززت المخاوف بين الكثير من الدول الأعضاء بالناتو حيال المسار الذي تسلكه البلاد.

وكانت أنقرة قد أغضبت حلفاءها بقرار شراء منظمة الدفاع الجوية الروسية "إس 400" غير المتوافق مع أنظمة الناتو، في حين يتم النظر بقلق في العواصم الأخرى إلى حملة إجراءات صارمة على الحريات المدنية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 2016.

وفي وقت سابق من اليوم الخميس، حذر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر من أن تركيا "تسير في الطريق الخاطئ".

وقال في بروكسل إنه "في كثير من القضايا، نراها تدور أقرب إلى المدار الروسي منه في المدار الغربي". وناشد الحلفاء للسعي لتعزيز الشراكة مع تركيا.

لكن دولا مثل فرنسا أشارت أيضا بالإصبع إلى الولايات المتحدة بعدما انسحب الرئيس دونالد ترامب بشكل مفاجئ القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا قبيل العدوان دون استشارة الحلفاء.

وأعطت الخطوة بشكل فعال الضوء الأخضر لأنقرة لشن عمل عسكري.

ومن ناحية أخرى، كان ستولتنبرج متلهفا للإشارة إلى أن تركيا حليفا إستراتيجيا رئيسيا ذي مصالح أمنية شرعية.

وقال ستولتنبرج بعد محادثات اليوم الخميس إن "هناك وجهات نظر مختلفة بين الحلفاء، وأجرينا مباحثات صريحة ومنفتحة. لكننا ركزنا على المضي قدما."

ومن بين إحدى القضايا الرئيسية التي تؤثر على الحلف هي مسألة إرهابي تنظيم داعش الأجانب، وسط مخاوف من فرار العديد من الأسرى خلال التوغل التركي.

والناتو عضو في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش الإرهابي.

وقال ستولتنبرج إن "من المهم للغاية التأكد من أن مقاتلي داعش الذين تم أسرهم لم يتم إطلاق سراحهم، وبالتالي فإن أولئك الموجودين على الأرض يتحملون مسؤولية التأكد من عدم حدوث ذلك، وأنهم ما زالوا في الأسر".

وتهدف المباحثات التي تجرى على مدار يومين في بروكسل إلى الإعداد لقمة الذكرى السنوية السبعين لتأسيس اللحلف في لندن في ديسمبر.

وفي وقت لاحق من اليوم الخميس، يبحث الوزراء كيفية مواجهة الحلف للتهديدات الهجين (التقليدية وغير التقليدية معا) بما في ذلك أمن اتصالات الجيل الخامس، والتقدم الذي تم إحرازه في تعزيز قدرات الاستجابة السريعة، والتطورات في أفغانستان.

فيديو قد يعجبك: