إعلان

بعد خمس سنوات... مازال مئات اللاجئين في غياهب النسيان في مخيمات مانوس الأسترالية

03:02 م الخميس 19 يوليه 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كانبرا - (د ب أ):

بعد مرور خمس سنوات مازال مئات المهاجرين وطالبو اللجوء يعانون من الإهمال والنسيان في جزيرة "مانوس" التابعة لدولة غينيا باباو وجزيرة "ناورو" في المحيط الهادئ. فالحكومة الأسترالية التي أرسلتهم إلى هناك لم تقل حتى الآن متى ولا أين سيتم إعادة توطينهم.

فقد وصل اللاجئ السوداني "حسب الله" إلى حزيرة كريسماس الأسترالية في قارب لاجئين في أكتوبر 2013. وبعد وصوله بثلاثة أيام، أرسلته السلطات الأسترالية إلى جزيرة "مانوس" التابعة لجزيرة غينيا باباو، حيث يعيش في مخيمات تعتمد على منشآت متداعية. وقال "حسب الله" إنه لا يرى في الأفق أي نهاية لمعاناته.

وأضاف حسب الله الذي صنفته الأمم المتحدة كلاجئ في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لم أتخيل أبدا أنني سأواجه هذا الموقف على مدى 5 سنوات ... الوضع الحالي يشبه الجحيم. لم أتصور أنني سأواجه هذه التجربة الصادمة. إنها على عكس كل ما كنت أتوقعه".

وفي 19 تموز/يوليو عام 2013 تبنت حكومة حزب العمال الأسترالية في ذلك الوقت سياسة صارمة تمنع بشكل دائم إعطاء اللاجئين الذين يصلون إلى الأراضي الاسترالية عبر قوارب الهجرة غير الشرعية أي فرصة لإعادة التوطين في أستراليا. وبدلا من استقبالهم على الأراضي الأسترالية، ترسل الحكومة اللاجئين إلى مخيمات في جزر "مانوس" و"ناورو" النائية.

توجد جزيرتا "مانوس" و"ناورو" في جنوب المحيط الهادئ . وتقع جزيرة "مانوس" على بعد 1000 كيلومتر من الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا، في حين توجد جزيرة "ناورو" على بعد حوالي 3000 كيلومتر من قارة أستراليا.

وفي أواخر 2013، تولت حكومة رئيس الوزراء المحافظ "توني أبوت" السلطة في أستراليا وتبنت سياسة أكثر قوة ذات نزعة عسكرية لإعادة قوارب الهجرة غير الشرعية إلى نقاط انطلاقها نحو المياه الأسترالية.

وقد أرسلت أستراليا أكثر من 3100 طالب لجوء ولاجئ إلى جزيرتي "مانوس" و"ناورو". ومازال حوالي 1600 شخص موجودين في مخيمات اللاجئين على الجزيرتين، في حين تم إعادة توطين أكثر من 300 طالب لجوء في الولايات المتحدة، في حين انتقل حوالي 400 شخص إلى أستراليا بقرار من المحكمة نظرا لتدهور حالتهم الصحية، وأعيد الباقون إلى بلادهم الأصلية.

ومن بين المجموعة التي مازالت في معسكرات اللجوء على الجزيرتين يوجد "بيهروز بوشاني" الكردي الإيراني الذي كان قد وصل إلى جزيرة كريسماس الأسترالية يوم 23 تموز/يوليو 2013 أي بعد أربعة أيام فقط من بدء تطبيق السياسة الجديدة، حيث تم إرساله بعد شهر من وصوله إلى جزيرة "مانوس".

وقال "بوشاني" إن "الكثيرين من اللاجئين الذين وصلوا قبلنا مباشرة تم السماح لهم بالإقامة في جزيرة كريسماس، ولم يتم نفيهم إلى جزيرة مانوس، وأغلبهم يعيشون الآن في أستراليا".

لكن "بوشاني" ومعه حوالي 700 رجل آخر يعيشون في عالم من النسيان على جزيرة "مانوس" منذ 5 سنوات.

وقال بوشاني لوكالة الأنباء الألمانية "إنه وقت طويل... من الصعب جدا قول أي شيء بعد هذا الوقت الطويل ... نحن نعيش في ظروف قاسية للغاية. نفقد الكثير من الأشياء والأشخاص. اللاجئون يموتون. الكثيرون منا فقدوا صحتهم العقلية والبدنية وكل يوم أسوأ مما قبله".

في المقابل يفرض المسؤولون الأستراليون سياجا من السرية الشديدة على الأوضاع في مخيمات اللاجئين، ويدافعون عن سياسة بلادهم باعتبارها "قاسية لكنها فعالة" لآنها ردعت الناس عن ركوب قوارب الهجرة غير الشرعية نحو السواحل الأسترالية.

من ناحيتها أدانت منظمة هيومان رايتس ووتش" هذه السياسة الاسترالية وقالت إنها "حصار جهنمي قانوني يحيط به قدر هائل من الغموض".

وقالت "إلياني بيرسون" مديرة إدارة أستراليا في "هيومان رايتس ووتش" إنه "يجب النظر بغضب إلى الذكرى الخامسة لمعاناة هؤلاء الناس الذين يعيشون في حالة مزرية فوق جزر معزولة في المحيط الهادئ... أستراليا تحولت من دولة مرحبة بالمهاجرين إلى زعيم العالم في معاملة اللاجئين بقسوة وقحة".

وقال "بوشاني" إن أستراليا "فقدت روحها ... إنها نسيت الإنسانية وحقوق الإنسان. إنهم فقدوا أخلاقهم. لا يوجد فارق كبير بين أستراليا وبعض الدول التي تحكمها أنظمة حكم مستبدة".

ومن غير المحتمل أن يتمكن أشخاص مثل حسب الله وبوشاني من الذهاب إلى الولايات المتحدة الآن بسبب سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ترفض قبول مهاجرين من سبع دول مسلمة بينها إيران والسودان.

بالنسبة لبوشاني، فإن حالة الغموض تضغط على الروح المعنوية للاجئين. فقد كان يعتقد في بداية وصوله إلى جزيرة مانوس أنه لن يظل فيها أكثر من 6 شهور.

يقول بوشاني "لم أمن أكن أتصور أنه بعد خمس سنوات سأظل هنا. وما زلت لا أعرف ما الذي سيحدث... هذه الوضع الذي يتسم بالإهمال والتجاهل يخلق لنا الكثير من المشكلات. لا نستطيع تخيل مستقبلنا. لا نعرف إلى متى سنظل هنا. عدم المعرفة هو حكم بالإعدام علينا".

ويختتم بوشاني كلامه بالقول " القوانين الدولية التي تعترف بها أستراليا تعترف بنا كلاجئين، فلماذا ما زلنا هنا (في الجزيرة المعزولة)؟"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان