إعلان

سوريا- خرق للهدنة والعفو الدولية تتهم تركيا بارتكاب "جرائم حرب"

02:24 م الجمعة 18 أكتوبر 2019

مدينة رأس العين بشمال شرقي سوريا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين (دويتشه فيله)

اتهمت منظمة العفو الدولية القوات التركية وفصائل موالية لها بارتكاب جرائم حرب في سوريا، فيما أشار المرصد السوري إلى منع قافلة الهلال الأحمر الكردي ومنظمة إنسانية أمريكية من الوصول إلى رأس العين لإخلاء المصابين هناك.

قتل خمسة مدنيين اليوم الجمعة في غارة تركية على قرية في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ووقعت الغارة رغم اتفاق لوقف إطلاق النار في الهجوم الذي تشنه أنقرة وفصائل سورية موالية لها ضد المقاتلين الأكراد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن المدنيين قتلوا في غارة على قرية باب الخير، التي تبعد نحو عشرة كيلومترات شرق مدينة رأس العين الحدودية، حيث تدور اشتباكات متقطعة. وأشار إلى إصابة 20 مدنياً آخرين بجروح.

واتهم مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية اليوم الجمعة تركيا بقصف مناطق مدنية انتهاكاً لوقف إطلاق النار المعلن لمدة خمسة أيام في شمال شرق سوريا، مضيفاً أنه على الرغم من الاتفاق على وقف القتال، استمرت الضربات الجوية والمدفعية التركية في استهداف مواقع المقاتلين والتجمعات المدنية. وقال إن القوات التركية قصفت بلدة رأس العين.

وكان مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي قد أعلن الخميس من أنقرة عن وقف إطلاق النار عقب محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وواقفت تركيا على وقف القتال لمدة خمسة أيام من أجل السماح لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بالانسحاب من "المنطقة الآمنة" التي تسعى أنقرة لفرض سيطرتها عليها.

"تركيا مسؤولة عن انتهاكات من تدعمهم"

ومن جانهبا اتهمت منظمة العفو الدولية الجمعة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بارتكاب "جرائم حرب" في هجومها ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا. وذكرت المنظمة في تقرير أن "القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلا مخزيا لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية وجرائم حرب بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين".

وتؤكد تركيا أنها تقوم بكافة الإجراءات اللازمة لتفادي إلحاق أضرار بالمدنيين، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق مقتل 72 مدنياً بنيران القوات التركية والفصائل الموالية لها، بينهم من جرى إعدامهم ميدانياً بإطلاق النار عليهم من قبل مقاتلين موالين لأنقرة.

وتحدثت منظمة العفو الدولية مع 17 شخصاً، بينهم عاملون في مجالي الصحة والإغاثة، ونازحون، كما تحققت من أشرطة فيديو جرى تداولها وراجعت تقارير طبية. وأكدت المنظمة أن "المعلومات التي جرى جمعها توفر أدلة دامغة حول هجمات دون تمييز على المناطق السكنية، بينها منزل وفرن ومدرسة"، فضلاً عن "عملية قتل بإجراءات موجزة وبدماء باردة بحق السياسية الكردية هرفين خلف على يد عناصر فصيل أحرار الشرقية".

ونقلت المنظمة عن صديق لخلف قوله إنه حاول الاتصال بها هاتفياً، ورد عليه شخص عرف عن نفسه بأنه مقاتل في المعارضة المسلحة، وقال له "أنتم الأكراد خونة"، وأبلغه بمقتلها.

وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية كومي نايدو إن "تركيا مسؤولة عما تقوم به المجموعات السورية المسلحة التي تدعمها، وتسلحها"، مضيفاً أن "تركيا أطلقت العنان لهذه المجموعات المسلحة لإرتكاب انتهاكات جدية في عفرين"، المنطقة ذات الغالبية الكردية التي سيطرت عليها تركيا والفصائل الموالية لها في العام 2018، ودعا نايدو تركيا "لوقف تلك الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها".

ونقلت المنظمة عن أحد المتطوعين في الهلال الأحمر الكردي مشاهداته أثناء عمله على نقل ضحايا غارة جوية تركية استهدفت منطقة قريبة من مدرسة في قرية الصالحية في الـ12 من تشرين الأول/أكتوبر. وقال المتطوع "لم أتمكن من تحديد ما إذا كانوا فتيان أو فتيات لأن الجثث كانت متفحمة".

وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فصائل موالية لتركيا تمنع قافلة الهلال الأحمر الكردي ومنظمة إنسانية أمريكية من المرور والوصول إلى مدينة رأس العين (سري كانييه) شمالي سوريا لإخلاء المصابين والجرحى هناك.

وقال المرصد ،الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له في بيان حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه، إن هذه الفصائل تتعمد استهداف القافلة المتوقفة بالقرب من أحد مداخل مدينة رأس العين من جهة بلدة تل تمر.

بومبيو يلتقي نتنياهو لتهدئة المخاوف الإسرائيلية

ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في القدس اليوم الجمعة بعد ساعات من اتفاق تركيا مع الولايات المتحدة على وقف هجومها ضد القوات الكردية في سوريا.

وتعتبر إسرائيل الأكراد السوريين، الذين كانوا يوماً حلفاء للولايات المتحدة، قوة موازنة للمتشددين الإسلاميين في شمال سوريا. ويساورها القلق من أن المقاتلين المتحالفين مع خصمها اللدود إيران قد يسدون الفراغ الذي خلفه انسحاب الولايات المتحدة.

ويُنظر إلى زيارة بومبيو لإسرائيل الآن على أنها محاولة لتهدئة مخاوف إسرائيل من أن سحب القوات الأمريكية يمكن أن يعرضها لهجمات إيران أو وكلائها في المنطقة.

الكريملين في انتظار معلومات من تركيا

من جانبه، قال الكرملين في وقت متأخر أمس الخميس إنه يتوقع الحصول على معلومات من تركيا بعدما توصلت لاتفاق مع الولايات المتحدة لوقف هجومها في سوريا لمدة خمسة أيام. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله "نتوقع الحصول على معلومات من تركيا".

ومن المنتظر أن يعقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا يوم الثلاثاء المقبل في جنوب روسيا. وسارعت الشرطة الروسية المسلحة والجيش السوري بالسيطرة على مناطق في شمال شرق سوريا، كانت خاضعة لسيطرة الأكراد بعدما سحب ترامب القوات الأمريكية من هناك مما دفع الأكراد لإبرام اتفاق مع دمشق.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: